البلـورات السائلــة

البلـورات السائلــة

   البلـورات السائلــة 

أ. د. عبدالله حسين كشاش الجنابي

drabdullah@uoanbar.edu.iq

  الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

منذ زمن بعيد قياسا بتطور التكنولوجيا الحديثة وتحديدا في العام 1888 اكتشف  عالم النبات النمساوى فريدريك راينيتر ( F.Reintzer ) اثناء دراسته للكولسترول في النبات ان بنزوات الكولسترول تنصهر بأسلوب يختلف عن انصهار المركبات العضوية, اذ يبدو وكأن لهذه المادة نقطتا انصهار فيتحول عند ( 145.5 C° ) من الحالة الصلبة الى سائل عكر ( Cloudy ) اما عند درجة الحرارة ( 178.5 Co ) فتتحول المادة الى سائل رائق يعرّف علميا بالسائل المتماثل الخواص  ( Isotropic liquid ),  ومن خلال هذه الملاحظة تم الاستنتاج ان تصنيف المواد الى صلبة وسائلة وغازية غير دقيق , وليس من  الضروري انصهار  المادة عند التسخين وتحولها الى الحالة السائلة بل يمكن ان تمر بحالة  وسطية  بين  الطور  السائل  والصلب  واصطلح  على هذه الحالة بمصطلح البلورة السائلة ( Liquid Crystal ) مما فجر خلافا عنيفا داخل الأوساط العلمية التي أظهرت اهتماما فوريا بهذه الظاهرة.

بعد اكتشاف F. Reintzer  للبلورات السائلة تم البدء باستخدام المجهر المستقطب المزود بمنصة التسخين من قبل ( O. Lehmann ) الذي كان يعمل في مدينه كارلسروه الألمانية، بدراسة هذا الشذوذ تحت تأثير الحرارة. وفي عام ( 1904 )  تم تحديد ان للبلورات السائلة صفات ميكانيكية مماثلة لما في السوائل فضلاً عن امتلاكها صفات ضوئية كما في البلورات.   وفي عام ( 1922 ) اطلق ( G. Friedel ) اسم ( Mesomorphous ) على الاطوار الوسطية هذه حيث تم اشتقاق التسمية من الكلمة الاغريقية ( Mesos ) والتي تعني ( وسطي ) كذلك صنف الاطوار الوسطية هذه وبالاعتماد على الاشكال الهندسية والنسيجية ( Textures ) الظاهرة في المجهر الى ثلاث اطوار السمكتية Smectic  والنيماتية Nematic  ان الصفة المميزة للحالة البلورية السائلة هي ميلان جزيئات الحالة الوسطية ( Mesogens ) لإظهار احداثية مشتركة تسمى الموجه ( Director ) وهذا الإحداثي هو ما يميّز الحالة الوسطية عن الحالة السائلة التي ليس لها اي انتظام حقيقي بعكس الحالة الصلبة التي تكون جزيئاتها عالية الانتظام ولها القليل من حرية الحركة..