النظرة الحديثة للرياضات ومناهجها

م. م.  ايلاف غني خليل المشهداني-قسم الرياضيات

elafghneekhaleel@uoanbar.edu.Iq

الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

كانت الرياضيات في البدء أداة لعلماء الطبيعيات واستمر الحال حتى منتصف القرن التاسع عشر أما اليوم فإننا نرى الرياضيات تغزو  جميع فروع العلوم الطبيعية الاحياء والكيمياء وعلوم الأرض، وتلعب الرياضيات اليوم دورا كبيرا في نظرية الاحتمالات وفي العلوم الالكترونية والاقتصاد بنظرياته يتحول تدريجيا الى علوم رياضية فالصناعة والتجارة تعتمد على اتخاذ القرارات وهذه بدورها مرتبطة بالاحصاء والاحتمال ارتباطا وثيقا وكذلك الحال بالنسبة للطب والصيدلة والعلوم الاجتماعية والإنسانية ولكن هل اقتصرت النظرة الى الرياضيات على انها أداة تستخدم في العلوم الأخرى لتفسير ظواهر معينة أو حل مسائل تطبيقية عملية؟

يقول البروفيسور مارشال ستون " ان التغيير الذي حصل في الرياضيات تضمن تحررها عن العالم الفيزيائي فالرياضيات لا تربطها بالعالم الفيزيائي اية علاقة فهي مستقلة تماماً عن العالم المادي والتركيز على التجريد في النظرة الحديثة للرياضيات والفصل بينها وبين تطبيقاتها كان مصدر قوة لها أدى الى نموها وتطورها بشكل واسع." انتهى

والرياضيات من وجهة نظر الرياضيين نظام مستقل ومتكامل من المعرفة وتستخدم الأنظمة التجريدية التي تدرسها كنماذج تفسر بعض الظواهر الحسية فالهندسة الاقليدية مثلا تعتبر نموذجا رياضيا للفضاء المادي الذي نعيش فيه. والرياضيات كذلك تولد نفسها وتتكاثر وتنمو باطراد وتسارع فمن عناصر محددة نستطيع تكوين وبناء مجموعة غير محددة من العناصر والعلاقات واشتقاق الخصائص منها.

أما الرياضيات من وجهة نظر كثير من المربيين فهي أداة مهمة لتنظيم الأفكار وفهم المحيط الذي نعيش فيه وهذا الرياضي موريس كلاين ينظر الى الرياضيات على انها موضوع يساعد الفرد على فهم البيئة المحيطة والسيطرة عليها وبدلا من أن يكون موضوع الرياضيات مولدا لنفسه فان الرياضيات تنمو وتزداد وتتطور من خلال خبراتنا الحسية في الواقع ومن خلال احتياجاتنا ودوافعنا المادية لحل مشكلاتنا وزيادة فهمنا لهذا الواقع.