الزراعة المحمية ما لها وما عليها

الزراعة المحمية ما لها وما عليها

 الاستاذ الدكتور معاذ محي العبدلي

 

الزراعة المحمية (بأساليبها المتعددة) هي احدى التقانات الحديثة في الانتاج الزراعي وكغيرها من التقانات لها ايجابيات عدة بفضلها تم مضاعفة الانتاج الى ارقام قياسية واصبحت الان بمتناول الكثير من الناس بفضل التطور التكنولوجي المستمر بهذا المجال، لكن بالمقابل هنالك سلبيات تشوب هذا الاسلوب من الزراعة قد تحد من التوسع به افقيا او عموديا، وان معرفة هذه السلبيات سيوفر للمنتج حزمة من المعطيات عن طريقها يمكن وضع الحلول الناجعة لهذه العقبات. من ايجابيات الزراعة المحمية ما يلي:

زيادة الإنتاج: تعد الزراعة المحمية من اساليب الزراعة المكثفة التي تعطي زيادة ملحوظة في إنتاج المحاصيل، وهذا يعود إلى إمكانية التحكم بالظروف البيئية اللازمة لنمو النبات (حرارة ورطوبة وتهوية وتغذية ، الخ)، وبذلك يمكن زراعة المزيد من النباتات في وحدة المساحة مقارنة مع الزراعة المكشوفة.

 تقليل تعرض المحصول للمخاطر: أن وجود المحصول في مساحة مغلقة يمنعها من التعرض للتلف بفعل تغيرات أحوال الطقس كالزيادة المفاجئة في درجة الحرارة أو انخفاضها، إضافة لحماية المحاصيل من الطيور والحيوانات الأخرى.

 زيادة الأرباح: تكون الارباح بوحدة المساحة أكبر بمرتين أو ثلاث مرات عند تنفيذ الزراعة المحمية كبديل للزراعة في الحقول المكشوفة، ويمكن زيادة هذه الأرباح عند إدخال استراتيجيات أخرى (الزراعة المائية كمثال) حيث يكون الهدر أقل.

  توفر استقرار في الانتاج: لأنها لا تعتمد على الظروف المناخية المتقلبة، أي أن هناك استقرار في الانتاج وبالتالي الأمان، وهذا بدوره يؤدي إلى استقرار وأمن العاملين في هذا القطاع.

 تفادي اضرار الادغال وسهولة السيطرة على الآفات الزراعية: إن المنشئات المحمية المصممة جيدا والمبنية بشكل مثالي، يمكنها أن تمنع حدوث مشاكل الآفات والأدغال الضارة بكفاءة عالية، ويمكن أن تقتصر المساحة المغلقة على الموظفين العاملين فقط وبالتالي انخفاض عدد الأشخاص الداخلين والخارجين والذين من الممكن أن ينقلوا عدوى الأمراض والآفات غير المرغوب بها إلى البيت المحمي.

 القدرة على انتاج المحاصيل خارج موسمها الطبيعي: الزراعة المحمية مستقلة نسبيا عن العالم الخارجي، مما يتيح زراعة وانتاج المحاصيل في أي وقت في الشتاء القاسي والصيف شديد الحرارة.

 المحافظة على البيئة: من خلال تقليل الفاقد من المياه والأسمدة والحد من استخدام المبيدات الكيمائية.

  رفع كفاءة استخدام المياه: تستهلك الزراعة المحمية (60 – 70%) من كمية المياه التي تستهلكها الزراعة المكشوفة لنفس المحصول والظروف ووحدة المساحة، حيث يتم الري بالتنقيط الذي ينتج عنه تقليل كمية المياه المستخدمة.

الحصول على حاصل نظيف: تعطي الزراعة داخل البيئة المحمية ثمارا نظيفة ذات        مواصفات نوعية عالية كونها تنمو بمعزل عن الظروف البيئية الخارجية كالأتربة والحشرات وضوء الشمس الساطع.      

 

.

سلبيات الزراعة المحمية:

* تحتاج رأس مال أولي كبير لتوفير وسائل الإنتاج الأساسية: تعد هياكل البيوت واجهزة التدفئة غالية الثمن مما قد يشكل تحديا للعديد من المزارعين وتقلل من الاقبال على الزراعة المحمية.  

-  تحتاج إلى تصميم دقيق: أن تصميم البيوت المحمية وهندستها يجب أن تراعي التفاصيل الفنية الدقيقة للغاية، كالموقع ونوع المحصول المراد زراعته وان اي خلل فيها يؤثر سلبا على النتائج المتوقعة.

- ارتفاع تكاليف الإنتاج الدورية: إن التكاليف التشغيلية للزراعة المحمية (الوقود والبذور والاغطية البلاستيكية ...الخ) أعلى بكثير من تكاليف الزراعة في الحقول المكشوفة وهذا يشكل تحديا لانتشار الزراعة المحمية.

- تتطلب مستوى عال من المهارات الفنية: طبيعة العمل داخل البيوت المحمية يتطلب توفير عمال مهرة يمتلكون خبرة فنية عالية للتعامل مع هذه المنشئات ويكونوا قادرين على التحكم في جميع المتغيرات البيئية وحل أي مشكلة تحدث بشكل فوري على العكس من العمل في الزراعة المكشوفة.

-  البيئة المحمية توفر ظروف مثالية للأمراض: أن توفير الظروف المثالية للإنتاج داخل البيوت المحمية يوفر أفضل الظروف للأمراض في الوقت ذاته وهذا يشكل تحد كبير لعملية الانتاج في البيئة المحمية.

- الحاجة إلى عملية تسويق ثابتة ومستقرة: تتطلب الزراعة المحمية وجود عملية تسويق فعالة للحاصل سيما وإن عمر هذه الثمار قصير جدا وتحتاج الى تسويقه بسرعة لضمان الحفاظ على جودة الثمار المنتجة، وكلما زاد الوقت الذي يقضيه المنتج في التخزين كلما زادت القيمة التي سيخسرها، وهذا يتطلب وجود شريك تجاري وسوق قوي مما يشكل تحديا للكثيرين في هذا المجال.

قصر موسم الانتاج: يقتصر موسم الانتاج في الزراعة المحمية غير المدفأة (وهي السائدة في العراق) على بضعة أشهر تبدأ من شهر تشرين الثاني الى شهر نيسان مما يشكل تحد حقيقي لسد تكاليف الانتاج الباهظة ولإطالة موسم الانتاج يجب استخدام التبريد في موسم ارتفاع درجات الحرارة وهذا يزيد من تكاليف الانتاج بشكل كبير جدا.

مما تقدم يمكن القول ان الزراعة المحمية سلاحا ذو حدين فهي من جهة تضاعف الانتاج وتحسن نوعيته الا ان هذا الاسلوب لا يخلو من تحديات قد تشكل عائقا في طريق انتشار هذا الاسلوب من الانتاج وتقلل من المساحات المشغولة بالزراعة المحمية من الجهة الاخرى.