امراض الاصداء في الحنطة......التواجد والاهمية

امراض الاصداء في الحنطة......التواجد والاهمية

 

ا.م.د. جاسم محمود عبد

كلية الزراعة –قسم وقاية النبات

تمثل أمراض الاصداء  أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية في الحنطة ومحاصيل الحبوب الأخرى في جميع أنحاء العالم ، وهذه الامراض منتشرة على نطاق واسع في مناطق زراعة الحنطة. يمتلك المسبب المرضي القدرة على تكوين سلالات جديدة ، يمكن للصدأ أن يهاجم حتى الأصناف المقاومة من قبل. تمتلك أمراض الاصداء القدرة على الانتشار لمسافات طويلة عن طريق تكون الأبواغ التي تحملها الرياح ويمكن أن تتطور بسرعة في ظل الظروف الجوية المثلى.

هناك ثلاثة انواع من امراض الاصداء  تصيب على الحنطة هي صدأ الأوراق (المعروف أيضًا باسم الصدأ البني أو الصدأ البرتقالي المتسبب عن الفطر  Puccinia.triticina ، والصدأ المخطط او الصدأ الأصفر المتسبب عن الفطرP. striiformis ، وصدأ الساق الأسود المتسبب عن P.graminis. مرض صدأ الأوراق هو الأكثر حدوثًا وانتشارا ويمكن لأي من هذه الأمراض أن تصيب وتسبب خسائر كبيرة في الغلة إذا لم تتم إدارتها بشكل مناسب. تتميز امرض الصدأ بقدرتها على الانتشار السريع وتقليل الحاصل وجودته. وهذا يتوقف على مدى حساسية الصنف ، وسلالة العامل الممرض الموجود ، وتوقيت الإصابة ، والظروف الجوية المناسبة لتطور الاصابة. يعتمد الضرر الذي يلحق بالمحصول على مرحلة النمو في وقت الإصابة والمستوى العام لشدة المرض . تلعب درجة الحرارة دوراً مهماً في حدوث الإصابة وتطورها، ولكل نوع من أنواع الصدأ درجة حرارة مفضلة ، صدأ الأوراق تناسبه درجات حرارة من 18 إلى 22 م وصدأ الساق تناسبه درجات حرارة من 25 إلى 35 م والصدأ الأصفر تناسبه درجات حرارة من 10 إلى 15 م ± 2 م ويكون للفرق الواسع بين درجة حرارة الليل والنهار دور كبير في حدوث الإصابة بالصدأ الأصفر خاصة في حالة توافر الدرجات القصوى لحدوث وتطور الإصابة بالصدأ الأصفر والتي تتراوح ما بين 23-25 م.

عادة ما يكون للمستويات العالية من المرض قبل أو أثناء الإزهار التأثير الأكبر على المحصول. يسبب الصدأ خسائر عن طريق تقليل عدد الحبوب وحجم الحبوب في السنبلة ، وزن الحبوب ومحتوى البروتين فيها. في مرض صدأ الساق  قد تنجم خسائر إضافية اصابة السيقان مما  قد يسبب في اضطجاع النباتات. ومع ذلك ، لسنوات ، أدى الاستخدام الواسع النطاق للأصناف المقاومة للصدأ إلى الحد بشكل كبير من الخسائر الناجمة عن صدأ الأوراق والساق. مرض الصدأ أكثر ضررًا على الأصناف المتأخرة النضج في السنوات التي يستمر فيها الطقس البارد الرطب لفترة طويلة من الزمن  . تمتلك الفطريات المسببة لأمراض صدا الساق الاسود وصدا الورقة الي البرتقالي والصدا الاصفر العديد من السلالات الفسيولوجية التي تم تحديدها من خلال ردود أفعالها على مجموعة ثابتة من أصناف الحنطة تعرف بالأصناف التفريقية . تم تطوير نظام لتتبع مئات السلالات و قد يكون أي صنف اواي تركيب وراثي من الحنطة  مقاومًا أو متحملا لنوع من مسببات الصدأ ، ولكن لا يوجد صنف مقاوم لجميع مسببات  الاصداء الثلاثة. تظهر سلالات جديدة كل بضع سنوات من هذه الفطريات ، مما يتسبب في إصابة الأنواع المقاومة سابقًا للمرض. يتراوح العمر الافتراضي للصنف المقاوم للصدأ عادة من 2 إلى 4 سنوات .

