دعم نمو المحاصيل بالتغذية الورقية

دعم نمو المحاصيل بالتغذية الورقية

  

بشرى فتيخان نجم عبد الله

قسم المحاصيل الحقلية

تعتبر التغذية الورقية من الأساليب الحديثة التي تم تبنيها لتزويد النباتات بالعناصر الغذائية اللازمة لنموها المستمر ولتحقيق التحسين الكمي والنوعي في المحصول. يتم امتصاص جميع العناصر الغذائية التي تم رشها على الأوراق المختلفة ، وهذه الأوراق تتغذى بصورة كاملة على العناصر الغذائية والمعادن التي تدعمها.

تعتمد التغذية الورقية على إمداد النبات بالعناصر الغذائية الضرورية من خلال رش الجزء الخضري من النبات والذي له القدرة على امتصاص هذه العناصر من خلال الثغور المنتشرة على سطوح الورقة العلوية والسفلية.

متى تستخدم التغذية الورقية:

بشكل أساسي ، لا يمكن استخدام التغذية الورقية كبديل ناجح للأسمدة الأرضية "التي يتم أخذها عادةً من خلال أنظمة الجذر ، ومع ذلك يمكن أن يكون لها تأثير معزز على الحالة التغذوية للنبات ، خاصة في حالة العناصر الصغرى التي يحتاجها النبات بكميات صغيرة ، أو تلك العناصر التي من المتوقع أن يتأثروجودها وجاهزيتها سلبًا بعوامل التربة. قد يكون التطبيق الورقي (التغذية الورقية ) لمغذيات معينة ضروريًا في الحالات التالية :

أولاً: خلال مراحل النمو تتعرض النباتات لفترات حرجة حيث لا تتمكن من الحصول على العناصر السمادية اللازمة للنمو على الرغم من توفر هذه العناصر في التربة . قد يكون هذا بسبب بعض العوامل التي تؤثر سلبا على مدى استفادة النبات من العناصر الغذائية المتاحة ، عن طريق امتصاصها واستقلابها ونقلها إلى أجزاء تخزين مختلفة مثل الثمار والدرنات واللوز والجذور والفروع والبراعم الصغيرة ، مما يؤثر سلبًا في النهاية على كمية المحصول وجودته وجودة تسويقه وصلاحيته.

ومن أهم هذه العوامل:

نوعية وطبيعة التربة التي تزرع فيها النباتات على سبيل المثال ، تكون العناصر الموجودة في الأراضي الرملية والجيرية على شكل مركبات يصعب امتصاصها من خلال الجذور وهذا يتطلب إضافة كميات كبيرة من الأسمدة إلى هذه التربة لتلبية احتياجات النباتات في حالة تسميد الأرض. على سبيل المثال نجد أن هناك صعوبة في تسهيل العناصر الحديدية. وكذلك الزنك والمنغنيز عند إضافتهما إلى الترب القلوية المحتوية على نسبة عالية من كربونات الكالسيوم.

- تغير الظروف المناخية والبيئية خلال دورة حياة النبات.

ثانياً: وجود عناصر في التربة بشكل غير قابل للامتصاص نتيجة لتأثير بعض العوامل المؤثرة وخاصة درجة حموضة التربة ،التي يسبب ارتفاعها في تثبيط العناصر الموجودة في التربة ، وخاصة الفوسفور والعناصر الاثرية.

ثالثًا: عندما تمر النباتات بمراحل نمو حرجة.  نجد أنه خلال مرحلة الإثمار تتضخم احتياجات النبات من البوتاسيوم ، الذي يتعارض مع المغنيسيوم ، ونظراً لحاجة النبات الكبيرة للمغنيسيوم،  لذلك يجب إضافة المغنيسيوم كرذاذ.

رابعًا: عند تعرض جذر النبات لأي عوامل ضارة مثل :-

- انخفاض درجة الحرارة مما يؤدي إلى إبطاء حركة الماء من الأرض إلى أجزاء الهواء.

- سوء تهوية التربة نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما يؤدي إلى صعوبة إدارة المحاصيل.

- ارتفاع نسبة ملوحة التربة إلى الحد الذي يؤدي إلى تحديد امتصاص الجذور.

إصابة الجذور بأمراض التربة وخاصة النيماتودا مما يؤدي إلى عدم الكفاءة في امتصاص العناصر الغذائية.

- في حالة عجز الجذور عن إمداد النبات باحتياجاته من العناصر الغذائية خاصة خلال مرحلة النمو الأولى مثل مرحلة الشتلات نتيجة عدم وجود نظام جذر حيث لا تكون جذور الشتلات فعالة في امتصاص الماء والعناصر من التربة.

- في حالة قطع الجذور نتيجة هجوم الحشرات أو الآلات الزراعية.

- في حالات النقص الشديد مما يؤدي إلى تلف الجذور.

خامساً: في حالة ظهور أعراض نقص العناصر أو أحد العناصر خلال إحدى مراحل النمو وضرورة العلاج السريع.

سادساً: في حالة انخفاض كفاءة مغذيات التربة بسبب وجود الادغال.

مزايا التغذية الورقية:

أولاً: التغذية الورقية من أسهل الطرق وأكثرها ملاءمة لامتصاص العناصر الغذائية. تجدر الإشارة إلى أن امتصاص العناصر الغذائية من خلال التغذية الورقية يحدث بسرعة كبيرة. تنعكس استجابة النبات في غضون 2-7 أيام ، اعتمادًا على نوع وطبيعة النبات وشدة نقص العناصر الغذائية على النبات.

ثانيًا: تعتبر التغذية الورقية من أكثر الوسائل فعالية للحفاظ على صحة النبات وإنتاجيته على المدى الطويل. لى الرغم من حدوث فترات الإجهاد والمراحل الحرجة ، فإن التغذية الورقية تضمن التصحيح السريع لحالة تغذية النبات والقضاء على مظاهر نقص العناصر الدقيقة مثل اصفرار الأوراق والبقع والعقد الضعيفة.

ثالثاً: من خلال التغذية الورقية يمكن زيادة سطح الأوراق مما يؤدي إلى زيادة حجم وجودة الثمار.