قصص الأطفال في العراق بين إبداع السرد وتربوية الهدف، عبد الله جدعان.

قصص الأطفال في العراق بين إبداع السرد وتربوية الهدف، عبد الله جدعان.

أ.د. محمد عويد محمد الساير

قسم اللغة العربية

كلية التربية الأساسية / حديثة - جامعة الأنبار

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين ، والحمد لله في الدارين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله وصحبه الغرّ المنتجبين ، وبعد ،

 أحببتُ أدب الأطفال منذ الصغر ربما لطفولتي الجميلة التي قضيتها في العاصمة الحبيبة بغداد منتصف السبعينات من القرن الماضي ، لبراءة تلك الأيام وصفوها وبقاء المحبين فيها ولها على أحساس الفطرة في المشاعر والأدب والأخلاق والتعاون من أجل سعادة الجميع.

ولمّا تخصصت في الأدب العربي ونُقلت إلى كليتنا كلية التربية الأساسية / حديثة في جامعة الأنبار ، وجدت مادة أدب الأطفال تدرس في المرحلة الرابعة في قسم اللغة العربية في الكلية المذكورة وباقي الكليات المناظرة في العراق الحبيب ، فدرستها لسنوات عدّة وكنت فرحاً بالتدريس فيها مبتهجاً لما رأيته من انتفاع الطلبة بها وبمادتها العلمية والتربوية ، وبما يمكن أن يقدمونه من أهداف وسلوكيات منشودة من هذه المادة وما فيها من مفردات مهمة تتعلق بتربية أبنائنا وبناتنا التربية السليمة الصحيحة في المجتمعات العربية كلها ، وما نحن بأشد الحاجة إليه في هذه المجتمعات.

وحينما كُلّفتُ برئاسة قسم اللغة العربية في كليتنا التي ذكرتها لكم أحبتي القراء الأكارم ، عملت ندوة علمية كبرى من أساتيذ الأدب العربي داخل العراق وخارجه لأدب الأطفال بين الجوانب الإبداعية والأهداف التربوية ، وحضرها الكثير من الطلبة وأساتذة الجامعات وأصحاب الشأن التربوي والمهتمين به في كل مكان ، فكانت نتائجها مثمرة وتوصياتها طيبة ، أتت الثمار اليانعة الطيبة للجميع ، والحمد لله رب العالمين .

وتطوّر أدب الأطفال تطوّراً ملحوظاً وكبيراً في السنوات الأخيرة من عمر أدبنا العربي الكبير في العراق والوطن العربي ، فظهر فيه الكتّاب المختلفون كما ظهر ت فيه الدراسات التخصصية التي تعنى بهذا النوع من الأدب ، من الكتب إلى الدراسات والأبحاث القيمة ، وتخصص بعض الأساتذة في العراق وخارجه بأدب الأطفال في رسائلهم وأطاريحهم الجامعية ، وظهور المجلات التخصصية في هذا الأدب من وجهة الدرس النقدي والعمل البحثي مثل مجلة (دراسات أدب الطفولة ) التي يقوم على اصدار اعدادها أديب الطفولة الدكتور جاسم محمد صالح – من العراق – وترأس تحريرها الأستاذ الدكتور سعاد بسناسي – من الجزائر – ولقد صدرت بأعداد كثيرة ومتنوعة ولمّا تصدر إلى يومنا هذا. ولقد كتبتُ بعض مقالات عنه نتاج الأديب جاسم محمد صالح في جهده لكتابة القصة والقصة المصورة لأدب الأطفال ، منها عن توظيف الحيوان في تلكم القصص وعن توظيف غير الحيوان ، وتجسيد المكان ... ونُشرت على صفحات هذه المجلة ، كما نُشرت في كتابي (نوافذ النص الأدبي).

ولابدّ لأديب الطفولة من شرائط وأركان حتى يكتب في هذا الأدب فهو من الصعوبة بمكان كبير وربتما يكون سحيقاً ذلك المكان حين يلجه من لا يعرفه . لعلّ من تلكم الشرائط :

-          سعة ثقافة الأديب ، والتبصر بمعرفة أحوال الطفل من الإدراك إلى البلوغ.

-          تنوع ثقافة الأديب في فنون الأدب العربي وأجناسه من مثل :

·        القصة بأنواعها.

·        المسرحية .

·        الرواية : العلمية .

               الأدبية .

              التاريخية.

             روايات الخيال العلمية .

·        النص الشعري المؤلّف.

·        النص الشعري المترجم .

-          لا ضير أن يتمتع أديب الطفولة العربي باللغة غير العربية ، ومعرفة ما كُتب عن هذا الأدب في الآداب الأخرى من مثل: الادب الانكليزي ، والادب الفرنسي ، والادب الالماني ... وغيرها.

-          التبصر جداً بمعطيات علم النفس من أول علم نفس النمو إلى آخر علم نفس المراهقة وحتى فيما بعده ، وموافقة ما يكتب الاديب على وفق نمو الطفل في هذه المراحل العمرية المختلفة.

ويسعدني اليوم أن أكتب عن أديب للطفولة في بلدي العراق العزيز ، ومن مدينة الموصل الحدباء مدينة الفكر والإبداع والتراث والثقافة ، هو  الأديب والمسرحي والفنان التشكيلي عبد الله جدعان العبيدي الموصلّي ، فلقد تابعتُ أخباره وأعماله في هذا النوع من الأدب فرأيته يستحق بما أنتج وأنجز ونشر فيه ، ولعلّ هذا المقال يكون مفتاحاً علمياً وبحثياً لكتابات أخرى عن أدب الأطفال وعن هذا الأديب الفنان المتمكن فهما وأيم الله يستحقان.

كلمات المقال الافتتاحية :  عبد الله جدعان ،  الجوانب الابداعية في قصص الاطفال ، الأهداف التربوية من قصص الأطفال.