ساهمت عوائل ثانوية جديدة لإحداث سلالات وراثية جديدة لهذا الفطر ومنها نبات البونيكام الذى دخل منذ حوالى ثلاثة أعوام كمحصول علف جديد وترتب على ذلك ظهور لسلالات الفطر المسبب للصدأ الأصفر وإنتاج سلالات تحمل صفة الشراسة المرضية والتى يمكن تصيب المحصول قبل موعد الإصابة بشهر مبكرا ويمكن ان يساهم ذلك في سرعة وبائية المرض على فى معظم الاصناف المنزرعة         وكذلك ابات البلوبانيك كمحصول علف جديد والذي يعتبر من العوائل الثانوية الجديدة والتي ممكن تساهم في إنتشار الفطر بصورة وبائية فى مناطق زراعة الحنطة وحدوث خسائر شديدة . الفطريات المسببة لأمراض الاصداء طويلة دورة الحياة وثنائية العائل تتميز بتكوين خمسة اطوار  و خمسة أنواع من السبورات وحسب التسلسل هي: الطور التيليTelial stage (Teliospore) و الطور البازيدي Basidial stage (Basidiospore)  و الطور البكني Pycnial stage (pycniospre والطور الايشي Aecial stage (Aeciospore)  والطور اليوريدي     Uredial stage (Urediospore)

اهم التوصيات الفنية لمنع تكرار وإنتشار المرض بصورة وبائية

1-    زراعة الأصناف المقاومة والتي تتميز بالثبات لفترة طويلة تحت ظروف الحقل

2-    ايضا لابد من تغيير الاصناف دوما والا يزيد عمر الاصناف لدى المزارع عن خمس سنوات وإحلاله بأصناف جديده باستمرار للتغلب على السلالات الفسيولوجية الأكثر ضراوة وشده مرضيه  والتى تكسر جينات المقاومة

3-    خلط الاصناف المزروعة يعد اجراء فعال في السيطرة على المرض

4-    البحث عن مصادر جينات المقاومة جديده وإدخالها برنامج تربية الحنطة بالتعاون مع الهيئات العالمية و المراكز العالمية المهتمة

5-    فى ظل التغيرات المناخية وشده الإصابة يفضل استبعاد اغلب الاصناف التي ظهرت عليها الإصابة وإحلالها بسلالات وأصناف مقاومة

6-    استخدام المبيدات المتخصصة لمكافحة الصدأ والمسجلة والموصى بها من قبل وزارة الزراعة وذلك في حالة تفشي المرض وانتشاره للحد من انتشاره وتطور الإصابة لتقليل الفاقد إلى أقل مستوى ممكن ويجب سرعة إجراء الرش بالمبيدات الموصي بها لمنع انتشار المرض .

7-    تجنب زراعة العوائل النباتية الجديدة والتي ممكن ان تساهم كعوائل ثانوية جديدة لإحداث وسلالات وراثية جديدة لهذا الفطر مثل البونيكام  وكذلك ونبات البلوبانيك والتى تعتبر عوائل ثانوية جديدة.

8-    استخدام اجهزة التنبيه المبكر من الجهات البحثية المعنية وتوعية المزارعين بضرورة الفحص الدوري لحقول القمح والتبليغ عن الإصابات ورشها فوراً.

9-    المكافحة الكيماوية باستخدام احد المبيدات المتخصصة