تدعيم الجهاز المناعي طبيعيا بالنباتات الطبية

تدعيم الجهاز المناعي طبيعيا بالنباتات الطبية

 

أ.م. د. مصطفى رياض محمد الشاهين 

  

مع انتشار فيروس كورونا ومحاولات الوقاية منه، زاد الاهتمام بالطرق المختلفة لتقوية المناعة. في المقال التالي أهم النصائح التي يسهل اتباعها من أجل مناعة أقوى.

للنباتات الطبية اهمية بالغة منذ القدم فقد كان القدماء يستعملونها لمعالجة الامراض عن طريق اخذ النباتات البرية او اجزاء منها بصورتها الطبيعية , فمن نعم الله سبحانه وتعالى ان خلق الانسان وخلق معه النبات ليكون له الغذاء والدواء في نفس الوقت. تنقل لنا المصادر التاريخية القديمة استخدام السومريين للنباتات الطبية للتداوي من الامراض المختلفة ثم ورث منهم هذا العلم البابليون والاشوريون بعدهم.

في زمن كورونا يحتل الاهتمام بجهاز المناعة سلم الأولويات للدور الكبير الذي يلعبه في مقاومة الجائحة وحماية الجسم. في هذا التقرير نعرض أهم النصائح للتمتع بمناعة قوية قادرة على حماية الجسم من الأمراض دون اللجوء الى المستحضرات الكيميائية والاكتفاء بالنباتات الطبية المتوفرة والتي تحتوي على كميات كافية من المعادن والفيتامينات التي تشكل الدعامات الاساسية لعمل الجهاز المناعي في جسم الانسان.

ان جسم الانسان هو عباره عن منظومة متكاملة من الاجهزة التي تعمل بشكل متواصل دون توقف من اجل ديمومة الحياة واستمرارها وبالتالي فلا يمكن ان يهمل عضو منه على حساب عضو اخر فعند استخدام المستحضرات الكيميائية من اجل تدعيم الجهاز المناعي بدون وصفة الطبيب فنحن نعرض الكلية والكبد لخطر التسمم والتلف وبالتالي نقع في مشكلة اكبر واخطر حتى من فايروس كورونا, لذلك سنتطرق الى بعض النباتات الطبية المتداوله محليا والتي لها محتوى جيد من المعادن والفيتامينات التي تلعب دورا اساسيا في تقوية وتدعيم الجهاز المناعي. يلعب جهاز المناعة دورا هاما في الحفاظ على صحة الجسم وحمايته من السموم والالتهابات، الأمر الذي يجعل من تعزيز قوة هذا الجهاز أمرا ضروريا، خصوصا في فصل الشتاء مع تفشي الأمراض. ومن الضروري خلال سعينا لتدعيم جهازنا المناعي أن نتناول مجموعة من الأغذية، وتبني نظام غذائي متوازن، بحيث يكون الجسم جاهزا لتلقي ضربات الفيروسات والسموم والبكتيريا عندما تهاجمه.

وينصح خبراء التغذية أن تتم تقوية الجهاز المناعي من خلال التغذية  بدلا من اللجوء إلى الأدوية والعقاقير، حيث يمكن أن تعزز القائمة التالية من الفيتامينات والمعادن من حصانة الجهاز المناعي:

 فيتامين C   أقوى الفيتامينات تصدياً" لفيروس كورونا

 وسط السباق المحموم لإيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد أو التوصل لعلاج فعّال، أجريت في الصين تجربة تعتمد على فيتامين سي ونتائجها تبدو واعدة. يساهم الفيتامين سي في منع العدوى أو تقصير مدة المرض، كما يعزز مقاومة الجسم, وتعد الحمضيات مصدرا رئيسيا للفيتامين "سي"، علما أن هناك مصادر أخرى له مثل السبانخ والكرنب والفلفل البارد والفراولة والزعترولأن الفيتامين سي سرعان ما ينقضي مفعوله بفعل الحرارة، فيفضل عدم الإكثار في طبخ الخضروات وإنما لدقائق معدودة، كما ينصح بتناول الليمون كعصير عوض شربه في الشاي أو سخناً مع العسل كما هو شائع عند الإصابة بنزلات البرد.

 فيتامين D

الآلاف من الدراسات على مدى العقد الماضي تظهر الفوائد الصحية عندما يحسن شخص تناول فيتامين (د). هذه الدراسات تخبرنا أن أولئك الذين يعانون من مستويات أعلى من فيتامين (د) في دمهم لديهم مخاطر أقل للنوبات القلبية وسرطان الثدي وسرطان القولون والتصلب المتعدد، النوع الأول والنوع الثانى من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم وغيرها من المضاعفات الصحية, يسبب نقص الفيتامين "د" مشاكل صحية عديدة تطال العضلات  والجهاز المناعي، هذا إلى جانب هشاشة العظام، والشعور بالإرهاق على نحو مستمر. يعتبر فيتامين د واحدا من الفيتامينات الضرورية لبناء الجسم، ويتلخص دوره في عملية امتصاص الجسم للكالسيوم المفيد للعظام وتحسين أداء وظائف الجسم المختلفة كما ان فيتامين د يساعد على نمو العظام بشكل سليم وحمايتها من التعرض للكسور، كما أنه يحمي الجهاز المناعي ويساعده على أداء وظائفه بكفاءة في الجسم، ممّا يقيه من الإصابة بالعديد من الأمراض كالسرطان، ويزيد من إفراز الإنسولين بالجسم، مما يحافظ على المستوى الطبيعي للسكر بالدم، ويساعد بالحفاظ على مرونة الأوعية الدمويّة، وصحة الدماغ ويقوي الذاكرة ويمكن تعويض النقص في "فيتامين د" عن طريق تناول المكملات ضمن الجرعات التي يوصي بها الأطباء، هذا إلى جانب الإكثار من تناول الأسماك الدهنية والمأكولات البحرية فهي من بين أعلى الأطعمة المحتوية على فيتامين د، كما يمكن الحصول عليه من حليب الصويا، وفول الصويا والجبن وصفار البيض وعصير البرتقال والشوفان والحبوب المدعمة كالقمح والشعير والذرة.

الحديد

للحديد دور هام في مساعدة الجسم على نقل الأوكسجين إلى الخلايا، كما أنه عنصر رئيسي في عمليات الجهاز المناعي، ويتسبب نقصه في فقرالدم وما يرافقه من أعراض مثل الصداع  والضعف العام وضيق التنفس.

وبمقدور الاغذية تأمين كميات مهمة من الحديد مثل اللحوم الحمراء والدجاج والسردين والتونة، كما أنه يوجد في الفاصوليا والبروكلي والكرنب والحبوب الكاملة.

  الزنك

تكمن أهمية الزنك بكونه عنصرا ضروريا لإنتاج الخلايا المناعية، حيث يمثل المحار والسلطعان واللحوم الخالية من الدهون والألبان والفاصولياء والحمص مصدرا غنيا لهذا العنصر الحيوي.ان النقص الحاصل في الزنك ممكن أن يؤدي الى الاصابة بالالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى التي يمكن أن تكون قاتلة. وعلى هذا الاساس، أكد العلماء أن الزنك مهم للغاية لعمل الجهاز المناعي الطبيعي لأنه يسمح للجسم بالتكيف بسرعة مع التأثيرات الخارجية ويساعد في الحماية من العديد من الفيروسات. يذكر أن نقص الزنك غالبًا ما يُلاحظ عند كبار السن الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

هذا وللموضوع بقية ان شاء الله في مقالات قادمة.