تفاعـل الاكسدة وصحة الجلد

تفاعـل الاكسدة وصحة الجلد

 تفاعل الاكسدة وصحة الجلد

م . م . رؤى مهدي صالح

eps.ruaamehdi.salih@uoanbar.edu.iq

  الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

 يعرف تفاعل الأكسدة بانه تفاعل متسلسل وتلف متدرج، وهو ظاهرة طبيعية مرتبطة بحياة الخلايا واستهلاكها  للأوكسجين، ينتج عنه جذور حرة تهاجم البشرة مسببة تغيرا في البنية الإلكترونية للعناصر التي تكون على اتصال  معها كأغلفة الخلايا والبروتينات والحمض النووي ما يولّد ردّة فعل تسلسلية يجب إيقافها بأسرع ما يمكن.

محفزات الأكسدة

 تزداد مستويات الجذور الحرة بخلايا البشرة عند التعرض المستمر لأشعة الشمس أو عوادم السيارات أو أدخنة السجائر، وسرعان ما تتفاعل مع الأكسجين، وفي هذه الحالة تتراجع قدرة الجسم على التخلص منها، خاصة إذا كان المريض يعاني من نقص مضادات الأكسدة المكافحة لهذه الأيونات، ومن ثم تحدث الإصابة بتأكسد البشرة. كذلك الأمر عندما تتعرض البشرة للإجهاد التأكسدي، فتقوم الجذور الحرة بتحطيم البروتينات الأساسية التي تدعم صحة الجلد مثل الكولاجين، ما يؤدي إلى ترهل البشرة واسمرارها وإصابتها بالتلف، وبالتالي تزداد فرص ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، وقد يتعرض المريض لخطر الإصابة بسرطان الجلد في الحالات المتأخرة.

مضادات الأكسدة

 تُعتبر مضادات الأكسدة من المكونات الأساسية لحسن سير وظائف الجسم وجمال البشرة. هدفها الأساسي هو منع أكسدة الخلايا وتلفها، أما عند تواجدها في مستحضرات العناية فهي تحمي المكونات المتواجدة معها من فيتامينات وزيوت نباتية من التلف. ويتم استعمالها أيضا كدروع على البشرة تحميها من الآثار الجانبية الناتجة عن الأكسدة، والتي يسببها التعّرض للأشعة ما فوق البنفسجية، الأوزون، العناصر المحسسة، التلوث، الموجات الكهرومغناطيسّية، والشيخوخة. ووفقا لأطباء الأمراض الجلدية، تعمل مضادات الأكسدة على حماية الجلد عن طريق الحد من إنتاج الجذور الحرة، إذ تلعب الجذور الحرة دورا مزدوجا في الجسم، يمكن أن يكون مفيدا وضارا. فالجسم ينتج الجذور الحرة للحد من الفيروسات والبكتيريا. ومع ذلك، فإن الكثير منها يؤثر على الحمض النووي والدهون والبروتينات التي يمكن أن تسبب الأمراض. هذه الجذور الحرة جزيئات صغيرة غير مستقرة وذوات فعالية عالية. وللحصول على الأستقرار، تهاجم الجزيئات المستقرة، مما يؤدي إلى تفاعل وإتلاف الخلايا السليمة. وعند وجود كميات زائدة من الجذور الحرة في الجسم، يسبب عدم التوازن بين إنتاج الجذور الحرة وقدرة الجسم على المقاومة أو إزالة السموم.

الاثار الضارة التي تسببها أنواع الجذور الحرة

يميز خبراء العناية بالبشرة بين مجموعات عديدة من الجذيرات الحرة: فوق الأكاسيد، الماء الأكسجيني، الهيدروكسيل، وجذور البيروكسيل الحرة... وتمتلك البشرة آليات طبيع ّية مضادة للأكسدة تحارب هذه الجذيرات الحرة. ولكنها دفاعاتها المناعية قد تتع ّرض للإرباك تحت وطأة تنوع ضغوطها. وهنا يبدأ عمل مضادات الأكسدة المتوفرة في مستحضرات العناية التي نستعملها، والتي ندعوكم للتعرف عليها فيما يلي:

محفزات الأكسدة

 تلعب العوامل البيئية مثل أشعة الشمس والتلوث ودخان السجائر والمواد الكيميائية السامة الأخرى دورا في زيادة وتكوين الجذور الحرة في الجسم. وتبين من خلال الدراسات الدور الهام لمضادات الأكسدة في نظام العناية بالبشرة ويمكن أن يساعد في محاربة تلف الجذور الحرة.

