الاحتراف الرياضي

الاحتراف الرياضي

أ.م.د ياسين علي خلف

     ظهر الاحتراف في بلاد الإغريق بهدف الحصول على الجوائز واتسمت المنافسات الرياضية بالقسوة والوحشية ، وإن الألعاب الأولمبية قديماً كانت تتفوق على الأحداث الدينية والثقافية ، ثم أخذت الألعاب الرياضية أو الانشطة الرياضية تتحرر من الأفكار الدينية والمثل الأخلاقية تدريجيا ليتحكم فيها الربح والمادة (الاحتراف) ، وكان أول ظهور للاحتراف في رياضة المصارعة وألعاب القوى لعدم وجود أندية تنظم هذه الألعاب، وقد كان البارون دى كوبرتان في 25 نوفمبر1892 م في إحدى مدرجات السربون الفرنسي وتبنى فكرة إقامة الألعاب الأولمبية، وقد كافح دى كوبرتان عن فكرته حتى وافق24 يونيو من سنة 1894 بعمل مؤتمر دولي لدراسة موضوع إقامة الدورات الاولمبية في نفس العام وقد تناول المؤتمر موضوعين هما .

1-   دراسة الهواية والاحتراف .

2-   دراسة الألعاب والأنشطة الأولمبية.

    وكان هذا هو حال الاحتراف في الدورات الأولمبية أو مكانة الاحتراف الرياضي عبر العصور فجاءت في العصور البدائية محلاً للاحترام والتقدير من المجتمع ، وفي العصور الوسطى هبطت قيمة الرياضي المحترف وتبدل الاحتراف إلى الاحتكار فكان ينظر إليه بأنه مهنة من لا مهنة له ولاقى الممثلون المحترفون المصير نفسه.

مفهوم الاحتراف:

الاحتراف في اللغة: طلب حرفة للكسب ، يقال احترف الرجل اتخذ حرفة له واحترف لأهله أي كسب واحترف اللاعب يعني صار  محترفا أي متفرغ للعب.

الاحتراف اصطلاحا: هو ما انحرف اليه الشخص من اعمال وجعله ديدنه لأجل الكسب وقد يشير ايضا إلى شخص لديه الكفاءة المبهرة في نشاط معين.

الاحتراف الرياضي:

     الاحتراف الرياضي مهنة يباشرها الشخص الرياضي بصفة منتظمة ومستمرة من خلال ممارسة نشاطا ًرياضياً معينا بهدف تحقيق عائد مادي يعتمد عليه كوسيلة للعيش من خلال عقد متفق عليه ومحدد المدة ، بيد انه لا يكفي لتوافر معنى الاحتراف الرياضي أن يتصف النشاط الرياضي بالانتظام والاستمرار وأن يكون مصدر الرزق الرئيسي للاعب ، بل يلزم فوق ذلك أن يكون هناك عقد احتراف مبرم بين اللاعب والنادي وهذا ما تنص عليه دائما لوائح الاحتراف ، ويذكر أن نظام الاحتراف يعتمد بصورة أساسية في تطبيقه على توفير مصادر دائمة للتمويل إذ يعد التمويل هو الأساس في نجاح نظام الاحتراف .

 مكونات الاحتراف الرياضي:

    إن الاحتراف الرياضي شأن

ه شان اي مهنة من المهن أو اي نشاط اخر سواء كان تجاري أو صناعي يستلزم ذلك أن يتخذ اللاعب من ممارسته للنشاط الرياضي مهنة يباشرها بصفة منتظمة  ومستمرة بهدف تحقيق عائد مادي يعتمد عليه وسيلة للكسب والعيش لذلك يجب أن يكون للاحتراف أركان يستند إليها تمثل جوانبه المختلفة وتشبه مكونات الاحتراف برؤوس مثلث تمثل زواياه الثلاث اللاعب والنادي والعقد .

اولاً: اللاعب:

    يشترط في اللاعب المحترف لنشاط معين أن يتخذ منه مهنة يباشرها بصفة مستمرة ومنتظمة فضلا على أنه يجب أن يكرس كل وقته وجهده لممارسة هذا النشاط وبصفة منتظمة ودورية ومن ثم لا يتوفر لديه أي وقت آخر لممارسة نشاط مهني آخر وهذا ما نصت عليه معظم لوائح الاحتراف بكافة الدول التي تطبق هذا النظام، إذ نصت لائحة احتراف اللاعبين في المملكة العربية السعودية بالفقرة الثالثة من المادة الرابعة على أن يلزم في اللاعب المحترف ان يكون متفرغا تاما للعب في النادي ، كما نصت لائحة الاحتراف الفرنسية بالفقرة الثالثة من المادة الاولى على ان يلزم لاعتبار اللاعب لاعبا محترفا ان يتخذ من نشاطه الرياضي مهنته الاساسية .

ثانيا: النادي:

    النادي الرياضي هو هيئة أهلية تهدف إلى تكوين الشخصية المتكاملة للشباب من النواحي الاجتماعية والصحية والدينية والنفسية والفكرية والترويحية عن طريق نشر التربية الرياضية والاجتماعية وبث روح القومية بين الأعضاء وتنمية ملكاتهم المختلفة وتهيئة الوسائل اللازمة لشغل أوقات فراغهم ، وذلك في أطار السياسة العامة للدولة وعلى ذلك يمكن القول بأن اللاعب المحترف المرتبط بعقد محدد المدة مع ناديه يلتزم بمقتضاه اللاعب بممارسة نشاط الرياضي التخصصي تحت إشراف وتوجيه ناديه وذلك لقاء حصوله على راتبه الشهري والامتيازات المالية الأخرى التي يقدمها له النادي .

ثالثا: العقد:

 

   هو العنصر الأساسي والجوهري الذي يميز اللاعب المحترف عن اللاعب الهاوي ، ولهذا يجب أن تكون جميع لوائح الاحتراف التي تنظم احتراف نشاط معين تنص صراحة على ضرورة وجود عقد احتراف بين اللاعب واحد الأندية الرياضية، وأن هناك عدد كبير من لوائح الاحتراف في معظم بلدان العالم التي تطبق نظام الاحتراف تنص على ضرورة وجود عقد محدد المدة ومدرج فيه مقابل مادي بين اللاعب والنادي ولكي يضيف عليه صفة الشرعية يجب أن يصدق من قبل الاتحاد المعني حتى يستطيع اللاعب المشاركة في المسابقات التي ينظمها الاتحاد ، وترجع أهمية ابرام عقد الاحتراف بين اللاعب والنادي إلى أنه يساعد على تحديد الالتزامات التي تقع على عاتق الطرفين اللاعب والنادي .