بعض الطفيليات الخارجية وتأثيرها على حياة الانسان

بعض الطفيليات الخارجية وتأثيرها على حياة الانسان

 بعض الطفيليات الخارجية وتأثيرها على حياة الانسان

أ. د. ثائر عبد القادر صالح حاجم الآلوسي-قسم علوم الحياة

sc.thaerparasit@uoanbar.edu.iq

 الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

 اولا ً : البراغيث -يعتبر الانزعاج الأكبر الناجم عن وجود البراغيث هو اللدغة والحكة الشديدة التي يسببها،  وفي معظم الحالات تختفي الحكة و علامات الاحمرار من اللدغة ببطء بدون ترك أي آثار طويلة الأجل على الصحة. 

البرغوث Flea : طفيلي خارجي على الثدييات مثل الإنسان والحيوانات سيما القطط والكلاب والدواب، وقلة منها تتخذ الطيور عائلا لها ، وهي من الحشرات الصغيرة التي لا أجنحة لها وتنتمي لرتبة البرغوثيات ، وتعتبر من الحشرات الماصة للدماء والناقلة للأمراض ، و تعتبر من أهم نواقل الطفيليات ويمكن أن تسبب  الحساسية  في البشر أكثر من الحساسية في الحيوانات الأليفة. تتكاثر البراغيث في الأماكن المظلمة والرطبة ، وتعد البراغيث من أكثر الطفيليات انتشارًا حيث أن هناك ما يقدر بنحو 2000 نوع من البراغيث في جميع أنحاء العالم .

 أبرز سلوكيات البرغوث: تتميز البراغيث عن غيرها من الطفيليات ببعض السلوكيات المثيرة للإهتمام:

1- التكاثر: تتميز أنثى البرغوث بخصوبتها العالية في إنتاج البيض، حيث إن من الممكن أن تنتج ما يقارب 50 بيضة يوميًا، ما يعني انتشارًا كبيرًا للبراغيث في زمن قياسي إن توافرت الظروف الملائمة .

2- التغذية: تشتهر شرانق البراغيث بقدرتها على البقاء داخل شرانقها دون غذاء مدة قد تصل إلى عامٍ كامل، ويمكن للبراغيث البالغة البقاء على قيد الحياة دون غذاء مدة تتراوح بين الأسبوع إلى أسبوعين .

3- القفز: تملك البراغيث القدرة على القفز لمسافة أكثر من 150 ضعف طول أجسامها، وهذه القدرة ضرورية لإكمال دورة حياة البراغيث، حيث أن القفز على كائن حي معين، يعني حصولها على الغذاء وبالتالي ستتمكن من التكاثر. تتميز البراغيث بسرعة تكاثرها وتكيفها في البيئة المحيطة من حيث قدرتها على البقاء دون غذاء مدة أسبوعين، بالإضافة لتمكنها من القفز لمسافة أكثر من 150 ضعف طول أجسامها.

 دورة حياة البرغوث

يمكن تقسيم دورة حياة البرغوث إلى أربعة مراحل وهي: البيضة، اليرقة، الشرنقة والبرغوث البالغ، تتكاثر بعض الأنواع على مدار السنة بينما تعتمد الأنواع الأخرى على دورة حياة المضيف أو على العوامل البيئية المحلية والظروف المناخية :

البيضة: تضع أنثى البرغوث ما بين اثنين إلى عدة عشرات من البيض في اليوم وذلك اعتمادًا على نوع البرغوث، حيث يستغرق البيض ما بين يومين إلى أسبوعين حتى يفقس.

اليرقة: بعدما تفقس البيضة تظهر اليرقة، والتي تتغذى على المواد العضوية والنباتية حتى تنمو، كما يعتمد نمو اليرقة على الظروف المناخية، وتستمر اليرقات في هذه المرحلة من حياتها لفترة تتراوح ما بين 4 إلى 18 يومًا.

الشرنقة: بعد حصول اليرقة على إمدادات كافية من الطعام تبدأ بنسج شرانق حريرية لتدخل في مرحلة الشرنقة، وتبدأ في التحول حتى تصل إلى شكل البرغوث البالغ، ويمكن أن تستغرق في هذه الفترة حوالي 4 أيام.

البالغين: عند وصول البرغوث إلى مرحلة النضج، يكون هدفه الأساسي البحث عن الدم والتكاثر، حيث يمكن أن تضع البراغيث الأنثوية حوالي 500 بيضة أو أكثر طوال فترة حياتها، وتعتمد فترة حياة البرغوث على الظروف المحيطة، إذ يمكن أن تنتهي في غضون بضعة أيام أو تستمر لمدة سنة ونصف.

