معنى الصوت وعناصر العملية السمعية

معنى الصوت وعناصر العملية السمعية

أ.د. حليم حماد سليمان

قسم اللغة العربية

كلية التربية الأساسية / حديثة - جامعة الأنبار 

إنّ العرب بذلوا جهودا كبيرة من أجل خدمة اللغة العربية ، وذلك بفضل علماء اللغة المتمكنين من لغتهم ، وهذا الأمر أدى بهم أن يقدموا تراثا لغويا ضخما .

وعلم الأصوات عند العرب واحد من العلوم التي نشأت في القرن الثاني لهجرة ، هذا القرن الذي شهد تحولا كبيرا في علم العربية ، بمعنى أنه شهد تحولا ضخما زاد من التراث اللغوي لهذه اللغة .

لذلك من الأمور المسلّم بها في التاريخ اللغوي عند العرب أنه منذ بزوغ فجر الاسلام ونزول القران الكريم أخذ المسلمون بقراءته وتلاوته فضلا عن الحفاظ عليه من آفة التحريف ، فأخذوا بحفظه في صدورهم فكان الجانب النطقي من أهم وسائل حفظ القرآن الكريم ، فوضع علماء اللغة هذا السبب أمام أعينهم ومن ثم وصفوا قواعد لدراسة اللغة العربية فوصفوا مخارج الحروف وصفا دقيقا وتحدثوا عن صفات الأصوات فنشأ (علم التجويد) فكان هذا المبدأ العلة الرئيسة في اهتمام علماء العربية في دراسة الأصوات فألّفوا فيها الكتب والمصنفات ، ولعل ارتباط دراسة الاصوات بالقران الكريم لاسيما تجويده وتلاوته التي تستند الى النطق الصحيح للأصوات وضبط مخارجها وصفاتها هو الذي يقود إلى القول : إن علم الاصوات قد ارتبط بعلم التجويد .

مفهوم الصوت :

عرّف الصوت بانه اضطراب في الهواء يتمثل في قوة أو ضعف سريعين للضغط المتحرك من المصدر في اتجاه الخارج .

عناصر العملية السمعية :

تناول العلماء المحدثون هذا العلم بعناية كبيرة ، فقد بيّنوا جميع ما يتعلق بالعملية السمعية من مصدر الصوت والوسط الناقل له ، سواء كان عن طريق الهواء او الماء او اي جسم اخر ، وجهاز الاستقبال ( الاذن) ، فضلا على عناصر الصوت من شدة الصوت وتوتره وارتفاعه وتذبذبه وسعته وغيرها .

 وأجمع العلماء على أن عملية السمع أو علم الاصوات السمعي يستند الى ثلاثة جوانب او أسس تكون محور دراسته وهي :

1-      مصدر الصوت / وهو الجسم الذي يُحدث بتذبذبه أثرا مسموعا كالشوكة الرنانة او الوتر الصوتي .

وقد يكون مصدر الصوت حركة أو ذبذبة بطيئة يمكن رؤيتها بالعين المجردة وقد تكون سريعة لا يمكن رؤيتها .

لقد كان لمصدر الصوت نصيب في فكر العلماء العرب ، فقد ذهبوا إلى أن الأصوات تصدر عن تموّج الهواء فيكون التموج هو المصدر الأساس لحدوث الصوت . والتموج قائم على أساسين مهمين هما القرع والقلع . يقول الفخر الرازي في سبب حدوث الصوت : سببه تموّج في الهواء ، فإمساك عنيف وهو القرع أو تفريق عنيف وهو القلع .

وقد بلغت فكرة إصدار الصوت نضجها عند الفارابي الذي أشار إلى أن سبب حدوث الصوت هو تصادم الأجسام بعضها مع بعض ونتيجة لتصادم جسم مع آخر يحصل نوع من المقاومة التي تسبب حركة في الهواء تحدث صوتا ينقله الهواء من هذين الجسمين المتصادمين إلى جهاز السمع والاساس العلمي الذي تقوم عليه عملية اصدار الصوت هي المقاومة .

2-      الوسط الناقل للصوت / إن عملية نقل الصوت تحتاج إلى وسط ناقل يقوم بنقل تموجات وذبذبات الصوت إلى جهاز الاستقبال (الأذن) وهذا الوسط الناقل للصوت إما أن يكون هواءً أو غازاً أخف من الهواء أو سائلا كالماء أو صلبا كالمعادن .

وقد تحدث العلماء العرب عن الوسط الناقل للصوت فمنهم من ذكر أنه محصور بالهواء ومنهم من ذكر أنه محصور بالماء والهواء ولكنه في الهواء افضل من في الماء ؛لأنه الموضع الأول للسمع والقابل الأول للصوت .

3-      جهاز السمع ( الاستقبال)

يتم استقبال الصوت عن طريق الأذن فهي الأداة التي تحوله من إشارات مادية (ذبذبات في الهواء ) إلى إشارات عصبية تنتقل الى الدماغ ، والأذن تقسم إلى ثلاثة أجزاء لكل جزء منها وظيفة خاصة به ، وهي :

•        الأذن الخارجية : وتلتقط الذبذبات الخارجية

•        الأذن الوسطى : تحول الضغط الصوتي إلى ذبذبات ميكانيكية .

•        الأذن الداخلية : تحول الذبذبات الميكانيكية إلى دافع عصبي ترسله إلى الدماغ .