المؤشرات المهمة في العملية التدريبية

المؤشرات المهمة في العملية التدريبية

أ . د موفق اسعد الهيتي  

من أجل متابعة ومراقبة مستوى تقدم وتطور الرياضي وللتعرف على ذلك من خلال الإمكانيات والقدرات التي يمتلكها وصقلها من خلال التدريب لا بُدَّ من استخدام طريقة يمكن من خلالها تحقيق ذلك . ويأتي دور المدرب في إيجاد الطريقة المناسبة ، لكي يستخدمها ويتوقف هذا على خبرته وتسجيله الملاحظات في كراسة التدريب عن كل لاعب من خلال مراقبة وقياس بعض المؤشرات التي يريدها لتحديد استجابة اللاعب لشدة حمل التدريب ويمكن التعرف عليها بأسلوب وطريقة بسيطة ، ونذكر بعض من هذه المؤشرات التي يمكن مراقبتها ومتابعتها لدى الرياضيين :

1-   وزن جسم الرياضي : 

     يُعدَّ وزن الجسم مؤشراً يستفاد منه المدرب في تحديد الأحمال التدريبية للاعبين ، إنَّ الزيادة والنقصان غير الطبيعيين في جسم اللاعب يشكل صعوبات له ، ولكي لا نصل إلى هذه الحالة يجري قياس وزن جسم كل لاعب قبل أداء الحلقة التدريبية وبعدها حتى يستطيع المدرب ملاحظة وزنه والتأكد من عدم حدوث تغيرات فيه ( زيادة أو نقصان ) نتيجة التدريب . فإذا فقد الرياضي (1،5) كغم من وزنه في الأسبوع يعكس ذلك الحالة الصحية السلبية وهذا يعني وجود مشاكل فسيولوجية لدى اللاعب يجب معرفتها وتقود هذه المشاكل إلى إحداث بعض الأضرار والاضطرابات في عملية التوازن الغذائي . والرياضي يفقد سوائل كبيرة من جسمه عند التدريب وخاصة في الأجواء الحارة وفي بعض الأحيان يصل هذا الفقدان إلى ( 2 ) لتر من الماء في الساعة الواحدة ونقصان هذه الكمية من السوائل يسبب هبوطاً في الوزن بعد فترة ويؤدي ذلك إلى انخفاض القدرات الوظيفية للاعب وبالتالي انخفاض وهبوط مستواه .

تأثيرات مؤشر وزن الجسم

  

2-   معدل ضربات القلب :

    يعدُّ قياس معدل ضربات القلب وقت الراحة وفي أثناء التدريب وبعده من المؤشرات الأساسية التي يعتمدها المدرب لتحديد شدة وحجم الحمل التدريبي وعليه نتعرف على ما يأتي : 

 أ –  يعدُّ معدل ضربات القلب مؤشراً لمدى استعداد اللاعب للأداء .

ومن أجل تحديد هذا المؤشر يجري قياس معدل ضربات القلب (Heart Rate  ) لكل لاعب كل يوم قبل التدريب لمدة (10) أيام، وبعدها يقسم الناتج الكلي لمجموع الأيام العشرة على (10) للحصول على معدل ضربات القلب للرياضي . ويسجل ذلك في السجل الخاص بالمدرب ( كراسة التدريب ) ويقوم المدرب بعدها بمقارنة هذا المعدل مع المعدل الذي يتم قياسه لاحقاً بين فترة وأخرى ، إذا ثبت وجود زيادة في معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي بمقدار (10-20 ) ض/د فإنَّ هذه الحالة تحتاج إلى وقفة وإعادة الحسابات من خلال التفسير العلمي الدقيق لهذه الحالة ، فإذا كان معدل ضربات القلب لأحد لاعبي كرة اليد هو (58) ض/ د وعندما أعيد القياس بعد فترة وجد (60 او70) ض/ د قبل الجهد وهذا يعني وجود مشكلة وخلل داخل جسم الرياضي فلا بدَّ من معرفته ومحاولة علاجه ؛ لكي نطمئن على أنَّ قلب الرياضي يعمل بمعدل ثابت، وأنَّ التفسير والتعليل الدقيقين لهذه الحالة هو :

·       قلة النوم .

