استراتيجية زراعة وانتاج القطن في العراق

استراتيجية زراعة وانتاج القطن في العراق

 

أ.م.د. عبدالصمد هاشم نعمان

 

يعتبر القطن من أهم محاصيل الألياف عالميا فهو أحد المحاصيل التصنيعية التصديرية الهامة , فمن الناحية التصنيعية يستخدم القطن الشعر في صناعة الغزل والنسيج , أما بذوره فهي أحد مصادر الزيوت الهامة ومخلفاتها تستخدم في تصنيع الأعلاف. يمثل انتاج القطن دخلا هاما للبلد المنتج له فانه يوفر سبل العمل لنسبة كبيرة من السكان والتي لا تقتصر على الزراعة فقط بل تتعداه الى العمل في المحالج ومعامل الغزل والنسيج والصناعات الأخرى والتسويق.

لا يزال العراق يعاني من النقص في انتاج القطن وما ينتج فيه محليا لا يمثل الا نسبة قليلة من حاجة القطن الفعلية ويعود سبب ذلك الى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتضخم المستورد من الدول الصناعية الأخرى وعدم توفر اصناف القطن الملائمة للبيئة . وبما ان الأهمية الاقتصادية لمحصول القطن تزداد بسبب زيادة الطلب على الملابس وعلى زيت الطعام حيث ينتج القطن في كثير من دول العالم التي تتوفر فيها الظروف المناسبة والبيئة الملائمة لزراعته الا ان ثماني دول منها تنتج حوالي 82% من الإنتاج العالمي وهذه الدول (روسيا ، الصين ، أمريكا ، الهند ، باكستان ، البرازيل ، تركيا ومصر).

تزرع في العراق حوالي عشرة أصناف من القطن مختلفة الصفات بين حجم الجوزة وطول التيلة ، اذ انخفضت المساحات المزروعة خلال الفترة الحالية في مناطق انتاج القطن في العراق بسبب السياسة الزراعية واختلال التوازن بين الايرادات والمصروفات مقارنة بالمحاصيل البديلة الاخرى كالذرة وزهرة الشمس وغيرها من المحاصيل فارتفاع الربحية وقلة المخاطر وانخفاض الاحتياجات المالية جعلها أكثر جذبا للمزارعين على حساب زراعة القطن , بالإضافة الى تدهور إنتاجية الأصناف المزروعة واصابتها بالعديد من الآفات , لذلك فان تذبذب أسعار بعض المدخلات سواء كانت أسعار المواد كالبذور والاسمدة  والمبيدات وأجور العمال وكذلك الى بعض المخرجات التي يقع قسم منها خارج السيطرة كالأسعار او استلام المحاصيل من قبل الدولة وبالتالي لا يمكن السيطرة عليها وتلافيها من قبل الزراع ولربما ما يتحقق من ايراد قد لا يتناسب مع تكاليف المدخلات والجهود المبذولة في زراعة المحصول جعل ذلك من اهم أسباب عزوف الزراع عن زراعة هذا المحصول .

وعليه فانه يمكن اجمال أهم الأسباب التي أدت الى تدني إنتاجية القطن بما يلي :

1-    عدم اتباع العمليات الزراعية الصحيحة وهي :

   أ‌-      عدم الالتزام بالمواعيد الزراعية الموصى بها.

 ب‌-    عدم توفر الأصناف والهجن العالية الانتاجية للمزارعين .

   ت‌-       التسميد غير المتوازن حيث ان اغلب المزارعين لا يستخدمون السماد او يستخدمون سماد اليوريا فقط ويجهلون الأسمدة النتروجينية والفوسفاتية والبوتاسية الأخرى.

   ث‌-       عدم استخدام طرق الري الحديثة.

   ج‌-       عدم التزام بعض المزارعين بالمسافات الزراعية وكثافة النباتات الموصى بها.

2-    ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية

تعد ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات والمحروقات والعمالة والأجور من أسباب عزوف الكثير من المزارعين عن زراعة القطن بسبب زيادة التكلفة وقلة المردود الاقتصادي للقطن بسبب تدني القيمة الشرائية للقطن بحيث لا يغطي تكاليف الإنتاج أحيانا.

     أهداف الحملة للنهوض بمحصول القطن:

1-      الزراعة بالمنطقة المحددة والموعد المناسب طبقا لتوصيات المراكز البحثية.

2-      العمل على استخدام أحدث التقنيات المطبقة في أنظمة الري الحديثة (الرش ، التنقيط).

3-      زراعة وجني القطن آليا لحل مشكلة أجور العمالة المرتفعة والمكلفة. اذ تعد عملية الجني من العمليات المهمة التي لها علاقة بالمحافظة على المحصول والرتبة وصفات الجودة والتي يجب ان تتم على مرحلتين الأولى عند تفتح 60% من اللوز والثانية عند تفتح باقي اللوز.

4-      تحميل Intercropping system وتعاقب بعض المحاصيل مع القطن.

5-      اعداد برامج ادارة متكاملة للمحاصيل تدار بواسطة فنيين متخصصين.

6-    استخدام برامج تربية المحصول واللجوء الى أتجاهين أما انتاج الاصناف او الهجن او المحافظة على الصنف من خلال الانتخاب لتطوير سلالات واصناف تتميز بإنتاجيتها العالية ومتميزة في الصفات التكنولوجية التي تناسب صناعة الغزل والنسيج في القطر.

     لذا يتطلب الامر بالحصول على تراكيب وراثية تجمع بين صفات الحاصل ومكوناته ونمو وخصائص التيلة بالاضافة الى مقاومته للاصابة بالحشرات من خلال برامج تربية النبات والتقانات الاحيائية . اذا يكمن مفتاح استدامة محصول القطن في دمج عدة عوامل مثل المناخ والتربة وتوافر المياه والبنية الاجتماعية مع الأصناف المتغيرة واستخدام احدث النظم التكنولوجية وتدريب الفنيين الزراعيين على الأنظمة المتكاملة.