الثقافة الرياضية

الثقافة الرياضية

 أ.م.د ياسين علي خلف

مفهوم الثقافة الرياضية 

    هي الزيادة الزاخرة للخبرة الانسانية من خلال الأنشطة الرياضية والتي تؤدي بدورها إلى فهم وتقدير أفضل للبيئة التي يجد فيها الأفراد أنفسهم جزءً منها ، كما أنها ذلك النسيج الكلي المعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والاتجاهات والقيم وأساليب التفكير والعمل وأنماط السلوك وكل ما يبنى عليها من تجديدات وابتكارات أو وسائل في حياة الناس ، مما ينشأ في طلب كل عضو من أعضاء الجماعة الإنسانية ، و تعتبر الثقافة الرياضية و جهاً ثقافياً وحضارياً مشرقاً وثرياً ، وجدير بأن يلم الانسان المعاصر الذي هو في أمس الحاجة إلى الصحة واللياقة والثقافة الرياضية  .

أهمية الثقافة الرياضية :       

و تكمن أهمية الثقافة الرياضية في الاعتبارات التالية :

1- تنشيط الأطر المعرفية العامة واثارة الاهتمام لتوسيع دائرة المعرفة الانسانية المرتبطة بالرياضة.

2- تأصيل المعرفة النظرية للرياضة والترويج وتأسيس بنية معرفية ضمن النظام الأكاديمي .

3- زيادة الوعي بأهمية النشاط البدني على مختلف جوانب الشخصية الانسانية .

4- أن تكون الاهتمامات والاتجاهات الترويجية والرياضية مبنية على قواعد معرفية صحيحة وراسخة.

5- تزود الثقافة الفرد بالمعرفة وطرق التفكير وأساليب العمل وأنماط السلوك المختلفة والمعتقدات وطرق التعبير عن المشاعر .

6- ان الثقافة تمثل قوة تشكيل شخصية الانسان ، أي نمط سلوكه ومستويات طموحه ووعيه الاجتماعي.

   من هم المثقفون الرياضيون

    هم أولئك الأشخاص الذين يفكرون ويتحدثون ويفهمون ويعبرون عن آرائهم الرياضية ويعملون ضمن حدود مهنتم لجعلها قريبة من تفكير الناس ويجدون لهم المؤيدين والراغبين والمشجعين , وبمعنى آخر هم أناس لهم قابلية التأثير بالمجتمع عن طريق الأفكار والمعلومات الرياضية التي يمتلكونها ووسائل الأقناع التي يستخدمونها لزيادة عدد المحبين والمشجعين والممارسين للرياضة , وهذه الفئة تشمل كلاً من

1- رؤساء وأعضاء الهيئات العليا:

    وهم رؤساء اللجان الأولمبية وأعضاء مكاتبها ورؤساء الاتحادات الرياضية وأعضاء إدارتها ورؤساء الأندية الرياضية وهيئاتها الإدارية , هؤلاء من الناحية العملية هم من يخططون ويقودون الرياضة في البلد, فهم يرسمون السياسات والخطط ويقرون البطولات والمشاركات والميزانيات لكافة الأنشطة الرياضية , يتحتم عليهم أن يكونوا على درجة عالية من الثقافة الرياضية فهماً وسلوكاً وتوجيهاً لكل مفاصل الإدارة والعمل الذي يقودونه وان ينقلوا قيم ومبادئ العمل الرياضي إلى كافة المستويات الرياضية الأخرى.

2- المدربون واللاعبون:

    المدربون شريحة مهمة في مفهوم الثقافة الرياضية , فهم الرابط المهم والحيوي في الهيكل الرياضي , يتعاملون مع الإدارة والمستويات العليا لينقلوا تصوراتهم وتوجيهاتهم ويقودوا فرقاً ولاعبين في طور التعلم واكتساب الثقافة والمهارة , فالمدرب يضطلع بمهمة أعداد الفريق وقيادته وتحقيق الانجازات , لذا يتوجب أن يكون على مستوى عالي من الوعي والقيادة والثقافة وقابلية كبيرة ومهارة لتوظيف كل الجهود لتحقيق أهدافه , واللاعبون هم من بيئات مختلفة وتفكير متباين يتوجب عليهم التعلم الصحيح لقيم وجمال الرياضة , وقبول التوجيهات وفهم واستيعاب خطط وقوانين المنافسات والبطولات والانضباط في الملعب والنادي والبيت والشارع كي ينعكس ايجابياً على أقرانه واصدقائه , فالثقافة الرياضية سلوك ومنطق وتصرف حسن بالنسبة للاعبين , مثلما هو تطور وطموح لبلوغ أعلى المستويات والعناية بالصحة والغذاء والعلاقات الاجتماعية.