·       الإصابة بمرض معين .

·       الحالة النفسية المضطربة .

·       التعب وعدم الرغبة في التدريب .

·       عدم ملائَمة مفردات البرنامج التدريبي المطبق لقدرات وإمكانيات اللاعبين

ب- معدل ضربات القلب يعدُّ مؤشراً مهماً لحالة التكيف لدى الرياضي في حالة التدريب في الأجواء الحارة .

    يؤثر الجو الحار تأثيراً كبيراً على مستوى الأداء والانجاز لدى الرياضيين وخاصة في المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة ، والطاقة التي تتحرر في أثناء الأداء للمجهود البدني والتي تقدر بـ (70%) أو أكثر تخرج على شكل حرارة لا يستفاد منها الجسم خلال النشاط ، وحتى يبقى الرياضي محافظاً على جسمه واتزانه لابُدَّ من خروج هذه الحرارة الى الخارج ؛ لأنَّ بقاءها يسبب ما يأتي :

·       انخفاضاً في عمل الجهاز العضلي .

·       حصول بعض الأضرار في الجسم .

·       انخفاضاً في عمل عضلة القلب .

     إنَّ أداء الجهد في الأجواء التي ترتفع فيها درجة الحرارة يؤدي إلى عدم خروج الحرارة من داخل الجسم مما يساعد على فقدان السوائل من الجسم نتيجة لذلك وهذا يحقق التوازن وبالتالي يحصل التيبس وبعدها ظهور  الأعراض السابقة على الرياضي وعليه ينصح بشرب السوائل (الماء) بكميات محددة في أثناء التدريب بين فترة وأخرى .

     كما أنَّ معدل ضربات القلب يُعدُّ مؤشراً لقياس حالة الجسم الفسيولوجية في أثناء التدريب في الأجواء الحارة . حيث يزداد معدل ضربات القلب عن الحدود الطبيعية عند التدريب في مثل هذه الأجواء مقارنة بالأجواء الباردة تحت تأثير نفس شدة التدريب .

     ج- يُعدُّ معدل ضربات القلب وسيلة لتحديد نظام الطاقة المستخدم .

      قبل البدء بالتدريب يجب تحديد نظام الطاقة الذي يعمل لتطوير الفعالية المحددة ، وعلى أساس ذلك يجب تطوير هذا النظام بشكل كبير لهذه الفعالية ، وبما ان أنظمة الطاقة تعمل على وفق الزمن المحدد لها فإنَّ الفعاليات الرياضية توزع على هذه الأنظمة تبعا لذلك . فهناك نظام طاقة خاص للمسافات القصيرة وفعاليات الرمي والقفز والتي يتطلب أداؤها سرعة قصوى وقوة مميزة بالسرعة لزمن قصير (النظام اللااوكسجيني ) النظام الفوسفاجيني ) ATP-CP) ( عدو 100 م ) ، أما نظام حامض اللاكتيك فيعمل في الفعاليات والأنشطة ذات الشدة الأقل من القصوى كما هو الحال في ركض (400م ، 800م ) ، والنظام الثاني ( النظام الاوكسجيني ) والذي يعمل على تجهيز الطاقة للفعاليات التي تعمل بشدة متوسطة او منخفضة تستغرق (3) دقائق وأكثر مثل ركض (3000م،5000م ، 10000م ، والمارثون ). ويتحدد نظام الطاقة في الفعاليات الرياضية المختلفة على وفق :

    1-الشدة الحمل .

   2- وفترة دوامه .

   3- ونسبة المساهمة في تجهيز العضلات العاملة بالطاقة