تكنولوجيا البذور: الأهمية والتطبيق

تكنولوجيا البذور: الأهمية والتطبيق

أ.م.د. أحمد جياد علي

قسم المحاصيل الحقلية / كلية الزراعة / جامعة الانبار

      تبرز أهمية تكنولوجيا البذور من خلال كونها تؤسس للطرق العلمية لأنتاج البذور وعمليات الحصاد والاختبارات والتعبئة والخزن والتسويق، حيث ان الهدف من هذا العلم هو تجهيز بذور ذات نوعية عالية ، وهذا يعني بذور الأصناف عالية الغلة ، والأصناف المقاومة للأمراض والحشرات بالإضافة الى زيادة الانتاج الزراعي عن طريق توفير البذور عالية النوعية و ضمان سرعة تكثير بذور الأصناف المرغوب فيها كما ان هذه التكنلوجيا ستوفر البذور في الوقت المناسب ، أي قبل وقت كاف من موسم الزراعة و بأسعار مناسبة.

    تحول تركيز العالم الحديث من "ماذا ينتج؟" الى "ماذا وكيف ينتج؟" ، او من "ماذا نتعلم؟" الى "ماذا وكيف نتعلم؟" ، لأن المعلومات تتغير ، فلا جدوى من تخزينها في عقولنا مقارنة باكتساب مهارات التفكير والبحث وتحديد وحل المشاكل. أن قوة التكنولوجيا فى إدارتها وتوظيفها وليس فى امتلاكها. ومن هنا انبثق تعريف التكنولوجيا بانها طريقة للتفكير وحلول للمشاكل من خلال الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته ، اي أنها وسيلة وليست نتيجة.

     يصب اهتمام تكنولوجيا البذور بدراسة عمليات إنتاج وتسويق البذور ، أي دراسة عمليات النضج ما بعد الحصاد وعمليات خزن البذور والمحافظة على أصناف البذور من ظروف الخزن والنقل والأعداد لإنتاج بذور سليمة صالحة وبنسب عالية للزراعة ، مما يعني ان البذور عالية الجودة تعد أحد أهم المدخلات لتطور الزراعة أن لم تكن هي الاهم أصلاً فالغرض الاساسي من خزن البذور هو الاحتفاظ بالبذور من موسم الى عدة مواسم و تمر البذور بعدة مراحل قبل خزنها هي الحصاد- التجفيف- التنظيف- التعفير- التعبئة ثم الخزن. وفي كل هذه المراحل يجب ان يؤخذ بالحسبان بان هذه البذور تحتوي على اجنة تنتظر دورها في النمو لتكملة موسم اخر وهي ذات نوعية جيدة ولا يمكن خزن بذور هذه النوعية الا اذا اجتازت المخاطر التي تمر بها في جميع المراحل السابقة.

    تكمن قوة البذور ونسبة الانبات في اعلى نسبة لها في مرحلة النج الفسيولوجي ثم يبدأ التدهور يستمر مع الزمن الى ان تموت البذور ويمكن تقليل التدهور الى الحد الادنى ولكن لا يمكن ايقافه نهائيا لان مرور الزمن هو عمر كل كائن حي ومع مرور الزمن يحدث التدهور فيمكن ان تموت البذور بعد عدة اسابيع من النضج ويمكن ان تبقى تحتفظ بحيويتها لعدة سنوات اذا ما توفرت لها الظروف المثالية للخزن اما بالنسبة لعمر البذرة فهو متباين حسب النوع كما ان للظروف الجوية والبيئية التي تمر بها قبل الخزن لها الاثر الفعال في القابلية الخزنية وهنا لابد من التطرق الى تنشيط البذور الذي هو من المعاملات الشائعة لتقليل الوقت بين زراعة البذور وبزوغ البادرات ، إذ يؤدي الى تسريع وتجانس الانبات والبزوغ الحقلي ، فضلاً عن تحسين التأسيس الحقلي (الحصول على الكثافة النباتية المثلى) تحت مدى واسع من الظروف البيئية ، وتقليل منافسة الأدغال وضرر الإصابة بالآفات الزراعية الأخرى والتبكير والتجانس في النضج مما يترتب علية تقليل الضائعات أثناء الحصاد وبالتالي زيادة في الحاصل. فتمكن نباتات الخضراوات ونباتات الازهار وبعض المحاصيل الحقلية من الحصول على اكثر ما يمكن من رطوبة التربة والمواد الغذائية والاشعاع الشمسي والنضج المبكر للوصول الى اقصى حاصل ممكن وأفضل نوعية الا انه لا يزيد من مجموع الانبات (الانبات الكلي) .