كيف نتأثر بكتاب الله تعالى

كيف نتأثر بكتاب الله تعالى

أ.م.د. محمود عبد اللطيف حمد

قسم اللغة العربية

كلية التربية الأساسية/حديثة – جامعة الانبار

لكتاب الله تعالى أسرار لا يعلمها إلا هو ومن هذه الأسرارهي التقرب إليه  تعالى وانشراح الصدر وزوال الهموم وزيادة البركة في حياة المؤمن فكم من مؤمن مسك كتاب الله فزال همه وكربه وذنوبه وعمه الخير الكثير  وليس بغريب في ذلك حيث يقول عليه الصلاة والسلام " يقال لصاحب القرآن إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها " فتأمل  أخي المسلم الحديث الشريف ومعانيه ومنها  قوله "لصاحب القرآن "  فهو صاحب المؤمن  لا يتخلى عنه في اشد المواقف فإذا تخلى عنك أصحابك الذين كنت تتسامر معهم في الدنيا  وتظن وقوفهم معك في كل شيء فهنا كل يبحث عن حسناته ويتبرأ الأخ من أخيه والأب من بنيه كل يبحث عن حسنات تنجيه من هول يوم القيامة  واسمع الحديث الآخر الذي يقول فيه الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام  "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما"  هل تأملت أخي المؤمن الحديث وألفاظه تأمل كلمة "صاحبهما " وكلمة "تحاجان "نعم ما أجملها من كلمات إنها الصحبة التي لا تترك صاحبها يا لها من بشارة عظيمة لمن عاش مع القرآن الكريم

وممن تأثر بالقرآن الكريم وجعله منهج حياته كثيرون من علماء الأمة  وعلى سبيل المثال ابن عقيل " رحمه الله " لما توفي ولده سنة عشر وخمس مئة وعمره سبع وعشرون سنة وكان تفقه وناظر في  الأصول والفروع وظهر منه أشياء تدل على دينه وخيره حزن عليه وصبر صبرا جميلا فلما دفن جعل يتشكر للناس فقرأ قارئ قوله تعالى " قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه إنا نراك من المحسنين "فبكى ابن عقيل وبكى الناس حوله وضج الموضع بالبكاء فقال ابن عقيل للقارئ " يا هذا إن كان القرآن يهيج الحزن فهو نياحة , والقرآن لم ينزل للنوح بل لتسكن الأحزان "

ومنهم على سبيل المثال الإمام احمد "رحمه الله تعالى " جاءه احد السفهاء وبدأ يسبه ويشتمه فيقول له طلابه يا أبا عبد الله رد على هذا السفيه قال فأين القرآن إذا "

وهنا لا بد أن لا نترك قراءة وحفظ القرآن فهو يعلمنا الحكمة وهو سفينة نجاتنا للدار الآخرة وبه تزال الهموم والشبه والفتن والشهوات وهو النور الذي ينور القلوب والقبور جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته 0