 أنواع مضادات الأكسدة

الفيتامين C يحمل أيضا اسم "أسكوربيل بالميتات" أو"حمض الأسكوربيك". ويتمتع بمفعول حام من الشمس، التلوث، ودخان السجائر. يتم ّيز هذا الفيتامين بعدم استقراره ولذلك يتم استعماله في مستحضرات العناية بصيغته المركبة التي تضمن فعاليته.

الفيتامين E  يُطلق عليه أيضا اسم"التوكوفيرول"،وهوقابلللذوبانفيالماءويتواجد في الأوساط الزيتّية التي يعمل على حفظها. أما عند اجتماعه مع الفيتامين C فيتح ّول الثنائي إلى أحد أبرز الأسلحة الف ّعالة في مجال محاربة الجذيرات الحرة بفضل مفعول واسع وشديد التأثير.

الفيتامين  A يُطلق عليه أيضا اسم "الريتينول". وهو يتمّيز بحساسيته الشديدة ويفقد مفعوله عند اتصاله بالأكسجين. ولذلك نجده في مستحضرات العناية بشكل سليفه الذي يتحول إلى فيتامين A عند اتصاله بالبشرة.

كو أنزيم  Q10 يُطلق عليه أيضا اسم"أوبيكينون".وهو مضاد أكسدة قوي وضروري لحسن سير جميع وظائف الجسم وبشكل خاص وظيفة تنفّس الخلايا. ولكن الإنتاج الطبيعي لهذا المكون ينخفض مع مرور  السنوات ولذلك من الضروري إيجاد بدائل له تؤمنها المستحضرات المضادة للشيخوخة.

البوليفينولات: يُطلق عليها أيضا اسم "المستخلصات النباتية "،وهي  عائلة كبيرة تتضّمن آلاف المكّونات المستخلصة في عالم النباتات. إذ تعمل هذه العناصر على حماية النباتات، وقد أظهرت الدراسات أن التراكيب المصطنعة من عدة نباتات مضادة للأكسدة أظهرت فعاليتها في حماية البشرة لدى الخضوع لجلسات شعاعية مضادة للسرطان. أكثر هذه المستخلصات النباتية استعمالا في مجال العناية بالبشرة هي تلك التي تأتينا من الشاي الأخضر، الماتي، الصنوبر، الآكاي، الرمان، القمح، الصلصال، قشور الحمضيات، والريزفيراترول  المستخرج من الكرمة.

 • فيتامين H هو أحد الفيتامينات الهامة، ولديه وظائف عدة في جميع أعضاء الجسم، بما في ذلك الجلد, وبغض النظر عن قدرته على نطاق واسع في تسريع عملية شفاء الجلد، لكن فيتامين H أحد مضادات الأكسدة القوية والذي غالبا ما نجده في كريمات الترطيب والمنتجات التي تستهدف بشكل خاص البشرة الجافة ولتقليل علامات التمدد.

ريسفراترول resveratrol مركب كيميائي نجده غالبا في قشور الفواكه مثل العنب والتوت والفول السوداني والشاي. ويعتبر مضاد للميكروبات ولديه القدرة على مكافحة السرطان. وبالنسبة كعمله كمضاد للأكسدة، فله علاقة بتعزيز نشاط المتيوكوندريا، الذي يعزز حياة الخلية لفترة أطول في الجسم.

أنزيم (CoenzymeQ10 or co Q10): وهو معروف بتأخير ظهور التجاعيد والشيخوخة المبكرة. وتشير الأبحاث إلى أن الاستخدام الموضعي لهذا الانزيم كواحد من مضادات الأكسدة يساعد في محاربة تلف الجذور الحرة والحفاظ على صحة خلايا البشرة. كما أنه يساعد على تحفيز انتاج الكولاجين، مما يساعد على تحسين مرونة البشرة وملمسها.

