مخاطر الكارست الجيولوجية في غرب العراق

مخاطر الكارست الجيولوجية في غرب العراق

 الخطر الجيولوجي هو حالة جيولوجية تحدث بشكل طبيعي وقد تؤدي إلى تلف الممتلكات أو تشكل تهديدًا لسلامة الأشخاص. يمكن أن ترتبط العديد من المخاطر التي تتعرض لها الهياكل التي من صنع الإنسان بنوع معين من الصخور الأساسية، ووجود العيوب، والعمليات الأرضية الأخرى. الزلازل هي المخاطر التي تحظى بأكبر قدر من التغطية الصحفية وهي الأكثر شهرة، ولكن الانهيارات الأرضية وتقلص التربة المتضخمة والفيضانات تتسبب سنويًا في أضرار أكبر من الزلازل لأنها تحدث في كثير من الأحيان. تسبب المخاطر الكارستية أيضًا أضرارًا أقل من الزلازل أو الانهيارات الأرضية، وربما تكون خسائر اقتصادية تتراوح بين نصف مليون إلى 2 مليون دولار سنويًا، ولكن لا يزال من الممكن أن يكون لها آثار مدمرة على الأفراد.                 

ترتبط أربعة مخاطر جيولوجية بالكارست. يتسبب اثنان من المخاطر الجيولوجية الشائعة المرتبطة بالكارست - انهيار المجاري وفيضانات المجاري - في إحداث أكبر قدر من الضرر للمباني. الخطر الكارستي الثالث هو التركيزات العالية نسبيًا من غاز الرادون، والتي توجد أحيانًا في الأقبية والمساحات الزاحفة للمنازل المبنية على الكارست. وأخيرًا، فإن الهيد وجيولوجيا لطبقات المياه الجوفية الكارستية تجعل المياه الجوفية عرضة للتلوث، ويمكن اعتبار هذا الضعف أيضًا نوعًا من المخاطر الجيولوجية.                                                                                    

تعتبر الكارست ظاهرة شائعة في مناطق مختلفة من العراق. يتم تطوير المعالم الكارستية بسبب ذوبان الحجر الجيري أو الجبس. النوع الرئيسي هو المجاري، والتي يتم تطويرها بأشكال وأبعاد مختلفة. المشكلة الرئيسية في الكارست، والتي تجعلها واحدة من المخاطر الجيولوجية هي عندما يتم تطوير الأشكال تحت الأرض. إذا لم يتم التعرف عليها وتحديد موقعها، فمن المؤكد أنها ستتسبب في أضرار جسيمة لأي نوع من الهياكل الهندسية المبنية فوقها. وخير مثال على ذلك هو الصخور

مصنع التبليط في الحقلانية (سيساكيان وآخرون 2005). 

 في الجزء الجنوبي من الجزيرة، على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات، تتشكل كهوف كبيرة في الطبقات الجبسية من تكوين الفتحة والصخور الكربونية من تكوين الفرات. وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من مدينة هيت، يتكون كهف كبير في الطبقات الجصية للهضبة المتاخمة لوادي الفرات. ويبلغ ارتفاع مدخل الكهف حوالي 130 مترا فوق سطح البحر. اسم الكهف أم جذوع (شكل 1). وهو عبارة عن كهف بيضاوي، يتصل بالسطح بواسطة مدخلين صغيرين. مساحة الكهف حوالي 300م2. المغارة  على شكل قبة يصل ارتفاع سقفها إلى مترين. ويلاحظ وجود فاصلين مغلقتين بعرض 3-5 سم على السطح.  الفواصل في اتجاه شمال-جنوب, يوجد في قاعدة الجدار الجنوبي فتحة تصريف صغيرة. ومن خلال هذه الحفرة، تنضب المياه التي تدخل الكهف في الشتاء، ثم ترتفع على شكل نبع عند قاعدة جرف نهر الفرات. الكهف غني بالأحجار المقطرة (الهوابط، أعمدة الصواعد) التي تم تكوينها بواسطة الماء المتساقط من سقف الكهف. الهوابط والصواعد سميكة ولها شكل جذع النخيل الذي اشتق منه اسم الكهف. من المرجح أن يكون الكهف من العصرالبليستوسيني المبكر، وقد تم تطويره في نفس وقت ارتفاع مستوى الشرفة (حمزة، 1997).

 

الشكل (1) صورة فوتوغرافية لتجويف أم جذوع في منطقة هيت (عبد , 2013 ) 

 في منطقة حديثة، على جانبي نهر الفرات، تم تطوير المجاري والكهوف بشكل جيد في طبقة المدملكات ( البريشيا)، والتي تمثل طبقة عدم توافق بين تكوين عنة من العصر الأوليجوسيني وتكوين الفرات من العصر الميوسيني. وتتكون هذه الطبقة من فتات من الحجر الجيري المشتق من تكوين عنة، ومثبتة بالكربونات، ويتراوح سمكها بين صفر و8 أمتار. سيساكيان وآخرون (1986) رسم خرائط لـ 43 حفرة. لقد ربطوا تشكيل المجاري من خلال طبقة المدملكات وتكوين عنه الذي يعتبر اساسها. قام المؤلفون بتأريخ الكارست إلى العصر البليوسيني أو حتى نهاية العصر الميوسيني. وتنتشر بين البغدادي وحديثة الكهوف البسيطة والمعقدة. ويمكن ملاحظة عشرات الكهوف البسيطة على طول الجرف الأيسر لنهر الفرات داخل مدينة حديثة. الكهوف عبارة عن غرف فردية لكل كهف. أحدها هو تجويف وضحة شموت بمدينة بروانة ضمن منطقة حديثة  (الشكل  2 )

  

الشكل (2) صورة لكهف وضحا شموط في منطقة حديثة (عبد , 2013)

هذه الكهوف تمثل مصدر خطر للمنشآت المدنية والعسكرية حيث تعتبر منطقة ضعف يمكن انهيارها في اية لحظة.

لقد اهتم باحثو قسم الجيولوجيا التطبيقية في كلية العلوم, جامعة الانبار بهذه الظاهرة الخطيرة فشرعوا بالدراسات الجيوفيزيائية, التي تقوم بتصوير تركيب الطبقات الصخرية تحت السطح وما تحتويه من كهوف وفراغات وكسور. وقد تم نشر عدة بحوث منها في المجلات العالمية المحكمة. ومن خلال هذه الدراسات نرى انه من  الضروري تفعيل دور الجيولوجي في دراسة المساحات المزمع تشيد فوقها مبان او مشاريع استثمارية او مؤسسات تعليمية وغيرها.

المصادر

Abed, A. M. 2013. Comparison between 2D Imaging Survey and Traditional Electrode Arrays in Delineating Subsurface Cavities in Haditha-Hit Area (W-Iraq). Unpublished Ph.D. Thesis University of Baghdad, College of Science, Department of Geology, Baghdad, Iraq. 

Hamza , N. M. , 1997 . Geomorphology map of Iraq explanatory text , series of geological maps of Iraq (GEOSURV) , sheet No. 3 (first edition)47p .

Sissakian, V., Ibrahim, E., Ibrahim, F., and AL-Ali, N., (2005), Explanatory of Geological Hazard Map of Iraq 1st Edition ,(Scale 1:1000000) D. Geol. Surv. (GEOSURV) Min. Invest, Baghdad.

Sissakian, V., Ibrahim, E., Ibrahim, F., and AL-Ali,  N., 1986. Sinkholes of Haditha area , Journal of Water Recourses . Vol. 5 , No. 1 , pp. 1-14 .