معنى التعريب والموقف منه والأسس التي يقوم عليها ودلائل معرفته

معنى التعريب والموقف منه والأسس التي يقوم عليها ودلائل معرفته

أ.د. حليم حماد سليمان

قسم اللغة العربية

كلية التربية الأساسية / حديثة- جامعة الأنبار

 

معنى المعرب :

في اللغة : مأخوذ من الفعل ( عرب ) قال  الجوهري  : وتعرّب أي تشّبه بالعرب ، وتعرّب بعد هجرته أي صار أعرابياً ... والتعريب : التكلّم عن القوم ، ويقال : عرّب عنه إذا تكلّم بحجّته ... وتعريب الاسم الأعجمي : أن تتفوّه به العرب على منهاجها ...

أما في المعنى الاصطلاحي فهو (( ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها )) ، والدخيل هو كل ما دخل العربية من مفردات أعجمية في أي عصر من العصور ، في عصر الاحتجاج أو بعدها.

موقف اللغويين من وقوع المعرّب في القرآن الكريم:

لا خلاف بين العلماء من وقوع المعرّب في الحديث النبوي الشريف وفي اللغة، لكن الخلاف قد وقع في وجوده في القران الكريم وفي ذلك أقوال :

الأول : الإثبات:

فقد كان الصحابة والتابعون رضي الله عنهم يدركون وقوع الكلام غير العربي في القرآن الكريم، مثل : الطور سريانية ، والفردوس رومية ، ومشكاة حبشية وغير ذلك.

والثاني: الإنكار:

وهذا مذهب أبي عبيدة معمر بن المثنى ، إذ يقول : (( من زعم أنّ في القران لساناً سوى العربية فقد أعظم على الله القول ))

لقوله تعالى : ((إنّا جَعَلناهُ قُرآناً عَرَبياً ))  ، وقوله تعالى : (( بِلِسانٍ عَربِيٍّ مُبِينٍ )) .

وعلى الرغم من إنكار أبي عبيدة لوقوع المعرّب في القران الكريم ، إلّا أنّه كان متحفظاً من كلامه ،إذ قال: (( وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد ، وأحدهما بالعربية ، والآخر بالفارسية او غيرهما ، فمن ذلك الاستبرق ، وهو الغليظ من الديباج ، وهو استبره بالفارسية أو غيرها )).

والثالث: التوسط :

وهذا مذهب أبي عبيد القاسم بن سلاّم ، اذ صدّق القولين معاً ؛ لأن هذه الكلمات أصولها أعجمية ، إلاّ أنّها دخلت العربية فحوّلت من ألفاظ أعجمية إلى عربية ، فصارت عربية ، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الكلمات بكلام العرب، فمن قال : إنّها عربية فهو صادق ، ومن قال : عجمية فهو صادق ،فهي عجمية باعتبار الأصل ، وعربية باعتبار الحال .

الأسس التي يقوم عليها التعريب هي :

1.بناء الكلمة:                         

إذا كانت بنية الكلمة الأعجمية شبيهة بالعربية، فلا يجري عليها تعديل في البناء ، وإذا لم تكن شبيهة فإنها تعدّل ، يقول سيبويه: ((اعلم أنّهم مما يغيّرون من الحروف الأعجمية ما ليس من حروفهم البتّة ، فربما ألحقوه ببناء كلامهم وربما لم يلحقوه ، فأما ما ألحقوه ببناء كلامهم فدرهم ألحقوه ببناء هجرع ، وبهرج ألحقوه بسلهب ... وربما غيّروا حالة عن حالة في الأعجمية مع إلحاقهم بالعربية غير الحروف العربية ، فأبدلوا مكان الحرف الذي هو للعرب عربياً غيره ، وغيّروا الحركة ... وإنّما دعاهم إلى ذلك أنّ الأعجمية يغيّرها دخولها العربية بإبدال حروفها ، فحملهم هذا التغيير على أن أبدلوا وغيّروا الحركة ... )) .

2ـ إبدال الحروف في الكلمة المعرّبة:

وذلك من خلال إبدال صوت عربي بالصوت غير العربي على أن يكون الصوت العربي البديل أقرب من حيث المخرج إلى الصوت غير العربي، فالصوت الذي بين الجيم والكاف (گ)استبدل به صوت الجيم العربية ، أو صوت الكاف ، أو صوت القاف ، فقالوا : (الكربج)و (القربج )و (القربق) .

قواعد معرفة المعرّب:

1- النقل من اللغويين عن الاعاجم.

2- الخروج عن أوزان العربية مثل : إبريسم.

3- ما كان أوله (نون) وتلته راء مثل: نرجس، نرسيان (نوع من التمور).

4- اجتماع الصاد والجيم، مثل : الإجاص والصنجة والجص والصولجان .

5- اجتماع الجيم والقاف ، مثل : المنجنيق والجرامقة ( قوم بالموصل ) ، والقبج (طائر).

6- ما كان آخره ( زاياً ) وقبلها( دال) كالمهنذر فإنّه معرّب (مهندس).

7- اجتماع السين والذال ، مثل : الساذج.

8- اجتماع الطاء والجيم ، مثل: الطاجن ،وشذ عنها نحو : الجلط ، وطبج ، وتطنّج.

9- ليس في كلام العرب شين بعد لام ، بل يجب أن تتقدم الشين على اللام.

10- لا يركب لفظ عربي من باء وسين وتاء : مثل بست (بلدة أعجمية)، و(السبت).

11- اجتماع الجيم والتاء في كلمة واحدة ، وخلو هذه الكلمة من حروف الذلاقة ( الراء، واللام ، والنون )مثل : جبت.

12- إذا كانت الكلمة رباعية أو خماسية خالية من حروف الذلاقة ( الباء ، والراء ،والفاء ، واللام ، والميم ، والنون ) مثل: عقجش .

13.لايوجد في كلام العرب دال بعدها ذال إلا قليل ،ولذلك امتنع البصريون أن يقولوا بغداذ.