الأمراض التي تنقلها البراغيث
بسبب زيادة السفر الدولي وارتفاع درجات الحرارة المتوقعة، فإن الأمراض التي تنتشر عن طريق أنواع البرغوث يمكن أن تؤثر الآن على البشر اكثر من أي وقت مضى.

1- الطاعون: أكثر الأمراض المعروفة انتشارا و التي ينقلها و يسببها البرغوث هي مرض الطاعون الدبلي، ففي القرن الرابع عشر، كان الطاعون الدبلي (المعروف باسم “الموت الأسود”) وباءًا وقتل حوالي 25 مليون شخص أي ما يصل إلى 50? من سكان اوروبا . والطاعون وباء يحمله القوارض وينقلها إلى البراغيث التي تقوم بلدغها لهم . وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم نقله إلى البشر والحيوانات الأليفة، ويعالج  المضادات الحيوية.

2- تيفود الفئران : هذا مرض نادر في أمريكا الشمالية، ولكن يتم الإبلاغ عن حالات قليلة من التيفود بسبب الفئران في كل عام، ومعظمها منشأها في الولايات الجنوبية الغربية. حيث تصبح البراغيث مصابة بالطاعون بسبب تغذيتها على دماء الجرذان المصابة. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا ارتفاع في درجة الحرارة، والصداع الشديد والقشعريرة، والضعف العام والغثيان ، و لسوء الحظ يمكن للحيوانات الأليفة أن تكون سببًا في الاصابة بالطاعون أو البراغيث المصابة بالتيفوئيد في المنزل.

3- مرض Tungiansis : بسبب السفر بين دول العالم وبخاصة الى المناطق الاستوائية، مثل جزر الهند الغربية، ومنطقة البحر الكاريبي، وأمريكا الوسطى، فإنه من المهم معرفة وجود هذا المرض.

وينتقل هذا المرض عن طريق البرغوث الذي يقوم بالاختباء في الجلد و يعرف البرغوث بـ (تونغا بينييرانز)، والذي يعرف أيضا باسم  البرغوث الرملي، وعادة ما يصيب القدمين، حيث يقوم بالحفر لنفسه في الجلد وعمل جحور في البشرة. وغالبا ما ينصح المسافرون ارتداء الأحذية (وليس الصنادل) عند المشي عبر المناطق الرملية في المناطق المنتشرة بها هذه الانواع من البراغيث .

4- مرض التولاريميا : هو مرض خطير يمكن أن يحدث بشكل طبيعي في أمريكا الشمالية، و ينتج بسبب بكتيريا فرانسيسيلا تولارنسيس التي توجد في الحيوانات مثل القوارض، ويمكن نقله إلى البشر عن طريق البراغيث المصابة أو لدغات القراد. و تشمل الأعراض الشائعة  لهذا المرض الحمى المفاجئة، و القشعريرة والإسهال وآلام المفاصل والضعف التدريجي، و تستخدم المضادات الحيوية كعلاج.

5- الحساسية المرتبطة بالبرغوث : يمكن للعاب البرغوث أن يسبب التهاب الجلد في البشر، والذي يظهر عادة على شكل بقع على الجلد ويتميز بحكة أو طفح جلدي، بعض الناس يمكن أن يكون لديهم ردود الفعل من نوع الربو عندما يستنشق براز البراغيث.

و يمكن للحيوانات الأليفة أيضا أن تتفاعل مع لدغات البرغوث، وسوف تتطور عادة الى فرط الحساسية للبرغوث أو التهابات الجلد بسبب لدغة البرغوث، ونتيجة لذلك فقد تتطور  الحساسية لدى الحيوانات لتصبح آفات قشرية ويمكن أن تقوم بخدشها باستمرار بسبب اللدغات في الجلد، وغالبا ما يؤدي ذلك إلى فقدان الفراء.

6- البراغيث و الطفيليات : ومن المعروف أن البراغيث تنقل الطفيليات، مثل الدودة الشريطية التي تؤثر في المقام الأول على الحيوانات الأليفة، حيث قد تقوم القطط أو الكلاب الأليفة بابتلاع البراغيث البالغة المصابة بالديدان الشريطية أثناء التغذية .