  نياسيناميد Niacinamide: والمعروف أيضا بأسم فيتامين B3، هو أحد مضادات الأكسدة القوية الذي يعمل على تحسين نسيج البشرة ولونها. كما أن يخفف من الخطوط الرفيعة والتجاعيد وفرط التصبغ. ولديه خصائص مضادة للالتهابات ويستخدم لعلاج لأمراض الجلدية مثل الوردية وحب الشباب.

بوليفينول: يمكن أن تساعد قطعة صغيرة من الشوكولاه الداكنة في حماية البشرة بفضل محتواها من البوليفينول. يمكن العثور على هذا المركب في الخضروات والشاي الأخضر والفواكه مثل التوت والعنب والشوكولاتة. ويملك خصائص وقائية مضادة للألتهابات، ومضاد للأكسدة لمنع تلف الجلد الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية. كما كشفت الدراسات أن الاستخدام الموضعي لمكونات غنية بالبوليفينول يساعد على تحسين دفاع البشرة ضد الجذور الحرة، ويمنع الشيخوخة وسرطان الجلد.

  فلافونويد: مازال أطباء الجلدية في العديد من بلدان العالم يعطون أهمية لتضمين النباتات في العناية بالبشرة. تشير الدراسات غلى أن الفلافونويد، وهو أحد مضادات الأكسدة الموجود في الشاي الأخضر والأسود، ولديه القدرة على علاج الوردية، وتقليل الإلتهاب. كما أن هذه المادة تساعد في تأخير شيخوخة الجلد ومنع تدهور الكولاجين.

الجلوتاثيون: أحد مضادات الأكسدة القوية الذي يساعد في إصلاح الخلايا وحماية الأعضاء الحيوية في

الجسم مثل الكبد والكلى والمخ والجلد. إحدى أثاره الجانبية المعروفة على نطاق واسع هو في تبييض البشرة. يساعد الجلوتاثيون على إزالة السموم من البشرة وتقليل التجاعيد الخطوط الرفيعة، مما يمنحك بشرة ناعمة وأكثر شباب. كشفت أيضا بعض الأبحاث أن الجلوتاثيون يمكن أن يساعد في مكافحة أمراض الكبد عند استهلاكه عن طريق الفم.

كيف تعمل مضادات الأكسدة كمؤخرات شيخوخة: تعمل الجذور الحرة الضارة على تكسير الكولاجين، مما يعرقل من عملية الإصلاح الطبيعية للبشرة ويسبب الالتهاب، مما يجعلك تلاحظ الخطوط الرفيعة والتجاعيد والجلد المترهل وعدم توحيد لون البشرة. ومع استخدام مضادات الأكسدة يمكن في منع وتصحيح علامات الشيخوخة ومنح البشرة التوهج والشباب

- تساعد مضادات الأكسدة على منع حروق الشمس مضادات الأكسدة لها خصائص مضادة للألتهابات، مما تمنع من حروق الشمس وتوفر حماية قوية ضد أضرار أشعة الشمس والضوء الاصطناعي.

- إصلاح البشرة نفسها بنفسها، فالجلد الملتهب يعوق عملية تجديد البشرة. عن طريق الحد من الالتهاب، تسمح مضادات الأكسدة للبشرة بإصلاح نفسها وتصحيح الأضرار. يمكن لبعض مضادات الأكسدة، مثل ?يتامين C أن تساعد على تحفيز إنتاج الكولاجين، وهو أمر حيوي لشباب البشرة.

-  تساعد مضادات الأكسدة على تفتيح لون البشرة يمكن أن تؤدي الجذور الحرة والتعرض الزائد للشمس لحدوث تغييرات في إنتاج الميلانين في البشرة، مما ينتج عن هذا في ظهور البقع الداكنة ولون بشرة غير متساوي. تأتي مضادات الأكسدة في منع تصبغ الجلد.

- مضادات الأكسدة للوقاية من سرطان الجلد بعض مضادات الأكسدة مثل فيتامينات (A, C, H)، لها خصائص مضادة للسرطان الجلد.