ا.م.د. سعد ابراهيم يوسف

الطبق الرئيسي واليومي في العديد من دول الشرق الاوسط ( تركيا، دول بلاد الشام، العراق ومصر) يعود ذلك لسهولة صنعه، توفر مواده الاولية، طول عمره التخزيني ومقاومته للاعفان والحشرات. البرغل هو الحنطة الخشنة (Durum Wheat) المنظفة، المسلوقة ، المكسورة، المجففة، المصقولة، المغربلة والمصنفة. تم تصنيفه من قبل مركز العلوم الامريكي على انه من اكثر مصادر الغذاء تغذية.

ان للبرغل اهمية تغذوية عالية جدا رغم عزوف العراقيين عن تناول البرغل في الاونة الاخيرة واستبداله بالرز (كما يعتقد البعض لتحسن الحالة المعاشية) الا ان شعوب المنطقة لا تزال  تستخدمه في الاطباق اليومية كما وان بعض الدول تعده الطبق الرئيسي في غذائها اليومي اذ يحتوي على العديد من المعادن مثل ( الحديد، الزنك، المنغنيز، والبوتاسيوم..... الخ) كما يحتوي على فيتامين (B) المهم للحوامل. نتيجة لانتقال الشعوب من دول الشرق الاوسط اصبح  انتقل استهلاك البرغل الى الولايات المتحدة واوربا وصنف هنالك بانه من الاغذية المفيدة.

ان مقدار ما توفره 100 غرام من البرغل هو 150 سعرة حرارية وكمية عالية من الالياف الغذائية والفيتامينات والمعادن. ان استهلاك البرغل كثيرا ما يقارن باستهلاك الرز في بلداننا العربية وهنا نذكر ان الرز قد يعده البعض الذ طعما ولكن من الناحية العلمية فان مقدار المواد المفيذة للجسم الموجودة في البرغل هي اضعاف ما موجود في الزر فعند عمل مقارنة بين النسب (برغل: رز) نجد ان نسبة الالياف هي (13 :1)، الزيوت المفيدة (3 :1)، البروتين (1 :1.5)، حمض الفوليك (7 :1) كما ان البرغل اغنى من الرز بالكالسيوم واليود والزنك والحديد والسلينيوم. ومن جانب اخر فان سكريات الرز تمتص سريعا من قبل الامعاء مما يزيد نسبة السكر في الدم بسرعة كبيرة الامر الذي يولد ضغطا على غدة البنكرياس واجباره على افراز كميات كبيرة من الانسولين وهذا من الامور التي تزيد من مخاطر الاصابة بداء السكري.

حديثا في العديد من البلدان يتم ادخال البرغل في التركيبات الغذائية للوقاية من امراض القولون وداء السكري وامراض القلب والاوعية الدموية وخفض مستويات الكولسترول في الدم، مما يشير الى قيمته العلاجية المحتملة للانسان. كما ان البرغل مادة اساسية لصناعة الاغذية الحديثة في انتاج المكونات الغذائية الوظيفية.

على الرغم من الفوائد الكبيرة التي ذكرت للبرغل الا ان هنالك بعض المضار التي يجب ذكرها واهمها الحساسية اذ اكتشفت العلوم ان هنالك 2% من سكان الكرة الارضية يعانون من حساسية الكلوتين (حساسية القمح)  اذ ان استهلاك البرغل للمصابين بهذا المرض تؤدي الى حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي.