تنمية الغطاء النباتي من أساسيات مكافحة التصحر

تنمية الغطاء النباتي من أساسيات مكافحة التصحر

 

المهندس الزراعي  طه ياسين عشوي الشرقي

يعتبر الغطاء النباتي من المؤشرات الحيوية المهمة في مجال مكافحة التصحر حيث انه يشير بشكل سلبي أو ايجابي إلى واقع التصحر في أي رقعة من الأراضي الصحراوية كما أن للغطاء النباتي مؤشرات عن الحالة البيئية والمناخية .

إن الحالة الراهنة للغطاء النباتي على مستوى البادية العراقية يعتبر متدهور وبشكل كبير جدا إذ أن المساحات الجرداء تمثل السواد الأعظم من المساحة الكلية للصحراء على عكس المساحات التي تتمتع بتغطية نباتية جيدة حيث لا تشكل إلا الجزء البسيط جدا من المساحة الكلية للصحراء وكما تعتبر عشوائية ومتفرقة إلى حد كبير ومن الجدير بالذكر أن المساحات التي تتمتع بهذه التغطية تتعرض إلى ظروف قاسية تتجه بها نحو التدهور الشديد الذي ينذر بعواقب وخيمة على مستوى تفاقم ظاهرة التصحر في العراق ومن هذه الظروف نذكر :

1. الجفاف الشديد والمتكرر

2. الرعي الجائر للنباتات النامية

3. الاحتطاب

  أهم المردودات السلبية لتدهور الغطاء النباتي :

إن لتدهور الغطاء النباتي مردود سلبي كبير على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي والبيئي , أما من الناحية الاقتصادية إذ انه يشكل اللبنة الأساسية لتكوين المراعي التي تعتبر من أهم الموارد الطبيعية المتجددة في البادية العراقية والتي يعتمد عليها قطاع واسع من مربي الأغنام في البادية لأغراض الرعي ولما يشهده الغطاء النباتي من تدهور على المستوى الكمي والنوعي تسبب في انخفاض الإنتاجية الرعوية للمراعي حيث أدى هذا الانخفاض إلى تدهور كبير في الثروة الحيوانية وبدأنا نشهد تناقص كبير في أعداد القطعان كما شهدنا زوال قطعان بأكملها وتخلي الكثير من المربين عن مهنة تربية الأغنام وذلك بحسب المسوحات التي تم إجراءها من قبل الفرق الميدانية التابعة إلى دائرة الغابات ومكافحة التصحر .

أما على المستوى الاجتماعي فان تدهور الغطاء النباتي وما سببه من تدهور للمراعي وانخفاض الإنتاجية الرعوية فقد أدى إلى عدم إمكانية استقرار مربي الأغنام في مناطق الرعي إلا لفترات محدودة وذلك سعيا وراء البحث عن مرعى جيد لمواشيهم وهذا ما سبب تخلي الكثيرين عن تربية الماشية كما أدى إلى ارتفاع تكاليف التربية .

ومن الناحية البيئية فان تدهور الغطاء النباتي يجعل مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية عرضة للتعرية الريحية مما يتسبب بإثارة الغبار عند هبوب الرياح كما يجعل سطح التربة عرضة للانجراف المائي مما يتسبب بفقدان الطبقة الخصبة من التربة وانجرافها إلى الأراضي المجاورة مسببتا أضرار لمناطق الانجراف والترسيب .

ولتلافي الآثار السلبية لتدهور الغطاء النباتي وانعكاسه على تفاقم ظاهرة التصحر يتطلب عمل جاد لإعادة تأهيل الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية الجافة من خلال زراعة نباتات صحراوية مقاومة للجفاف مثل (الرغل Atriplex Leucoclada – الرمث Haloxylon salicornicum – الروثة salsola vermiculata – الغضا Holoxylon persicum ) ومن الجدير بالذكر أن أشير إلى أساسيتان في مجال إعادة تأهيل الغطاء النباتي وهما :

 1. التجديد الطبيعي للغطاء النباتي .         

 

2. تنمية وصيانة المراعي  الطبيعية .