الإعداد الذهني والنفسي للاعب كرة القدم

الإعداد الذهني والنفسي للاعب كرة القدم

أ . د موفق اسعد الهيتي  

     تعد اللياقة الذهنية مهمة للاعب حيث يبذل جهود كبيرة ومميزة من في الملعب من اجل الاستحواذ على الكرة ، ويتطلب ذلك امكانات عالية يجب ان يتمتع بها اللاعب، فضلاً عن معرفة نقاط قوة وضعف اللاعب المنافس، لكي يكون بمقدوره استخدام قوته وذكائه وامكانياته البدنية والمهارية والخططية في اتخاذ القرار السليم للمواقف التي تواجهه اثناء المباراة، واللياقة الذهنية عبارة عن حالة تُعبر عن صحة وجودة الحالة الذهنية العامة للاعب بما تشتمل عليه من قدرات بسيطة ومعقدة وقدرات التفكير والتحليل وإعمال العقل والقدرة علي التفاعل مع المدرب وتبادل المعلومات وقدرات الحفظ وحالة الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى وسرعة العقل وردة فعله وفي استدعاء المعلومات التي تم تخزينها وفي إصدار أحكام على مواقف معينة.اصبحت اللياقة الذهنية اساسية للاعبي كرة القدم الى جانب المكونات الاخرى" لما لها من تأثير على التميز الفكري للاعب في الملعب عند تنفيذ التكتيك المطلوب والمساعدة في تطوير المهارات اللازمة للاعب والقدرة على تحليل المواقف التكتيكية بشكل مناسب في المباريات " .(اللياقة الذهنية) تُعتبر أساسية للاعبي الرياضات التنافسية سواء كانت جماعية أو فردية وخاصة كرة القدم، لأن لعبة كرة القدم هي لعبة تنافسية ومتعة وتشويق وإثارة من خلال الأداء المهاري العالي الذي يقمه اللاعبين على المستطيل الاخضر اثناء المباراة  وما تتمتع به من مهارات عديدة ، فكلما تميز أداء المهارات الحركية بالآلية والدقة والانسيابية والدافعية والاقتصاد في الجهد ظهرت الناحية الجمالية وزادت المتعة وتميزت كرة القدم بالإبداع، وكلما تعرض اللاعب للإجهاد الذهني والعصبي حدث تقطع في أداء المهارة وأفتقد الأداء الحركي إلى الجمال الحركي والانسيابية وزاد بذل الجهد البدني فافتقدت المهارة إلى المتعة والإثارة والتشويق والإبداع. فاللياقة الذهنية مفيدة لعلاج الإجهاد النفسي الذي يتعرض له اللاعب نتيجة ضيق الأفق وعدم القدرة على إيجاد حلول لبعض الواقف الخططية من الفريق المنافس أو عدم قدرة اللاعب على تنفيذ التكتيك المطلوب منه بسبب عدم قدرته على تحليل المواقف الخططية أو التفكير السريع في إيجاد حلول له لأن تنفيذ الواجبات في المباريات يتطلب اكتساب بعض المهارات العقلية التي تؤهل اللاعب باللياقة الذهنية المطلوبة في عالم كرة القدم الحديث والمتطور الذي يحتاج تدريبات متنوعة ومحفزة لتطوير قدرات اللاعب وتنمية مهاراته الإبداعية والابتكارية ليتمكن من تحقيق طموحات فريقة.  واللاعب الذي يكون إعداده الذهني جيداً يمتاز بسرعة رد فعل واستجابة عالية لما يحدث من تحركات داخل الملعب ، وان سرعة التلبية لها دور فاعل ينعكس على أداء اللاعب . ان القدرة الجيدة على التفكير والتركيز ودقة الملاحظة مع الإمكانية العالية في التحليل وحسن التصرف تجاه ما يحدث في المباراة ، تكون قوة كبيرة للاعب بعد ان يكون قد تمكن من تحقيق الحالة التدريبية ، والتي تؤهله في تحقيق تفوق على المنافس ومن ثم الفوز عليه . من ذلك كان للتدريب الذهني أهمية وضرورة أساسية في إعداد اللاعبين في كرة القدم ، لان المنافسة هي المحك لإظهار كل إمكانيات اللاعبين على الأداء .