تطوير المناهج ضرورة ملحة ومسؤولية تقع على الجميع

تطوير المناهج ضرورة ملحة ومسؤولية تقع على الجميع

تطوير المناهج ضرورة ملحة ومسؤولية تقع على الجميع
أ.د. محمد عبد الكريم طلك

جامعة الانبار / كلية العلوم / قسم الكيمياء
sc.drmohamadtalaq@uoanbar.edu.iq
الصفحة الشخصية

يجمع المختصون وخبراء التعليم بان  "الهدف من العملية التعليمية هو مساعدة الطالب على فهم واستيعاب ما يتعلم ليتمكن من تطبيقه مستقبلا".

هذا يعني ان الغاية التي يسعى لها التعليم هو ان يلم الطالب باقل ما يمكن مما يلزمه او يتطلب منه من معرفة ومهارات تمكنه من تحقيق أهدافه الوظيفية اضافة الى مواكبة  التطور العلمي العالمي، فإن لم يحقق التعليم له ذلك فهناك حاجة إلى تطويره.

عكست  المناهج الدراسية في العراق والدول العربية بصورة عامة توجهات الدولة في محصلتها النهائية حيث التغييرات التي تطرأ على تلك المناهج مع تغير الأنظمة السياسية بها. فتحرص دائما النظم الجديدة على تغيير المناهج الدراسية بما يتناسب مع توجهها الجديد كفكر سياسي. على النقيض نشاهد في دول العالم المتقدم والبلدان التي أخذت تحذو حذوها تغيير للمناهج تغييرا مطردا يتلاءم مع التطور والاكتشافات العلمية 

وإذا تتبعنا بعض الدول الأسيوية التي شهدت نهضة حديثة، مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة، سنجد أن السمة المشتركة في تلك الدول جميعها هو اهتمامها بالتعليم وتعديل مناهجها الدراسية بشكل جعلها تواكب الحداثة والنهضة العلمية العالمية.

ونفس الشيء إذا أجرينا مقارنة بين المدارس الحكومية والخاصة داخل نفس الدولة، سنجد أن الاختلافات بينهما تتمحور حول ثلاثة عناصر رئيسية هي المنهج الدراسي وأسلوب تدريسه إضافة إلى كفاءة القائمين على المؤسسة التعليمية.

تعتبر المناهج الدراسية في الجامعات العراقية قديمة جدا وغلب عليها التوجه الى السطحية خصوصا في الخمسة وعشرين سنة الاخيرة التي شهدت تردي في المستوى المعاشي تبعه تردي في المستوى الأمني لفترة ليست بالقصيرة مما جعلها تهتم بجانب الحفظ والسطحية حيث ركزت أكثر بملكة الحفظ مع إهمال ملكات الفهم والنقد وإيجاد الحلول البديلة. وَمِمَّا يثير الانتباه بأنك تشاهد طلبة كليات مثل العلوم والهندسة يقرأون مواد علمية كأنه يقرأ قصيدة أو يحفظ احداث "درخ" هذا مؤشر كبير على عجز في المادة العلمية التي يتلقاها لحد أصبحت تلقين في تلقين يقابله ضعف اداء من قبل إستاد المادة والمنظومة التعليمية ككل.

على الجانب الاخر تشهد وزارة التربية حركةً علميةً نشطةً في مجال تطوير المناهج الدراسية، لكافة المراحل الدراسية " لست هنا بصدد تقييم المخرجات"  ولكن تجديد المناهج يجري بصورة متسارعة جعل كمية كبيرة من المعلومات التفصيلية يدرسها الطالب في المرحلة الإعدادية ثم يعود ليتفاجئ بانه يدرسها في الكلية وبجودة اقل خصوصا في المرحلة الاولى لمواد العلوم الأساسية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء يدفع الى رد فعل عكسي عند الطالب.

ونتيجةً لذلك؛ وجب على الجامعات ان تحذو وتواكب دول العالم التي تشهد  حِراكاً مستمراً من أجــل تطوير المناهج العلمية لتُسايِرَ التطورَ العلمي والتقني، وتفجرَ المعرفة العلمية في هذا العصر، وذلك من خلال عدة مشاريع إصلاحية لهذه المناهج.