العلة المطلقة بين الايمان بالله والالحاد

العلة المطلقة بين الايمان بالله والالحاد

العلة المطلقة بين الايمان بالله والالحاد  

   الكثير من البشر يعتقدون ان الايمان والعقل لا يجتمعان بأي حال من الأحوال فهما متباينان، كما يعتقدون ان الايمان بالله والتفكير المنطقي العقلي السليم لا يجتمعان .

    وهذا الاعتقاد باطل وخاطئ ؛ لان الايمان بالله اكثر عقلانية من الالحاد والمشاهدة تثبت وجود الله تعالى

    اننا اذا نظرنا الى ما حولنا في هذا الكون بنظرة حيادية سليمة وفكر صحيح يبحث عن الحقيقة , ستجد صنع الله في كل مكان في هذا الكون .

   وخير شاهد لذلك برهان " توما " الاكويني اللاهوتي والفيلسوف من القرن الثالث عشر .

  قال " يبدأ البرهان بالملاحظة الشائعة والمحسوسة , ونستطيع ان نسميها ب " العلة القاصدة " التي تقود الى الحقيقة عند غير المسلمين  وتقود الى الايمان عندنا نحن المسلمين .

   ان الأشياء تتحرك , لكن لا شيء يتحرك بلا سبب " العلة " أي لابد من وجود شيء تسبب في تلك الحركة , وذلك المُحرك متحرك كذلك فلا بد له من مُحرِك قد تسبب في حركته , وهكذا كل مُحرك لا بد له من مُحرك يسبقه يسبب حركته .

  لكن تسلسل هذا لا يمكن ان يمتد في الماضي بلا نهاية , لابد لهذا التسلسل من بداية أولى , لابد من وجود مُحرك اولي غير مُتحرك في نفسه يبدأ كل الحركة في الكون .

  مثلا قطعة الدومنه او الدومينو عندما نصفها واحدة تلو الأخرى كل القطع الموضوعة حددنا سبب سقوطها الا القطعة الأولى , وذلك لان المادة المجردة لا يمكنها تحريك نفسها بنفسها .

    من خلال هذا المثال يظهر ويبرز اعتراض على هذا البرهان , وهو ان بعض الحركات في ميكانيكا الكم كالاضمحلال الاشعاعي مثلا ليس لها سبب ( مُحَرك ) مُدرَك .

    ولكن عدم رؤية العلماء او ادراكهم لعلة الحركة وسببها لا يعني عدم وجود العلة , هنالك كثير مما اقررنا بوجوده دون رؤيته وابسط مثال العقل , الروح .

   لذلك عدم الرؤية لا تعني عدم الوجود , فغاية ما نعنيه هو ان العلم لم يجد العلة بعد وهذا ليس مبرر لنفي وجوده . لانه في يوم ما ربما تظهر هذه العلة .

   لكن العلم التجريبي لن يكتشف ابداً العلة الأولى للكون , وها ليس خطأ على العلم التجريبي , انما يعني فقط وجود العلة الأولى خارج وفوق نطاق واستيعاب العلم التجريبي .

  ومما نؤكد عليه " كل ما له بداية لابد له من علة , لا شيء يأتي من لا شيء المنطق والعقل يقر ذلك , فان لم يكن ثمة علة أولى فلا توجد علة ثانية تليها , ولا أي شيء على الاطلاق , أي : اذا لم يوجد خالق صانع فلا يمكن ان يوجد الكون .

   هل نستطيع القول ان الكون ازلي الوجود بلا بداية لوجوده

     نقول اتفق العلماء اليوم على عدم ازلية الكون , على ان لوجوده بداية تمثلت في الانفجار العظيم , ان كان للكون بداية هذا يؤكد وجود سبب لوجوده  ,  لان كل شيء ممكن وجوده لابد له من محدث يحدثه وهي علة وجوده .

    نعلم جميعا ان كل المادة أي الكون ابتدأ وجودها قبل 13,7 بليون سنة من الآن , وما زال الكون بتوسع منذ ذلك الوقت , ولا احد من العلماء يشكك في ذلك اليوم , بالرغم من ان الامر قبل اثباته علمياً .

    نستطيع ان نضيف لهذه البراهين مقدمة عقلية ألا وهي مبدأ السببية " العلية " فتحصل على النتيجة , بما ان الكون ابتدأ بالانفجار العظيم فلا بد من وجود " مُفَجِّر عظيم " لكن هل هذا المفجر العظيم هو الله .

    حتى لو افترضنا بوجود زمان قبل الانفجار العظيم , وحتى لو افترضنا بوجود اكوان متعددة بانفجارات عظيمة متعددة في النهاية هذه الفرضية تحتاج الى بداية وهو العودة الى العلة الأولى , لأننا ادركنا لا يوجد شيء من لا شي . 

   الله تعالى في مخيلة الكثيرين من الناس يرادف البداية المطلقة , بالرغم من ذلك كله نجد الملاحدة يقولون بوجود عدد لا نهائي من الاكوان اكثر عقلانية من القول بوجود خالق للكون .

  النتيجة : وجود الله لا يتطلب ايماناً اعمى بلا دليل , بينما الالحاد هو الذي يتطلب ايماناً اعمى

لتؤمن ان كل شيء جاء من لا شيء تحتاج ايمان اعمى , لتؤمن ان كل شيء جاء من الله تحتاج عقلا وفكرا .