استخدام الاشعة السينية في فحص حيوية البذور

استخدام الاشعة السينية في فحص حيوية البذور

م.د ملاذ عبد المطلب حامد

قسم العلوم العامة

كلية التربية الأساسية/حديثة-جامعة الانبار

من أهم سمات جودة البذور هي الانبات لكونها ظاهرة فسيولوجية تقرر نجاح أو فشل البذور . و بالرغم من ذلك فإن نتائج اخبار الانبات المختبري لا توفر سوى مؤشر على ظهور النبات في ظل ظروف مسيطر عليها ولا تقدم أي مؤشر حول قوة البذور .  لذلك من الممكن استخدام التصوير بالأشعة السينية كمكمل لتلك الاختبارات . حيث تعمل الأشعة السينية إلى توفير معلومات إضافية حول الهياكل الداخلية للبذور .  ومدى سلامة البذور وعدم إصابتها أو تلفها. 

يعتبر العالم الألماني  Lundstróm  اول عالم استخدم الأشعة السينية  في تحليل الهيكل الداخلي للبذور وذلك في عام 1903. الا ان نتائجه لم تكن بالمستوى المطلوب وذلك لضعف الأجهزة وعدم فهم طبيعة البذور المورفولوجية.

ورغم ان بذور المحاصيل الزراعية كانت من اول تم تشخيصها باستخدام الاشعة السينية الا ان الدراسات الاشعاعية للبذور لم تلق أي تطورا ، وذلك لصغر حجم البذور الذي لم يسمح باستخراج الكمية اللازمة من المعلومات حول البنية الداخلية للبذرة بسبب عدم تطور تقنية التصوير الاشعاعي آنذاك.

في أواخر ثمانينات القرن المنصرم تم انشاء باعث اشعة سينية بقدرة تكبيرية عالية مكن استخدام هذا الباعث للبذور الزراعية من تنفيذ العمل على تقييم البذور ليس للبذور فقط ولكن للنباتات المختلفة.

ومنذ بداية ادخال مصادر الاشعة السينية ذات التركيز الدقيق في العمل على النباتات ، بدات الأبحاث المكثفة لدراسة البنية الداخلية للبذور الزراعية من اجل تحسين جودتها. حيث استخدمت طريقة الاشعة السينية لدراسة مجموعة واسعة من بذور الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية والاعشاب العلفية

ان اهتمام الباحثين في استخدام الاشعة السينية في قياس قوة وحيوية البذور يعود الى ما تمتاز به هذه الاشعة حيث تعتبر هذه الطريقة طريقة سريعة في عملية معرفة قوة وحيوية البذور كما وانها طريقة غير متلفة للبذور المرسلة للفحص

اهم تطبيقات الاشعة السينية على البذور

أولا :- الاضرار الميكانيكية

‏تصاب البذور  بطريقة او أخرى بأضرار ميكانيكية قد تسبب تلفها ‏ويمكن أن يكون الضرر المادي لمحصول البذور مرئياً (خارجياً) وغير مرئي (داخلياً) وقد تتسبب هذه البذور التالفة في تدهور مجموعة البذور  بأكملها. تعمل الاشعة السينية على كشف تلك الاضرار الميكانيكية الغير المرئية للعين وبالتالي معرفة صلاحية او عدم صلاحية تلك البذور.

ثانيا :- الهيكل الداخلي للبذرة

تتألف البذرة من جنين ونسيج خازن للغذاء وغلاف. تعاني بعض المحاصيل ذات الغلاف الخشبي الصلب وجود نسبة معينة من بذورها غير ممتلئة ( فارغة ) او عدم اكتمال الجنين فيها مما يؤدي انخفاض القيمة الإنتاجية لتلك المحاصيل ومن بين تلك المحاصيل زهرة الشمس ، ان استخدام الاشعة السنية في معرف مدى امتلاء بذور زهرة الشمس ساعد على تقليل الجهد والزمن في معرفة حيوية البذور وكما موضح بالشكل

ثالثا:- الإصابة بالحشرات

تخزن البذور بعد حصادها لكي تستخدم للبذار في الموسم التالي وعادة يستمر الخزن فترة ستة أشهر أو أكثر. وفي بعض الأحيان يستمر الخزن لمدة 2 إلى 3 سنوات. عند ذلك فان الإصابة بالحشرات والآفات تعد مشكلة رئيسية في الظروف الخزن الغير جيدة  وتؤدي الإصابة بالآفات الحشرية أثناء التخزين إلى تدهور الحالة الصحية للبذور ومن الصعب للغاية اكتشاف العدوى الأولية.  حيث يمكن أن تؤدي الإصابة الطفيفة في الجنين إلى جعل البذور غير صالحة للانبات.

يمكن معرفة الإصابة الطفيفة بالتشريح أو بتقنية الأشعة السينية. حيث ان طريقة التشريح تستغرق وقتًا طويلاً ومدمرة وتتطلب ايادي ماهرة. في حين إن تقنيات الأشعة السينية غير مدمرة وسريعة العمل.  ويمكن أيضًا اكتشاف مرحلة اليرقة للحشرة داخل البذرة والتي تبدو سليمة من الخارج بهذه الطريقة . عليه فان المسح بالأشعة السينية مفيدًا جدًا فيما يتعلق بمراقبة مخزن البذور بكفاءة وكذلك منع فقدان البذور من الناحية الكمية والنوعية.