نظام الزراعة الأمثل، السبيل الافضل لزيادة الانتاجية

نظام الزراعة الأمثل، السبيل الافضل لزيادة الانتاجية

 

 الاستاذ الدكتور مؤيد هادي اسماعيلال العاني

 

يعتمد الانتاج الزراعي النباتي بشكل واسع على زراعة وانتشار وتوزيع المحاصيل الحقلية باختلاف انواعها وعوائلها والغرض من زراعتها.

 وهناك العديد من المدخلات التي تساهم في زيادة الانتاج كما و نوعا في أطر واسعة من نظم الإنتاج، ويلاحظ في أحد جانبي هذه المتتالية (المدخلات، المخرجات) وما يحدث فيما بينهما من متغيرات عديدة، تتحكم فيها العوامل المختلفة مثل عمليات خدمة التربة (الحراثة والتنعيم والتسوية)، وعمليات خدمة المحصول كمكافحة الآفات والادغال باستعمال المبيدات الكيماوية ، واستخدام الأسمدة المعدنية لتغذية النباتات وطرائق الري المعتمدة  حتى الوصول للحصاد والتسويق والخزن .

 يختلف العائد الربحي لإنتاجية المحاصيل باختلاف نوع المحصول المزروع ولهذا يتوقف اختيار المحصول المناسب على الموقع والظروف البيئية السائدة وموعد وموسم الزراعة وان نمط الزراعة يحول الى توجيه قبان الزيادة او النقصان في الغلة مما له تأثير في استغلال الموارد المتاحة وانعكاس ذلك عليها، لذا فنظام الزراعة المتبع كفيل بحل العديد من مشاكل الانتاج.

ويمكن إيجاز تقسيم نظم زراعة المحاصيل الحقلية إلى تقسيم نظم الزراعة من حيث درجة الاستغلال، وفيها الزراعة المتنقلةShifting Farming    اذ تتواجد بالمجتمعات البدائية وعند توفر الأراضي مع قلة في عدد السكان، وكذلك الزراعة الخفيفة Extensive Farming زراعة المساحات الواسعة للأراضي بقليل من الأيدي العاملة ويستخدم فيها المكننة الزراعية لإتمام العمليات المختلفة ويكون عائد وحدة المساحة محدود ولكن يعوض ذلك زيادة المساحة.

