الترب الملحية

الترب الملحية

  الاستاذ الدكتور أكرم عبد اللطيف حسن الحديثي

قسم التربة والموارد المائية

 وهي الترب التي تحتوي على تراكيز من الأملاح الذائبة بكمية تؤدي الى اضرار في نمو المحاصيل، وقد تعرف على أنها الترب التي تزيد فيها الايصالية الكهربائية (EC) (Electrical Conductivity) لمستخلص عجينة التربة المشبعة عن 4 ديسي سيمنز م-.1. تتكون مثل هذه الترب في المناطق الجافة وشبه الجافة والتي يقل فيها معدل الأمطار السنوي عن 100-150 ملم. تعد الملوحة أحد اهم العوامل الرئيسية المعرقله للتطور الزراعي وذلك للتأثير السلبي لملوحة التربة في انتاج معظم المحاصيل الزراعية، كما انها تؤثر في خصائص التربة الكيميائية والفيزيائية. وتختلف مساحة الترب المتأثرة بالملوحة من بلد الى آخر اذ تصل نسبة الاراضي المتملحة في العالم حوالي7%، وتزيد في العراق عن نسبة 50% من مساحة الاراضي الصالحة للزراعة. زيادة التبخر والنتح Evapotranspiration)) تحت ظروف الجفاف عامل اساسي في تجمع الأملاح في مقد التربة. وبهذا ينشأ ما يسمى بالأراضي المتأثرة بالأملاح. وقد يزداد تركيز الأملاح في محلول التربة وفي هذه الحالة تسمى التربة الملحية Saline soil)) بينما إذا احتوى محلول التربة على زيادة في الأملاح بالإضافة إلى زيادة الصوديوم المتبادل سميت الأرض بالقلوية أو الصوديومية Sodic or Alkali)). وتتكون الأملاح الذائبة عادة من الصوديوم والكالسيوم والمغنسيوم والكلوريدات والكبريتات بصفة أساسية ومن البوتاسيوم والبيكربونات، والنترات، البورون بصفة ثانوية. ويرجع التأثير الضار لتراكم الأملاح الذائبة في نمو النبات إلى التأثير الكلي لتركيز الأملاح في محلول التربة وهذا يؤدي إلى زيادة الضغط الازموزي لها وبالتالي قد تنعدم حركة الماء إلى النبات، او عن طريق التأثير النوعي للأملاح وهو تأثير نوع معين من الأملاح في النبات سواء عند تركيز مرتفع أو منخفض، فمثلا يعتبر تأثير البورون في نمو النبات تأثيرا نوعيا إذ يؤثر في نمو كثير من النباتات إذا زاد تركيزه عن واحد جــزء بالمليون في محلول االتربة وكذلك زيادة تركيز عنصر الصوديوم يؤدي إلى الإضرار بالنبات. ورغم أن تجوية المعادن الأولية تعتبر المصدر الرئيسي للأملاح في التربة، ألا أن الملوحة تنشأ كنتيجة لانتقال الأملاح بواسطة الماء من مكان إلى آخــر ثم تجميعها نتيجة لظروف بيئية معينة. ويمكن أن نجمل مصادر الأملاح في التربة بتجوية المعادن المكونة لمادة الأصل او وجود طبقات غير منفذه أو ضعيفة النفاذية فان ذلك يعوق حركة الماء إلى أسفل مما يساعد على تراكم الأملاح في مثل هذه الأراضي. وان ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة التملح ويرتبط تمليح التربة ارتباطا وثيقا بدرجة الحرارة، ويظهر هذا الأثر في كثير من الترب نتيجة لدرجة الحرارة العالية كترب العراق حيث يتكون ما يعرف بالتملح الثانوي، وخصوصا إن كميات الأمطار قليلة. وعموما كلما زادت درجة الحرارة كلما أدى ذلك إلى نشاط الخاصية الشعرية، أي ارتفاع المياه الجوفية خلال مقد التربة، وتسمى الملوحة في هذه الحالة بالملوحة الثانوية (Secondary Salinization) وعادة يسبب سوء الري واستعمال مياه بها تركيز مرتفع من الأملاح إلى تكوين الملوحة الثانوية، ولزراعتها يجب التخلص من هذه الأملاح بالغسيل بمياه غير مالحة للوصول إلى تركيز من الأملاح أقل 4 ديسي سيمنز م-1. تعد طرق معالجة الملوحة التقليدية مثل الغسل السطحي للاملاح، وعملية قشط سطح التربة، والغسل باستخدام المياه فقط لا تجدي نفعاً؛ وذلك لسعة رقعة الاراضي المالحة فضلا عن تكلفة المعالجة العالية فضلا عن الوقت والجهد واستخدام كميات كبيرة من المياه كما تحتاج الى أنشاء شبكات بزل كفؤه.  ظهرت في الآونة الاخيرة كثير من مركبات معالجة الملوحة منها الكيميائية والعضوية، وذات اسماء تجارية متعددة وأصبح التنافس عليها كبير بين الشركات المصنعة لما تضيفه من تأثير ايجابي في خفض تأثير الاملاح في التربة وتحسين خصائص التربة الكيميائية وخفض نسبة الصوديوم الممتز. لجأت الدراسات الحديثة الى استخدام بعض المركبات الكيميائية والعضوية لدراسة تأثيرها في خفض الاملاح من مقد التربة بعملية كيميائية كالتبادل الايوني (الازاحة والاحلال)، ومن هذه المركبات هي الجبس الفوسفاتي والاحماض الدبالية وقد استخدمت بأضافتها مباشرةٍ الى التربة واعطت نتائج جيدة وذلك من خلال خفض نسبة الصوديوم الممتز للترب المالحة.