واللياقة الذهنية مطلوبة في لعبة كرة القدم وذلك لوجود حالات لعب مختلفة وبالتالي وجود لاعبين يعملون معاً او وجود منافسين يعملون من اجل الحصول على الكرة والتقدم بها تجاه هدف الفريق الاخر وهذا يتطلب استخدام اللاعب لقدراته من قوة وذكاء وحسن التصرف والوعي التام لمجريات اللعب واتخاذ القرار الصحيح فضلا عن تحركاته ومناوراته وقدرته التفكيرية وبخاصة في الجوانب الخططية مع الاخذ بنظر الاعتبار كل ما يتعلق بقدرات وامكانيات المنافس ومعرفة مكامن القوة والضعف فيه من اجل وضع الحلول والبدائل المناسبة للتغلب عليه .تمتع اللاعب باللياقة الذهنية يعد حلقة مهمة في لعبة كرة القدم الى جانب اللياقة البدنية والناحية النفسية والمهارية والخططية اذ لها اهمية كبيرة في التأثير على التميز في تفكير اللاعب خلال المباراة عند اداء الواجبات الخططية او تطوير المهارات الاساسية واممانية وقدرة اللاعب على التحليل للمواقف الخططية المختلفة الحاصلة في المباريات. بالرغم من توافر العديد من التدريبات المركبة التي تنمي اللياقة البدنية وإحدى مفردات اللياقة الذهنية كالتحمل ومعه تركيز الانتباه مثلاً، أو الربط بين تنمية مهارة حركية كالتصويب مثلاً وتطوير التفكير، أو الربط بين الخطة والتفكير الخططي، لذا فان الإعداد الذهني الجيد للاعب يساعده دائماً على سرعة وحسن التصرف الخططي أثناء المباراة في المواقف المختلفة التي تقابل اللاعب ، ولما كان التصرف الجيد في الملعب يستدعي قدرات عقلية معروفة فإن الإعداد الذهني ينمي هذه القدرات العقلية للاعب ، ومن هنا تزداد مهاراته الخططية الهجومية والدفاعية وكلما ازدادت المعلومات النظرية والعملية في الملعب عن خطط اللعب والتصرفات الخططية في المواقف المختلفة التي يحتمل أن تقابل اللاعب في الملعب أثناء المباراة ، كلما ازدادت قدراته على التحرك الخططي السليم ، ويظهر أثر ذلك بشكل واضح في الألعاب الجماعية في وحدة فكر الفريق في التحرك في الملعب بشكل منظم مدروس . "وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإعداد الخططي .وهو إعداد مكمل للإعداد الخططي، والاثنان معا يمثلان مقدرة اللاعب على التصرف الخططي السليم".   يلعب الإعداد الذهني للاعبي كرة القدم دوراً مهماً في تحقيق مستوى جيد في الأداء الخططي، وعليه يجب أن يترافق الإعداد الذهني للاعبين مع التدريب على اللياقة البدنية والمهارات الأساسية، اذ إنَّه كلَّما تقدم مستوى هذه الجوانب كان ذلك مدعاة لاستخدام العمليات العقلية وبخاصة في مواقف وحالات تحتاج الى الحسم بقرار مناسب، إذ أنَّ للعمليات العقلية أثراً ووقعاً كبيراً في إيجاد الحل المناسب واتخاذ القرار الصحيح تُجاهها. تأتي مرحلة تنظيم الإعداد الذهني بعد التدريب وهي مرحلة لا تقل أهمية عن المراحل الأخرى ولكنَّها تختص بأنَّ المدرب يجب أن يعطي نشاطاً يسعى إلى تعليم المقدرة على التطبيق عن طريق المناقشة الهادفة الدقيقة لواجبات اللاعبين مع وضوح الهدف من هذه المناقشة وتوجيه عمليات التفكير للاعبين في محاولة إيجاد الحلول للواجبات وتقييم النتائج وتوفير خبرات النجاح بهدف إيجاد الرغبة لدى اللاعب في التحسين بالارتقاء لما