بالإضافة الى الزراعة الكثيفةIntensive Farming  و هذا النوع من الزراعة بتكثيف الأيدي العاملة وتركيز الجهود في وحدة المساحة فحجم المزرعة صغير لا يتعدى بضع دونامات ولكن نتيجة للتكثيف الزراعي – فإن ذلك يزيد من غلة وحدة المساحة التقسيم حسب كثافة المحصول أو المعدل المحصولي Cropping index،ويقصد بها متوسط عدد المحاصيل التي تزرع في العام على وحدة المساحة, وتقسم إلى الزراعة المتبادلة   Mutual farmingوهي اجراء  الزراعة في حالة الزراعة المطرية ( الديمية )  في المناطق الحدية حيث تكون كمية الأمطار شحيحة ، وعدم توفير الرطوبة الأرضية بالشكل الامثل، ولا يتم زراعة الأرض بمحاصيل الحبوب ،بل عمل دورة زراعية، مثل تعاقب الحنطة مع الماش اذ يعمل على توفير الرطوبة لكون جذوره وتدية وعميقة واستهلاكها من الرطوبة محدود ، ان الزراعة لموسم واحد Monocrops)) وفيها يتم زراعة الأرض موسمياً لموسم زراعي واحد في كل عام حيث أن الأمطار تكون موسمية  أو أن الظروف البيئية لا تسمح إلا بزراعة موسم واحد سنويا،  كما في زراعة الحنطة ، أما في المناطق ذات الأمطار الموسمية إما يزرع أثناء الموسم الشتوي أو الموسم الصيفي حسب سقوط الأمطار وكذلك الزراعة لعدة مواسم  Multiseason) )حيث يتم زراعة عدة مرات في العام في حالة توفر الأمطار طول العام كما هو الحال في المناطق الاستوائية أو في حالة الزراعة الأروائية مع اعتدال الظروف المناخية طول العام يمكن للمزارع زراعة أكثر من محصول في العام الواحد, تزرع المحاصيل الشتوية يعقبها المحاصيل الصيفية ، ويمكن زراعة محصولين في العام الواحد أي ثنائية المواسم( عروتين مختلفتين) ، أو يمكن زراعة ثلاثة مواسم في العام، وفي مناطق العراق المختلفة  تزرع الذرة الصفراء و زهرة الشمس والماش مرتين في الموسم ، وفي حال الذرة البيضاء فيزرع  ليعطي محصولاً علفياً أخضر ويحش ثم يؤخذ محصول ثاني من الحبوب وهكذا،وتقسيم نظم الزراعة من حيث عدد المحاصيل المزروعة  في المكان والزمان نفسه، ومنها الزراعة المنفردة (Monoculture) يزرع محصول واحد فقط في الحقل في فصل الشتاء مثل الحنطة شتاءا والرز صيفاً وايضا الزراعة التحميلية ( Inter cropping) يزرع أكثر من محصول في نفس الحقل ولكن كل على حدة بانتظام، فيزرع خطوط من محصول الذرة معها خطوط من محصول فول الصويا. وعادة يتم تحميل حبوب على محصول بقول وهكذا، والنوع الاخر الزراعة الخليطة Mixed) cropping ) وفيها يتم خلط أكثر من محصول معاً ، وتستعمل هذه المخاليط في محاصيل الأعلاف لرفع القيمة الغذائية لمحاصيل العلف وتحسين الظروف البيئية الصغيرة ، فيخلط البرسيم الحجازي مع الشعير والشوفان، وتأتي الزراعة المتداخلة على خطوط، اذ يزرع كل محصول في خطوط منفصلة ومتبادلة مع المحصول الآخرضمن هذا السياق، وتتبع الزراعة في شرائح( كل محصول يزرع منفرداً في شرائح منفصلة، وزراعة المحصول قبل حصاد المحصول الآخر: مثل الرز الذي يزرع فيه البرسيم قبل حصاد الأول لفترة وجيزة، ولكن بدرجة اختيار اقل . وهماك عوامل وأهم العوامل التي تؤثر على اختيار نظام الزراعة الأمثل منها المصادر المائية  Water Resources،اذ تعتمد الزراعة أما على المطر في حالة الزراعة المطرية أو الزراعة على الري(الزراعة المروية)في حالة الزراعة المطرية فإن موعد الزراعة يتحدد بموعد سقوط الأمطار، نوع التربة و يحدد تركيبها ونسجتها وكذلك خصوبتها النمط الزراعي المناسب ففي الأراضي الخفيفة المحدودة الخصوبة فإن زراعتها بمحصول واحد في العام كاف. أما زراعة أكثر من محصول في العام فيتطلب تربة جيدة الصرف وكذلك خفيفة حتى يمكن زراعة المحصول ونضجه في أقل وقت ممكن، ولا يخفى على الجميع تأثير درجة الحرارة فانخفاض درجة الحرارة عن الحد الأدنى لنمو المحصول أو ارتفاعها عن الحد الأقصى يحدد النظام المحصولي. ففي الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لانخفاض درجة الحرارة في أشهر الشتاء تقتصر الزراعة على زراعة محصول واحد أثناء فترة الصيف، واخيرا وليس آخرا فالحالة الاجتماعية والاقتصادية ترسم نمط الزراعة  الامثل فمثلا زيادة الايدي العاملة  يشجع على تعدد المحاصيل، ويؤثر حجم المزرعة على اسلوب الزراعة فالمزارع الصغيرة تميل إلى تنويع إنتاجها حتى يمكنه أن يتلافى التذبذب في الإنتاج.