التغير المناخي وأثره على النظام الأرضي

التغير المناخي وأثره على النظام الأرضي

احمد جسام مخلف

قسم التاريخ

كلية التربية الأساسية/حديثة – جامعة الانبار

تغير المناخ: هو أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس، ويمكن ان يحدث لمنطقة معينة او للأرض بشكل عام. وان معدل حالة الطقس يمكن ان يشمل معدل درجات الحرارة، ومعدل التساقط، وحالة الرياح من حيث السرعة والاتجاه. هذه التغيرات في معدل حالة الطقس يمكن ان تحدث بسبب قوى داخلية كالعمليات الديناميكية للأرض مثل (البراكين – الزلازل) ، أو بسبب قوى خارجية كـ (التغير في شدة الاشعاع الشمسي أو سقوط النيازك الكبيرة، أو بسبب نشاطات الإنسان المتزايدة لا سيما في الآونة الأخيرة).

ان التطور الصناعي الذي شهده العالم في الاعوام ال 150 المنصرمة ادى الى استخراج وحرق المليارات من الاطنان للوقود الاحفوري من اجل توليد الطاقة، اذ سبب ذلك الى اطلاق غازات تحبس الحرارة كغاز ثاني اوكسيد الكاربون  Co2 وغاز الميثان على رأس الغازات الدفيئة التي لها اثرها السلبي على طبقة الاوزون والتي تؤدي الى التغير المناخي. فهذه الغازات تسبب ارتفاع درجات الحرارة، فلو زادت نسبة اطلاقها الى الغلاف الغازي فان ذلك يؤدي الى رفع درجة الحرارة، اذ سببت هذه الغازات الى رفع حرارة الارض الى (1.3°م) مقارنة بمستوياتها ما قبل الثورة الصناعية. وإذا أردنا ان نتجنب الارتفاع في درجة الحرارة العام للأرض ليبقى دون الدرجتين المئويتين فلا بد من التقليل من الاعتماد على حرق الوقود الاحفوري او الصناعات التي لها الاثر السلبي على طبقة الاوزون كصناعة الكلور، فذره واحده من الكلور يمكن ان تدمر 100.000 جزيئة من الاوزون، كذلك صناعة او استعمال الاسلحة المحرمة، والتي تم استخدامها بكثرة في العراق وسوريا وافغانستان. علما ان رفع درجة الحرارة بمعدل درجتين فوق المعدل يؤدي الى موت 150 الف شخص سنوياً، كثرة الامراض، وزيادة نسبة التصحر في اجزاء في الارض، وحدوث فيضانات في المناطق الساحلية، وهلاك 20% من انواع الحياة البرية بالانقراض مع حلول عام 2050, تدمير كثير من الزراعات على مستوى العالم... الخ.

ولأجل السيطرة على الانبعاثات التي تضر بالبيئة وتسبب ضرر في طبقة الاوزون فقد عملت عدة دول على عقد اتفاقيات للحد من حدوث تغير مناخي على المستوى البعيد منها المعاهدة البيئية العالمية في مونتريال اذ وقعت 27 دولة على بروتوكول مونتريال في كندا للحد من استخدام المواد المستنفذة لطبقة الاوزون, كالمركبات الحاوية على الفلور, كذلك تلتها معاهدة فيينا 2009 للتأكيد على المعاهدة السابقة من اجل حماية المناخ, وتعتبر معاهدة مونتريال ومعاهدة فيينا اول معاهدتين في تاريخ الامم المتحدة يتم التصديق عليهما من جميع دول الاعضاء, فأساس ما نصت عليه الايقاف الزمني للمواد الحاوية على الفلور التي تسبب ضرر بطبقة الاوزون. لكن ما نراه اليوم ان من دول الاعضاء هي من تصنع مواد واسلحة محرمة ومن الدول لم تلتزم بشكل كامل ببنود هذه المعاهدات مما ينذر بالخطر القادم في التغير المناخي على المستوى العالمي.