دمـــــوعٌ عــلــــى لـــــغــة الــضـــــاد

دمـــــوعٌ عــلــــى لـــــغــة الــضـــــاد

دمـــــوعٌ عــلــــى لـــــغــة الــضـــــاد:

يؤكد الفيلسوف الألماني « يوهان غوتليب فيختة» أن اللغة هي مصدر قوة الأمة وهى التي تجعل من الأمة الناطقة بها كتلة متماسكة خاضعة لقوانين»، أما العالم الفرنسي أرنست رينان فيشعر بالدهشة حين يشير الى اللغة العربية بقوله: اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر فليس لها طفولة ولا شيخوخة»، وأكد المفكر العالمي جوستاف لوبون أن: «اللغة العربية من أكثر اللغات انسجاماً، فهي لغة أصبحت دولية من خلال نسيجها اللغوي التركيبي» وهذا ما أكده الباحث الإيطالي «ماسينيون» في وصفه الرائع لها: «اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي، وإن استمرار حياة اللغة العربية دولياً لهو العنصر الجوهري للسلام بين الدول» ويقول الألماني فرتاج: «اللغة العربية أغنى لغات العالم» ويقول وليم ورك «إن العربية ليناً ومرونة يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر».

ارتباط اللغة ـ أي لغة ـ بحضارة أصحابها حقيقة لغوية يؤيدها الواقع ويؤكدها التاريخ فاللغة والحضارة يتناسبان تناسباً طردياً، وهذا يعنى ببساطة ان اللغة ظاهرة اجتماعية تعيش مع الإنسان جنباً الى جنب، تضعف بضعفه، وتنمو وتزدهر بنموه وازدهاره، ولغتنا العربية كانت لغة بسيطة في بداية أمرها عندما كان المجتمع العربي نفسه لا يملك من مقومات الحضارة إلا الشيء القليل، حتى جاء الإسلام فاتسعت واحتوت كل العلوم والمضامين التي جاءت العالم، فاللغة العربية تمتاز بدقة ألفاظها وصلابة معانيها خاصة بأنها تتضمن حروفاً لا توجد في أي لغة أخرى.
لقد أدرك العرب والمسلمون أهمية لغتهم، وارتباطهم بالقرآن الكريم، فبادروا بدراستها، والحفاظ عليها، فما ان رأوا شيوع اللحن نتيجة لاختلاط الناطقين بها بغيرهم من العجم في البلدان المفتوحة، حتى سارعوا بضبط المصحف كما فعل أبو الأسود الدؤلي، ووضع علم النحو، فلم يقبلوا من فسد لسانه للأخذ عنه، لمجاورته العجم أو اتصاله بهم من القبائل.
ويمثل اليوم العالمي للغة العربية ـ مناسبة للاحتفال بلغة 22 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو، اللغة التي ينطق بها أكثر من «422» مليون إنسان في العالم العربي والتي يستخدمها أكثر من «مليار ونصف المليار» من المسلمين في العالم، قديمه وحديثه، ويذّكرنا أيضاً أن لغتنا الحبيبة أصبحت تعيش حالة اغتراب حقيقي بين الشباب العربي، فضلا عن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من بعض الأوساط الغربية وتتهمها هذه الأوساط بأنها ليست لغة علميّة ولا تستوعب المصطلحات العلميّة الجديدة ونحن مع الأسف نساعد هؤلاء الحاقدين في هجومهم على لغتنا لأنّنا لا نعطى هذه اللغة الاهتمام الذى يستحق ولا نحاول تطويرها بكل أسف فأصبحت الآن مهددة بغزو أجنبي واضح نتيجة للانفتاح العالمي والتكنولوجيا المطلقة، وأصبحت اللغات الأجنبية تستخدم بديلاً عنها ممّا جعلها مهددة بفقد رونقها ودقتها بين غيرها من اللغات.
إن ما تعانيه اللغة اليوم هو جزء لا يتجزأ ممّا تعانيه الأمة العربية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، فالأمن اللغوي لا يقل أهمية عن الأمن العام والأمن الغذائي، لذلك فالحاجة ملحّة لحماية اللغة العربية من المخاطر التي تحيط بها من الداخل والخارج، فمخاطر الداخل تتجسد في الإهمال والتقصير الواضح في مجال التعليم والإعلام، أما مخاطر الخارج فتبدو في شكل العولمة التي بدأت تبسط نفوذها شرقاً وغرباً، في محاولة لتدمير الثقافات الوطنية والتمكين للغة واحدة، هي لغة القوة المهيمنة سياسياً واقتصادياً، وهو خطر عظيم يهدد لغتنا وثقافتنا في الصميم، وتقصير القائمين على أمر اللغة خيانة للجوهر الروحي والثقافي وتقصير في حق اللغة والأمة.
وهذه مسؤوليتنا جميعاً سواء في الجامعات أو المدارس وتقع المسؤولية الكبرى في هذا الصدد على مجامع اللغة العربية فهذه مازالت لا تقوم بالدور الحقيقي المطلوب منها تجاه اللغة العربية وهى لا تزال جامدة وتتحرك ضمن أطر تقليدية عفا عليها الزمن ولا تحاول تطوير عملها وخلق آليات جديدة وحديثة للتعامل مع هذه اللغة.
ولو توحدنا حول لغتنا العربية سنغزو بها العالم غزواً ثقافياً وستؤدى حتماً لتلاقى الشعوب العربية والإسلامية وتوحدها وليس تباعدها وانقسامها فهل نفعل؟

 

مــــاذا قالوا عـــن اللغـــة العـــــربــية ؟
* قال مصطفى صادق الرافعي (رحمه الله): ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذُلّ، ولا انحطّت إلّا كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ.

* قال الألماني "فريتاج": اللغة العربية أغنى لغات العالم.

* قالت المستشرقة الألمانية "سيغريد هونكه": كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة.

* قال الألماني "يوهان فك ": لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر.

* قال الألماني "كارل بروكلمان": - بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع - مدى لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا.

* قال الفرنسي "إرنست رينان": من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها.

* قال الفرنسي "وليم مرسيه": العبارة العربية كالعود إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت ثم تحرك اللغة في أعماق النفس. * قال الفرنسي "لويس ماسينيون": اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني.

*قال الإيطالي "كارلو نلينو": - اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقا، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها.

*قال البلجيكي "جورج سارتون": إن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل وتوضيح الواضح.

* قال الإسباني "فيلا سبازا": اللغة العربية من أغنى لغات العالم، بل هي أرقى من لغات أوروبا لأنها تتضمن كل أدوات التعبير في أصولها.

* قال وليم ورك عن اللغة العربية إن للعربية ليناً ومرونة يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر.

م.م معتز محمد جاسم كلية تربية القائم