الأثر السياسي والفكري لنساء البيت الأيوبي في بلاد الشام ومصر

الأثر السياسي والفكري لنساء البيت الأيوبي في بلاد الشام ومصر

أ.د.مظهر عبد علي

عميد الكلية

جامعة الأنبار – كلية التربية الأساسية/حديثة

 

     تعد دراسة الشخصيات في التاريخ الإسلامي من الموضوعات المهمة، لما لعبته تلك الشخصيات من دور مهم في الحياة السياسية والفكرية للدولة العربية الإسلامية، لاسيما نساء السلاطين والأمراء الذين حكموا البلاد الإسلامية وفي مختلف أقاليمها، فقد كان للنساء دوراً بارزاً وإسهاماً رائداً في مجريات الحياة من خلال مشاركاتهن في مختلف مناحي تلك الحياة، إذ كان لهن انجازات كبيرة وأعمال جليلة يفتخر بها، ونظراً لما لتلك الانجازات والأعمال من أهمية جاء اختيارنا لدراسة نساء البيت الأيوبي؛ نظراً لما شكلته أدوار تلك النساء من أهمية وإن لم ينصف التاريخ انجازاتهن إلا بذكر إشارات لبعضهن سواء بالنسبة لحياتهن الشخصية أو في أثرهن السياسي أو الفكري، كما لم توجد دراسة انفردت بذكر أدوار نساء البيت الأيوبي، فجاء مقالنا الموسوم (الأثر السياسي والفكري لنساء البيت الأيوبي في بلاد الشام ومصر) لتبين الأدوار التي لعبتها نساء البيت الأيوبي سواء كانت من هي أيوبية النسب أو من هي زوجة أحد السلاطين أو الأمراء الأيوبيين .

     اعتمد المقال على المنهج التاريخي العلمي في معالجة الموضوع مراعياً التتابع التاريخي في ذلك، ومنتهجاً الأسلوب العلمي في التعامل مع الروايات التاريخية، متوخياً الدقة في تدوين الروايات التي أفصحت عن أدوار نساء البيت الأيوبي، محاولاً الأخذ من الروايات الأقرب إلى الحدث التاريخي زماناً ومكاناً لما له من تأثير على صدق الرواية من عدمه .

     أما على صعيد الصعوبات فقد واجهت الباحث مشكلة قلة المعلومات التي تكلمت عنها المصادر، إذ لم تعن تلك المصادر ولم تول الأهمية الكبيرة للإنجازات المهمة التي قدمتها تلك النساء الجليلات والتي كان لهن الدور الكبير في تمشية أمور الحكم ولعبت أدواراً سياسية مهمة وفي حقبة تاريخية حرجة، فضلاً عن دورهن في تنشيط الحركة العلمية في زمانهن، فجاءت المعلومات قليلة جداً، إلا أنه على قلتها تدلل عن أهميتها وتجعلنا نكبر تلك الانجازات ونقف أمامها وقفة احترام وافتخار .

     جاء المقال مقسماً على ثلاثة محاور رئيسة، تناولت في المحور الأول السيرة الذاتية لنساء البيت الأيوبي وجانباً من أثر البعض منهن السياسي في الحكم، إذ تمت الإشارة إلى سيرة تلك النساء وحياتهن الشخصية مما له تأثير كبير انعكس على نشاطهن السياسي والفكري في المجتمع، أما المحور الثاني فقد تم التطرق فيه إلى أثر تلك النساء الفكري من خلال إنشاء المدارس التعليمية التي درَّس فيها من خيرة علماء العالم الإسلامي والتي أسهمت في رفد المجتمع الإسلامي بنتاج علمي واسع، في حين عالجت في المحور الثالث أثر نساء البيت الأيوبي في إنشاء الخانقاهات والربط والترب كجزء من نشاطهن الفكري، التي كان لها أثر كبير إلى جانب المدارس في التعليم والعبادة وتقديم الخدمات للمجتمع الإسلامي آنذاك .