متابعة  انتشار حرائق الغابات عن طريق الاقمار الصناعية

متابعة انتشار حرائق الغابات عن طريق الاقمار الصناعية

 خلال السنوات القليلة الماضية بدا العالم يدخل فعليا ضمن النتائج المباشرة للانحباس الحراري العالمي وهو ما كان ينادي و يحذر  منه الكثير من العلماء بضرورة ايجاد حلول مبكرة للتصدي لأسباب نشوء و اتساع و تضخم التأثيرات المرافقة و الناتجة من هذه الحالة المناخية السلبية و ما يمكن ان يتبعها الكثير من الظواهر التي تشمل العالم ككل .تعد حرائق الغابات من أبرز نتائج الانحباس الحراري و من ضمن عوامل الاضطراب في معظم المناطق النباتية في جميع أنحاء العالم، مثل الغابات والمراعي. وهي تمثل تحديًا لإدارة النظام البيئي نظرًا لقدرتها على أن تكون مفيدة وضارة في نفس الوقت. يمكن ان تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في منع حرائق الغابات و متابعتها و الاستجابة لها , يعد اكتشاف الحرائق مرحلة حاسمة في إدارة حرائق الغابات، والتي تهدف إما إلى مكافحة الحرائق أو مراقبتها . ان الكشف المبكر عن نشوء الحريق يعتبر أمرًا ضروريًا ,  وهذا ما يجري لحد الان عن طريق  على المراقبة البشرية و ما يفترض ان يتبعها من مكافحة هذا الحريق بفترات مبكرة بعد نشؤه لضمان عدم انتشاره و خروجه عن السيطرة .

عند نشوء اي حريق في الغابات يتطلب تطبيق صيغ معينة من المعالجات و الدراسات لفهم الاحتمالات الممكن حدوثها لاحقا , من ضمن هذه الصيغ و المعلومات يتطلب :

1.    الكشف عن الحرائق ورسم خرائط المناطق المحروقة

2.    التنبؤ والرصد في الوقت الحقيقي لحرائق الغابات

3.    نمذجة وإدارة مخاطر حرائق الغابات

4.    رسم خرائط للمناطق المعرضة لخطر الحرائق

5.    مراقبة المناطق المعرضة للحرائق

6.    رسم خرائط الندبات المحروقة للتعافي

7.    إعادة نمو الغطاء النباتي بعد الحريق

8.    تحديد افضل التقنيات و البرامجيات المساعدة في تحقيق الاهداف اعلاه

تقنيات التحسس النائي في دراسة حرائق الغابات  

ان استخدام الكاميرات البصرية الثابتة للمراقبة ، أو المسح الجوي لا يعتبر كافٍ لعمليات مكافحة الحرائق ، لذلك فإن رصد حرائق الغابات وتأثيراتها في مناطق واسعة اصبح يعتمد بشكل أساسي على التحسس النائي  عبر الأقمار الصناعية. حيث يعد رسم خرائط المناطق المحترقة وتقييم آثار حرائق الغابات أحد أنجح هذه تطبيقات. يوفر التحسس النائي عبر الأقمار الصناعية وسيلة للحصول على معلومات شاملة ومنسقة حول تأثيرات حرائق الغابات على مناطق واسعة بتكلفة منخفضة ، يتم رسم خرائط المنطقة المحروقة باستخدام مجموعة واسعة من متحسسات التحسس النائي و بأطوال موجية مختلفة. و لاحقا تطورت هذه التقنية عبر استخدام مجموعة من الترددات الموجية من ضمن التسجيلات الرادارية للكشف عن الحرائق ، بدءًا من النطاقات المحلية وحتى العالمية. الميزة الافضل في تسجيلات الاقمار الصناعية هي تكرارية مرورها فوق المنطقة المنكوبة بفترات زمنية محددة و هذا يسمح بمتابعة نمو بؤرة الحريق و اتجاه التوسع المحتمل له و بالتالي سهولة التنبؤ بمناطق الانتشار و تهينه المعالجات الممكنة و ادناه شكل يظهر بدء الحريق و انتشاره خلال ساعات الخمسة الاولى

كذلك تقدم لنا تسجيلات الاقمار الصناعية مكانية تحديد اتجاه هبوب الرياح و شدتها لما لذلك من تأثير مباشر على تحرك النيران الى مناطق اخرى مجاورة بفعل الريح و شدتها فكلما كانت الرياح اشد كان احتمالية النقل اكبر مع تحديد الاتجاه للحركة . الشكل ادناه يوضح تغير كثافة النيران بفعل قوة هبوب الرياح خلال اليوم

 الخاصية الاخرى لتسجيلات الاقمار الصناعية هو امكانية انتاج خرائط حرارية لبؤرة الحريق و منها يمكن تحديد الحجم الفعلي للحريق و توقع مقدار تضرر المناطق المجاورة له عن طريق تدرج الحرارة نزولا من البؤرة الى الخارج , هذه الخرائط الحرارية تسجل بمتحسسات حرارية خاصة محمولة على الاقمار الصناعية . الشكل ادناه يوضح تدرج الحرارة للحريق من البؤرة الى الخارج مع اعطاء درجات الحرارة حسب اللون .

 

 

 

 

 

اللون الاحمر هو البؤرة الاكثر حرارة و تتدرج نزولا حتى اللون الاخضر وهي المناطق الامنة المجاورة .

 

يتضح من ما سبق ان تقنية الاقمار الصناعية و تسجيلاتها و تكرارها يمكن ان توفر معلومات مهمة جدا عن نشوء و انتشار و حركة النيران و الدخان في مناطق الغابات , و بالتالي تسهيل اتخاذ الاجراءات و المعالجات المطلوبة لإخماد او حتى ايقاف هذه الحرائق ضمن مناطق محددة و منع انتشارها للمناطق المجاورة .