7- مرض التيفوس : هو مرض يتسبب في اضرار جمة بالقناة الهضمية للانسان ، و هو الاخر ينتقل الينا عبر البراغيث المتطفلة ؛ فلكي تحصل هي علي دمائنا كوجبة فاخرة لها ، ففي المقابل تنقل الى اجسادنا نوع من البكتريا مصنفة علي المستوي العلمي باسم ” Rickettsia mooseri .

ثانياً : طفيلي حلم الجرب: ويسببه طفيلي خارجي يسمى Sarcoptes scabiei، وهو مرض جلدي معدٍ، يصيب جميع الفئات العمرية .

اسباب مرض الجرب

ينتقل الجرب من الأشخاص المصابين نتيجة الإصابة بنوع من أنواع الحلم ، وهي طفيليات تشبه الحشرات ، ولكن لها 8 أرجل بدلاَ من 6.

اعراض الجرب

تبدأ أعراض الجرب بالظهور بعد 6 أسابيع من حدوث الإصابة، ولكنها تظهر بشكل أسرع على الأشخاص الذين سبق لهم التعرض للإصابة بالجرب. وتبدأ أعراض الجرب عادةً على شكل حكة وطفح جلدي، تكون غالباً في منطقة المعصمين، أو شبكات الأصابع، أو المرفقين، أو الإبطين، أو الخصر، أو الركبتين، أو الكاحلين، أو الفخذ، أو الأعضاء التناسلية، ومن ثم تبدأ الحالة بالتفاقم لتصل إلى درجة الحكة الشديدة التي يمكن أن تمنع النوم ليلاً.

يتم تشخيص الجرب عادة من خلال الفحص /السريري . في بعض الأحيان يستطيع الطبيب تشخيص هذا المرض من خلال البحث عن علامات تدل على وجود طفيليات القارمة الجربية، وذلك من خلال أخذ خزعة (Biopsy) من جلد الشخص المصاب.

أسباب وعوامل خطر الجرب

تنتشر طفيليات القارمة الجربية بواسطة الملامسة المباشرة مع شخص مصاب بالمرض، وقد ينتشر مرض الجرب أيضًا جراء استعمال الأدوات الشخصية، مثل: المنشفة، أو غطاء السرير لشخص مصاب.

لذلك فقد يصاب عدد من أفراد العائلة بالمرض في الفترة نفسها، وقد ينقل شخص مصاب المرض إلى شخص آخر قبل ظهور الأعراض لديه.

علاج الجرب

يرتكز العلاج الرئيسي للجرب على تكرار الاستحمام لمدة ثلاث أيام متتالية، بالماء الساخن والصابون، مع تدليك الجلد بليفة خشنة، ثم دهنه بمرهم الكبريت، أو بمستحضر بنزيل البنزوات.يتم وصف علاج فموي يسمى إيفرمكتين في الحالات التالية:عدم تحسن الأعراض بعد العلاج الأولي.حالات الجرب المتقشر.الحالات الشديدة التي يغطي فيها الجرب معظم الجسم.كما تُستخدم المضادات الحيوية للتخلص من أي التهابات ناتجة عن الخدش المستمر للبشرة. وتُستخدم الكريمات الستيرويدية لتخفيف التورم والحكة.تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأيام القليلة الأولى من العلاج يمكن أن يتفاقم الطفح الجلدي والحكة أثناء العلاج، وعادةً يتم الشفاء خلال 4 أسابيع، وفي حال عدم زوال الأعراض خلال هذه الفترة، يكون هذا دليل على استمرارية وجود طفيل الجرب لدى المريض، مما يتطلب مراجعة الطبيب الذي يمكن أن يلجأ إلى تكرار العلاج أو وصف العلاج الفموي.

الوقاية

1- التأكد من غسل ملابس المصاب بشكل مستقل عن الآخرين.

2- الحرص على غسل أغطية السرير والملابس التي تم استخدامها خلال 3 أيام قبل العلاج، وشطفها بالماء الساخن وتجفيفها في درجات حرارة عالية.

3- تجنب مشاركة الملابس أو المناشف وغيرها مع الشخص المصاب.

المضاعفات           

تتسبَّب الحُكَّة الشديدة في إحداث تشقُّقات بالجلد وتُؤَدِّي إلى الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية (المكورات العنقودية) .

ويُوجَد شكل للجَرَب بمستوًى أكثر شدَّة، ويُطلَق عليه الجرب القشري، وقد يُصيب مجموعات المصابين بحالات صحية مزمنة تُؤدِّي إلى إضعاف الجهاز المناعي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية ، أو سرطان الدم المزمن .