المليون شجرة نموذج تصدي للمعطيات المناخية المتطرفة في محافظة الانبار

المليون شجرة نموذج تصدي للمعطيات المناخية المتطرفة في محافظة الانبار

 

الأستاذ الدكتور حمود غربي

قسم البستنة وهندسة الحدائق

بعد المعطيات البيئة والمناخية التي سجلت بالأعوام السابقة ولهذا العام بوجه الخصوص من ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وبناء على واقع الغطاء النباتي الضعيف  ومع استمرار التدهور الحاصل في الغطاء  الاخضر ومع شحة الامطار وتناوبها غير المنتظم سبب انعدام توفر الغطاء النباتي الموسمي وما يتبعه من زيادة  الغبار والأتربة  اضافة الى مشكلة الاشعاع (شدة الإضاءة ) العالية التي تتجاوز 15000لوكس الامر الذي يجعل العيش في بعض المناطق من العراق  صعبة للغاية  بعد ان كانت درجات حرارتها في قمة ايام الصيف  في منتصف القرن الماضي تميل للاعتدال .ولربما سائل يسال لماذا لم تكن الحرارة سابقا في هذه الشدة رغم ان عدم وجود المعامل والمصانع ذات التأثير الكبير سنجد الإجابة عند الاجيال السابقة حين يؤكدون لنا ان بغداد كانت واحه خضراء يغلب عليها وجود الاشجار الكبيرة في معظم مناطقها قبل ان تغزوها العمارات والشوارع والأبنية على حساب الوشاح الاخضر والامر ينطبق على كل مناطقنا حين لا نجد من الابنية نصيب الا مساحه ضئيلة وتشير الأدلة ان محافظة الأنباران جميع  اراضيها زراعيه في سجلات الطابو والعقاري .  .ومع افتقار البلاد الى المنظمات والأنشطة البيئية وعدم تفعيلها لذلك اصبح من الضروري ان تفعل الأنشطة البيئية التي تساهم في التثقيف لموضوع  التشجير, علما ان ابرز الأنشطة التي برزت هي مشروع المليون شجرة ومع استمراره لمدة اربعه سنوات الا انه لم يؤخذ بالتوصيات التي تشيع ثقافة الزراعة وتشجيع المواطنين على الاهتمام بالبيئة المناخية للمدن  لذلك بقيت المشكلة قائمه  بسبب  التطرف المناخي عام بعد عام لذلك لابد من الخطوة التالية بنشر ثقافة  التشجير ابتداء من البيئة المحلية  بنشر زراعه الاشجار في المدن وحول المدن وعمل واحات من الغابات للأشجار التي تقاوم البيئة المحلية والاخذ ببعض توصيات  مشروع المليون وخصوصا الاشجار والتي اثبتت نجاحها وسرعه نموها  ومنها النيم والا لبيزا وذلك لزيادة المساحات الخضراء داخل المدن والمناطق السكنية والمناطق القاحلة والجافة ؛ وذلك عن طريق زراعة المئات من الاشجار والشجيرات ضمن خطةٍ زراعيةٍ واضحةٍ تتناسب مع المكان جغرافياً ومُناخياً اخذين ينظر الاعتبار الكثافة السكانية من الابنية والمنشئات الاخرى لذلك  لابد من اختيار الأشجار الملائمة للبيئة من حيث درجات الحرارة، والمُناخ

وانتخاب  الأشجار (المُعّمِرَة) والّتي تستطيع أن تقاوم تقلبات المُناخ ، و الآفات والحشرات؛ مِثل اشجار الزيتون، والسّرو، والصنوبر

اختيار الأشجار سريعة النمو والّتي تمُد جذورها عميقاً في التربة؛ لتَمتص الماء والعناصر الغذائية وفي نفس الوقت تكون لها اغصانا وفروعاً ممتدةً خارجاً لتوفر الظل والزينة.

وتأتي  أهمية عملية التشجير في توفير غاز الأكسجين في الهواء الجوي لتقليل التلوث الهوائي من عوادم السيارات والمصانع .

تلطيف الجو وخفض درجة الحرارة صيفاً من خلال توفير بخار الماء بعملية النتح والتخفيف من شدة الاشعاع  كما تقوم الاشجار بالتخفيف من شدة الرياح العاتية وتمنح الأشجار الشعور بالسّعادة وتُقَلل من الاكتئاب والضغط النفسي .اضافة الى الاستفادة من بعض الاشجار كمصادر للعقاقير الطبية

وتستعمل الأشجار كحواجزَ طبيعيةٍ بين المنازل أو الشوارع داخل المدن والقرى بدلاً من استخدام الحواجز الإسمنتية. ويشير الجدول خلاصة لا شجار مشروع المليون التي تقاوم الظروف البيئية المحلية :

Phoenix  dactylifer

نخيل التمر

Tamarix spp

الاثل

Cupressus spps

السرو العمودي

Agave spp

الاغاف

. Ziziphus spina-christi

السدر

Acacia spp

الاكاسيا

. Opuntia spp

التين الشوكي

Casuarina spp

كازوارينا

. Azadirachta indica

النيم

. Eucalyptus spp

اليوكالبتوس

Parkinsonia aculeata

باركنسونيا

Washingtunia filifera

نخيل الواشنطونيا

Populs spp

الحور

Conocarpus erectus

الكينوكاربس

Olea europaea

الزيتون

 

ولما للتشجير من أهميةً كبيرةً فقد ورد ذكر الشجر في القرآن الكريم ست وعشرين مرة؛ وقد نهى الرسول الكريم عن قطع الأشجار لما لها من فوائد جمة وحث على زراعة الشجر حتى ولو كان الوقت هو وقت قيام الساعة.

هل تعلم ان زراعة 150 مليون نخلة في صحراء الغربية وصحراء الانبار لا يقل واردها بعد دخولها الانتاج التجاري على البلاد سنويا 12 مليار دولار,

اضافة الى تشغيل الايدي العاملة بمختلف المهن الزراعية والصناعية والتصنيعية الغذائية ويكون للجانب البيئي تأثيرا كبيرا في تخفيض درجة الحرارة  بحدود 7 درجات مئوية. وتساعد المعنيين في زيادة التنوع الزراعي تحت ضلالها بحوالي 6 مليون شجرة فاكهة وحمضيات

سيكون ايرادها بحدود ملايين الدولارات من مخلفاتها من السعف والكرب سنويا تكفي لا نتاج 15 مليون طن من الاسمدة الطبيعية مما يسرع من استصلاح اراضي جديدة ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كانت له صدقة