هو أحسن، فاللاعب المعد ذهنياً يكون له سرعة تلبية أسرع من غيره وسرعة التلبية تلعب دوراً مهما في أداء لاعب كرة القدم، وهي تعدُّ حالياً من أهم مميزات لاعب كرة القدم الحديثة. وتعدُّ المباراة استمراراً لعملية التدريب والذي لا يطبق في التدريب لا يطبق في المباراة وعلى المدربين للارتفاع بالقدرات الذهنية والتي تساعد اللاعب في الارتقاء بقدراته العقلية، وهي من أهم العوامل التي تؤثر في حسن اتخاذ القرار الخططي في أثناء المباريات.إنَّ المتطلبات الذهنية مهمة جداً للاعب في أثناء المباراة، وتزداد قيمتها وتظهر بوضوح كلَّما اشتدَّ التنافس وبصورة خاصة في اللحظات الحرجة من المباراة، والإعداد الذهني هنا واجب مهم من واجبات المدرب التعليمية، وقد ظهر جلياً في عدد كبير من مباريات الفرق والمنتخبات العربية بأنَّ المدربين لا يقومون بالمتطلبات الذهنية للاعب لاعتقادهم بعدم أهمية هذا الإعداد، ويجب أنَّ يعلم أن الإعداد الذهني الذي يقوم به المدرب ليجعل كل لاعب وحدة عمل متكاملة لتنفيذ المطلوب بجدارة يعرف متى وكيف يحسن التصرف ويستثمر مواهب واستعداده الذهني، والإعداد الذهني والتعليم النظري يمثل جزءاً مهماً دائماً من التدريب الحديث، ويعدُّ الإعداد الذهني من أهم واجبات عملية التدريب التي يجب أَن يضعها المدربون نصب أعينهم وأهم القدرات العقلية المطلوب تبينها للاعب، ويستحق دائماً من المدرب أَن يعطيه العناية الكافية، وهذا الإعداد الذهني يعطى اللاعب الخبرة اللازمة والتي يمكن أن تفيد فريقه خلال الأوقات الحرجة من المباراة، ويلعب الإعداد الذهني دوراً مهماً في القدرة على التفكير السليم والتصرف الحسن للاعبين في أثناء المباراة والتدريب، وتزداد أهمية الإعداد الذهني كلَّما اشتدَّ التنافس بين الفريقين وخاصة في اللحظات الحرجة في أثناء سير المباراة.ويلعب الإعداد الذهني دوراً مهماً في القدرة على التفكير السليم والتصرف الحسن للاعبين في أثناء المباراة والتدريب وتزداد أهمية الإعداد الذهني كلَّما أشتد التنافس بين الفريقين وخاصة في اللحظات الحرجة في أثناء سير المباراة، ما يجب على أيِّ مدرب أن ينمي القدرات العقلية للاعبين لمساعدتهم على التفكير السليم والتصرف المناسب في أثناء المباراة وكذلك يجب عل المدرب أن يكسب لاعبيه المعارف والمعلومات النظرية والتطبيقية مثل قواعد وقوانين اللعب والنواحي الصحية والخصائص البشرية بجانب النواحي الفنية والخططية الخاصة بكرة القدم .وتنمية القدرات العقلية للاعب تجعله لاعباً ذا مبادئ يعرف كيف يتحرك في الملعب بوعي، ويستخدم المهارات الأساسية المناسبة لمواقف اللعب المختلفة.لذا أخذ التدريب الذهني وقتاً من منهاج التدريب في كرة القدم لقناعة المدربين في أهميته والدور الايجابي له في اكتمال وتهيئة الإعداد للاعبين والوصول بهم الى الحالة الرياضية المطلوبة، اذ لا يقتصر التدريب الذهني على عملية اشتراك اللاعب في المنافسات، ولكن يستخدم في مجال الأداء الحركي ومراحل ادعاء المهارات الحركية لغرض تعلم تلك المهارات، وهنا يكون للمدرب الدور البارز والمهم من خلال فهمه وخبرته واطلاعه على مكنونات التدريب الذهني، لأهميته الكبيرة في تعلم واكتساب المهارات الحركية بالمشاركة في تنمية المهارات الذهنية.