ا.م.د. سالم حسن صالح

قسم وقاية النبات

السموم الفطرية هي مجموعة من المواد الكيميائية شديدة السمية التي تنتجها الفطريات الخيطية السامة والتي عادة ما تنمو على الكثير من المحاصيل. هذه السموم يمكن أن يتم إنتاجها قبل إجراء عملية الحصاد للمحاصيل ويمكن أن تتزايد بشكل كبير بعد عملية الحصاد اذا كانت ظروف التخزين غير جيدة وملائمة لنمو ونشاط الفطريات حيث تنمو وتنتج المزيد من السموم. بحلول عام 2030 من المقدر ان يصل التعداد السكاني في العالم 8.6 بليون نسمة وحوالي 842 مليون شخص سيعانون من سوء التغذية وسيواجه الامداد الغذائي تحديا متزايدا خلال العقود القادمة . هناك إعتقاد بأن تغير المناخ يمكن أن يؤثر في إصابة المحاصيل بالفطريات السامة، ونمو هذه الفطريات وكذلك إنتاج السموم الفطرية. لذا فمن الضروري أن نفهم ما هي التغيرات التي يمكن توقعها من أجل إعداد أنفسنا بشكل أفضل للتعامل مع هذه المشكلة. على سبيل المثال يمكن للفطر السام Aspergillus flavus  من النمو في درجات حرارة عالية وظروف جفاف . ويعد النمو الجيد للفطر Aspergillus flavus  في حرارة عالية وظروف جافة معضلة متوقعة وناشئة بشكل رئيسي في حوض البحر الابيض المتوسط والمناطق المعتدلة . على سبيل المثال لوحظت اثار تغير المناخ في صربيا حيث لم يكن هناك اي تلوث سابقا لكن الطقس الحار والجاف خلال عام 2012  سبب تلوث 69% من محصول الذرة بالافلاتوكسينات. حالة مشابهة ظهرت في هنغاريا حيث ازاد التلوث بالافلاتوكسين الذي ربما يكون بسبب التغير في الظروف المناخية . بالفعل توجد العديد من التقارير التي تفيد بأن الصيف الحار في أوروبا شهد وقوع مشاكل لنمو وسيادة أنواع مكان أنواع أخرى، مثال فطر (F. culmorum) الذي استبدل بفطر (F. graminearum) نظرا للتغيرات المناخية. السلالات الفطرية الأوروبية من هذا النوع عادة ما تنتج (Nivalenol (NIV)) ومن المتوقع في ظل التغيرات المناخية سيادة فطر (F. graminearum)، على الأنواع المسببة للأمراض النباتية وربما تحدث تحولات في التلوث بسموم (NIV/ZER) إلى (DON/ZER) وذلك نظرا للتغيرات المناخية في أوروبا وآسيا.

في المقابل، لم يحدث هذا في الأمريكيتين بوجود السلالات الأكثر انتشارا (F. graminearum) والتي تنتج للسم (DON) على درجات حرارة أعلى من 28 درجة مئوية، ومع ذلك، سادت وبقوة أنواع (Liseola) . ضمن اكبر مصدرين للاغذية في العالم بلدان مثل البرازيل والارجنتين واجزاء من اسيا بما في ذلك الصين والهند, تم تحديدها على انها بقع ساخنة لتغيرات مناخية قادمة، ومن منظور الامن الغذائي يجب ان تكون التنبؤات اكثر دقة لحجم تأثيرات التغير المناخي على إنتاج السموم الفطرية وبالتالي ضمان امن غذائي مستدام.