3- الحكام والمساعدون والمعالجون:

    هؤلاء غالباً من خارج الوسط الرياضي إلى حد ما , غير أن أهليتهم ومواهبهم وتخصصاتهم تجعلهم ضمن الوسط الرياضي وهم من المثقفين العاملين في الوسط الرياضي الذين يمتلكون درجة عالية من المعرفة بالأنظمة واللوائح والقوانين الرياضية , وعملهم يضعهم أمام مسؤولية كبرى فهم من يقود وينهي النشاط والمنافسة الرياضة , ويعالج بمعرفة وحرفية أي إصابة أو أذى يلحق باللاعبين , لا بل يقرون صلاحيتهم من عدمها مع الحكام الذين يسهلون عملهم , حيث أن جميعهم يعملون بحيادية وشفافية ونزاهة عالية.

4- العاملين في المنظمات والمؤسسات الرياضية:

    ويندرج تحت هذا العنوان القادة والمخططين والإداريين والفنيين الذين يقودون الاتحادات والهيئات الرياضية القارية أو الإقليمية والوزارات والمؤسسات الرياضية وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية العالمية , هذه الفئة تتمتع بعقلية قيادية مستقبلية ثاقبة , فهي تخطط للأنشطة العالمية والقارية والأولمبية , لذلك يتوجب تمتعهم بثقافة رياضية عالية تسمح لهم بقيادة مهامهم بنجاح كبير , حيث أنهم يتعاملون بلغات متعددة ويلامسوا ثقافات مختلفة ويخططوا لأعمال وانجازات كبيرة تنفيذاً وتسويقاً ومستوى أداء وجودة عالية لا تقبل الخطأ أو التأويل فهم يعملون مع رياضات المستويات العليا بعد أن تجاوزوا البدايات والتدريب والاعداد والقيادة على المستوى المحلي والاقليمي.

5- المعلمين والمدرسين ومدراء الأنشطة وأساتذة الجامعات:

    تعتبر هذه الفئة هي الأداة المهمة في زرع وتعليم أصول ومبادئ الثقافة الرياضية , فهم المعلمون في المدارس الابتدائية وهم المدرسون في المدارس الاعدادية والثانوية من الذين تخصصوا بدراسة التربية الرياضية وفنونها وقوانينها وقيمها ويعملون لينقلوا ثقافة التعليم والعناية بالصحة ومبادئ الحركة وأهمية النشاط الرياضي , فهم مثقفون وهم أداة نقل الثقافة والوعي الرياضي للنشء الجديد , ويرقى إلى قمة هرم الثقافة الرياضية من يتمتع بالمعرفة والتخصص والكفاءة العلمية والشهادات العليا أساتذة كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة المتخصصة فعم الأوائل لأن مهنتهم وواجبهم يحتم عليهم تعليم وتخريج افواج من المعلمين والمدرسين ذوي الاختصاصات الرياضية فكراً وسلوكاً لنقلها إلى الطلبة والمجتمع والعائلة , لذا يعتبر هؤلاء العاملين الرياضيين المتخصصين ذوي المؤهلات الاكاديمية والعلمية بأنهم مثقفو الرياضة وكل من يرعاها ويتبنى نشرها ويرعى أجيالها ويوصل فكرتها وقيمها الأخلاقية والتربوية والنفسية والبدنية والاجتماعية.

6- المشجعين والمتفرجين والمتابعين للأحداث الرياضية:

    هذه شريحة واسعة وكبيرة بل ومهمة لأنها تجمع مستويات عمرية وفكرية وثقافية متنوعة , وأن هؤلاء لديهم شغف وحب لمشاهدة ومتابعة الأنشطة الرياضية , فالروح الرياضية العالية لتقبل الفوز والخسارة والاحتفال بذلك يعطينا انطباع ايجابي بأن الرياضة تنافس شريف ومستوى أداء , وأنه من حق أي أنسان أن يفرح أو يحزن من غير أن يخدش أو يسيء السلوك تجاه الأخرين وخاصة المنافسين , لا بل أن الفهم الحقيقي للثقافة واختبارها هي البطولات والمنافسات بين اللاعبين والفرق بعيداً عن العنف والتعصب والحاق الأذى بالأخرين مدرباً أو لاعباً أو مشجعاً , وما يخرج عن أنما هو سلوك وتصرف مرفوض ولا يمثل قيم وأخلاق وآداب الرياضة , المشجعون والمتفرجون اذاً هم شريحة على مستوى جيد من الثقافة الرياضية والوعي فهم جمهور ومؤازري الفرق واللاعبين بدون تعصب يجوبون المدن والبلدان للاستمتاع بالفنون الرياضية , أذ يبذلون الوقت والأموال من أجل نصرة الفريق , وقد برزت ثقافتهم ووعيهم في تشكيل جماعات وروابط للمشجعين تتولى تنظيم الأنصار والمتابعين لكل صغيرة وكبيرة في الفريق أو على مستوى اللاعبين , وقد جدت كثير من الفرق ارتباطاً لهذه المؤازرة والتشجيع , فهؤلاء جميعاً يدرجون تحت شعار الثقافة الرياضية والمثقفين الرياضيين.