ويعرف التدريب الذهني بأنه هو تصور او تخيل للأداء وتكمن أهميته في تطوير المهارة والأداء المهاري .  وهو شكلا من أشكال التدريب المبرمج للوصول الى تحقيق هدف أساسي هو الأداء الاوتماتيكي ويتم ذلك من خلال تطور العمليات العقلية ، كما يعد تدريبا للعمليات العقلية (نظام المعلومات )على وفق التسلسل التالي ، حيث يستقبل اللاعب المعلومات( المثيرات ) من المحيط الخارجي عن طريق ( النظر ، السمع ، اللمس ، الإحساس العقلي )، تذهب هذه المعلومات الى الدماغ ليقوم بتحليلها عن طريق عدد من العمليات العقلية مثل ( الانتباه وتركيز الانتباه ، الإدراك ، والذاكرة ).  او هو التصور الذهني لأداء مهارة معينة يساعد على تقوية الممرات العصبية الخاصة بالإشارات التي يرسلها الجهاز العصبي الى العضلات القائمة بالعمل او الأداء .فعند العمل لتطوير مهارة التهديف بكرة القدم للاعبين يقوم المدرب بإعطاء تكرارات كثيرة وان جزء من التطور هو تطور ودعم الممرات العصبية التي تسيطر على توجيه العضلات المسئولة عن الأداء، فاللاعب الذي يقوم بالتهديف يقوم باستحضار صورة الحركة وبهذا فانه يشرك العضلات التي تقوم بالأداء الفعلي لمهارة التهديف . يوجه التدريب الذهني نحو الاداء وبخاصة في المنافسات من اجل استثارة اللاعبين وتحفيزهم وزيادة دافعيتهم ومعنوياتهم ، وبهذا يعد عاملا نفسيا للتهيئة للاداء ن ويذكر ان عملية ترتيب وتنظيم الحركات اثناء الاداء يتوقف على توقع مفردات او متطلبات الحركة ، وهذا يعني ان التدريب الذهني يرتبط مبدئيا بالتوقع لمتطلبات الظروف المحيطة بالاداء. ومن الاهمية بمكان ان نذكر ان التدريب الذهني يستخدم في المراحل الاساسية لاداء المهارات الحركية ، وله اهمية كبيرة في زيادة قدرة اللاعب على التنبؤ من اجل الاداء في المستقبل ، وهذا يعني ان التصور لم يقتصر على احداث او حركات تم تعلمها سابقا ، ولكن يمكن توقع اداء احسن وافضل للاعب من خلال الوسائل المعرفية.     اذ ان تنمية الصفات البدنية هي في مضمونها تنمية للجوانب المعرفية للعبة ، حيث " ان القابلية الذهنية للاعبين تتناسب تناسبا طرديا مع المهارات الفنية والخططية لهم ولهذا لا يمكن فصل القابلية الذهنية للاعبين عن المبادئ الاساسية الفنية والخططية للعبة كرة القدم ، وكذلك كلما كانت اللياقة البدنية في وضعها الصحيح اثرت ايجابيا في القابلية الذهنية للاعبين ".       تعدُّ اللياقة الذهنية من المتطلّبات المهمَّة للاعب كرة القدم من أجل الوصول به إلى مستوى الإبداع والابتكار فيما يقوم به من واجبات ومهام مكلف بها في أثناء المباريات كتنفيذ خطط اللعب وما يتبعه من تحركات ومناورات وتغيير مراكز وتحويل اللعب من جهة الى أخرى وأي وسائل أخرى يقوم بها الهجوم والدفاع طوال زمن المباراة. "وتوجد اللياقة الذهنية طالما وُجِدَ هناك زميلان يعملان سوياً ليترابط لعبهما معاً أو منافس يكافح للاستحواذ على الكرة مما يستدعي استخدام اللاعب لمواطن قوته وذكائه ووعيه في اتخاذ القرار السليم وفي تصرفاته وتحركاته أو تفكيره مع وضع مواطن قوة وضعف المنافس موضع الاعتبار، واللياقة الذهنية عبارة عن حالة تُعبر عن صحة وجودة الحالة الذهنية العامة للاعب بما تشتمل عليه من قدرات بسيطة ومعقدة وقدرات التفكير والتحليل والتركيب".