حصاد البذور

حصاد البذور

ا.م.د.احمد رجب محمد

قسم العلوم العامة

كلية التربية الاساسية /حديثة - جامعة الانبار 

( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ ) 

(قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ)

يوسف: 47]

       تعد عملية الحصادوالمتمثلة بجمع المحصول الزراعي عملية تأسيسية لمرحلة أخرى لا تقل اهميتها عن باقي مراحل الانتاج الزراعي وذلك لأهمية استخدام ما ينتج من حاصل كبذور لإعادة زراعتها مرة أخرى أو للاستعمالات  التغذوية للإنسان او الحيوان فضلاً عن دخولها في العديد من الصناعات الغذائية كمادة خام. واستعملت كلمة الحصاد لمحاصيل الحبوب والجني للقطن و الحش للمحاصيل العلفية والقلع للبطاطا.

تمر المحاصيل الزراعية بمراحل مختلفة من النمو والتطور حتى تصل مرحلة النضج ويصبح لزاماً عند الوصول الى هذه المرحلة جمع المحصول تعرف هذه المرحلة او العملية بالحصاد او الجني ويجب التعرف على علامات نضج كل محصول حتى يمكن إجراء الحصاد في الموعد الأمثل وتختلف هذه العلامات من محصول الآخر, ومن الجدير بالذكر ان اتقان عملية الحصاد او الجني وأجراؤها في الوقت المناسب تساهم في الحصول على بذور نظيفة ذات نسبة نقاوة وجودة مرتفعة ، إذ يجب أن يحصد كل محصول في الوقت الأمثل له وبعكسه فأن التبكير أو التأخر في الحصاد يودي إلى انخفاض كمية ونوعية البذور المنتجة (جودة البذور). تؤثر العوامل البيئية السائدة أثناء مرحلة الحصاد تأثيرا كبيرا في وجودة البذور المحصودة إذ يؤدي الجو الجاف والرياح الشديدة أثناء النضج إلى زيادة نسبة البذور المفقودة وضمورها، ويؤدي التأخير بالحصاد إلى ازد?اد جفاف المحصول وتساقط البذور وهذا مختلف من محصول الآخر ومن صنف لأخر ، وكذلك قد يسبب التأخير بالحصاد الى زيادة تنفس البذور او الرقاد وفي هذه الحالة تنخفض كمية البذور المنتجة في وحدة المساحة كما تتدنى مواصفاتها البذرية ، ومن جهة اخرى يسبب التبكير بالحصاد انخفاض جودة و كمية البذور المحصودة ، ويعزى هذا إلى إن انتقال المركبات الغذائية من الأجزاء الخضرية للنبات الى البذور يستمر حتى تصل البذور إلى مرحلة النضج التام ، لذا ينخفض وزن البذرة الواحدة والإنتاج الكلي من البذور عند التبكير بالحصاد ، وفي المراحل الأولى للحصاد المبكر  تكون البذور ذات محتوى رطوبي عال ولهذا تضمر البذور المجنية باكرا في المخازن بسبب فقد النسبة العظمى من الرطوبة ، كما تنخفض نسبة إنبات هذه البذور وترتفع حرارتها أثناء الخزن لتصبح أكثر عرضه للإصابة بالكائنات الحية الدقيقة ومن ثم  تسرع في تدهور وتلف البذور . وتجري عملية الحصاد عندما يكتمل نضج البذور وموعد الحصاد الملائم للحصول على اعلى إنتاج من البذور و أجوده وهذا يعتمد على النوع المزروع والظروف البيئية المحيطة والمساحة المطلوب حصادها وطريقة الحصاد وهي من الأمور التي يجب مراعاتها و أخذها بعين الاعتبار أثناء تحديد الموعد الأمثل للجنى او الحصاد. وبهذا الصدد لابد من الاشارة الى طرق الحصاد والمتمثلة بالحصاد اليدوي باستعمال المناجل للمساحات الصغيرة او المحاصيل التي يصعب حصادها ميكانيكاً وهذه الطريقة تحتاج الى ايدي عاملة و وقت طويل لإنهاء عملية الحصاد فضلاً عن زيادة الفاقد من البذور خلال الحصاد والنقل والتذرية والتعبئة , والطريقة الاخرى الحصاد الألي بواسطة الحاصدات والتي توفر الوقت والجهد والتكاليف.