التفكير يعني المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار من أجل إدراك الأمور والحكم عليها ويعني أيضا التلاعب بالمعلومات في الدماغ أو عملية البحث عن المعنى في الموقف أو الخبرة .

أن تعدد تصنيفات التفكير تعكس تعقد مفهومه وتعدد أبعاده وتشابكها فأساليب التفكير تتأببن تبعا لتصنيف الدماغ المسيطر لدى الفرد كما أن اساليب المعالجة في نصفي الدماغ هي المؤثرة في الوظائف التي يقوم بها كل نصف ،فاللغة مثلا غير موجودة في داخل النصف الأيسر، بل أن أسلوب المعالجة الذي يقوم به النصف الأيسر أكثر فاعلية للاستخدام في التعامل مع الوظيفة المنظمة زمنيا كاللغة. وكذا الحال في التفكير البصري المكاني والذي لا يكون وجوده بصورة واضحة داخل النصف الايمن يمكن طريقة المعالجة تكون في هذا النصف من الدماغ، وبذا يعد هذا النصف الاكثر فاعلية في المهمات البصرية المكانية من النصف الأيسر للدماغ . كما أن من يتحكم بالوظائف الحركية والعقلية وغير الأكاديمية كالأدراك والتوقع والأعمال اليدوية والإبداع الفني هو النصف الايمن ، أما الوظائف العقلية والمنطقية والحسابية فضلا عن التحليلية لاسيما ذات العلاقة باللغة فإن من يحكم بها هو النصف الأيسر اذ أن حدوث بعض الخلل أو الاضطراب في عمل أحد هذين النصفين من الدماغ فالأيسر   يؤثر سلبياً في فقدان القدرة على الكلام والكتابة والحساب المنطقي ، ولا يؤثر ذلك في الأنشطة الأكاديمية مثلا أما الخلل في النصف الايمن فيبدأ واضحا في ضعف الاحساس المكاني أو فقدانه وكذا الحال في التوقع والمهارات غير اللفظية .

وبناء "على ما تقدم فإن التباين في السيطرة النصفية للدماغ تؤدي إلى فروق في التفكير وفي طريقة معالجة المشكلات وتناولها ، مما يفرز تفضيلات حقيقية في اساليب التفكير ، فسيطرة النصف الأيسر تعني استخدام التفكير التحليلي والواقعي ، أما سيطرة النصف الايمن فتعني استخدام التفكير التركيبي والمثالي . والسؤال هنا هو هل أن هذا الفروق والتباينات في نصفي الدماغ عائدة إلى نوع الإثارة المقدمة لكل منهما ام إلى طريقة المعالجة لهذا الإثارة من قبل الدماغ ؟ وهنا تكون الإجابة أن هذا التباين يعتمد على طريقة المعالجة وليس فقط على نوع المثير ، فالنصف الايمن يكون الافضل في إدراك الاشياء ككل ، بينما النصف الأيسر هو الافضل في إدراك الاشياء بطريقة تحليلية للأجزاء المكونة كل على حدا .عموما يفضل معظم الناس أسلوب التفكير وفقا لسيطرة أحد النصفين في حين أن البعض منهم يمكنهم استخدام النصفين معا وبالكفاءة نفسها ومن اساليب التفكير هذه هي :

*المفكر الاناني Egocentric Thinkerوفيه لا يؤخذ بأداء الآخرين ووجهات نظرهم بل يناور ويراوغ كثيرا لإثبات رأيه لادعائه أنه يمتلك الحقيقة المطلقة دون غيره .

* المفكر المتجرArrogant Thinker  ويمتاز الفرد فيه بالتعالي على الآخرين مع اتهامهم بالغباء والجهل للتقليل من قيمتهم لتعاليه وغطرسته .

* المفكر المغرور Egotistied Thinker  وفيه يعتقد الفرد بنفسه وباهتمام عال وبتعقد انه مصيبا على الدوام ويحاول اثبات افكاره وانه تجاوز على الاخرين .

* المفكر المنتمي الى الجماعة ،، Socio centric ,, وفيه يعتقد الفرد ان جماعته التي ينتهي إليها هي من تمتلك الحقيقة المطلقة ، وان جماعته دوما على الصواب وغيرهم على الخطاء .

* المفكر الواثق  Selfconfident Thinker  وفيه يعتقد الفرد ان الحقيقة المطلقة تقع خارج ذاته ومجموعته وانها بحاجة الي تعليم جزاء منها ومعرفته ،ويتصف الافراد في هذا الاسلوب من التفكير بالحذر وطريقة التفكير الجيد ،ومحاولة تصحيح الخطاء ذاتيا من دون حرج او خجل.

ختاما فلينظر احدنا أين هو من هؤلاء وعلى وفق اساليب تفكيرهم وانماطها ؟!