الزلازل والبراكين واعجازهما العلمي في القران الكريم

الزلازل والبراكين واعجازهما العلمي في القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا زُلزِلَتِ ألأَرضُ زِلزَالَهَا (1) وَأَخرَجَتِ ألأَرضُ أَثقَالَهَا (2) وَقَالَ ألإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَومَئِذ تُحَدِّثُ أَخبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوحَى لَهَا (5) يَومَئِذ يَصدُرُ ألنَّاسُ أَشتَاتا لِّيُرَواْ أَعمَلَهُم (6) فَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيرا يَرَهُ (7) وَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّة شَرّا يَرَهُ (8 )  

لفتت سورة الزلزلة النظر الى ملاحظتين علميتين مهمتين وهما الزلازل والبراكين  من خلال اول ايتين سبقت بهما العلم بشكل قطعي الا في منتصف القرن العشرين. في البدا دعنا نتعرف على الزلازل والبراكين من وجهة النظر العلمية.

تحدث الزلازل نتيجة تحرر الطاقة المختزنة في القشرة الارضية عند مناطق ضعف ضمن طبقاتها, هذه الطاقة تؤدي الى حصول كسر (صدع) يتحرر عنها موجات زلزالية خلال الصخور وبجميع الاتجاهات تؤدي الى اهتزاز مفاجئ لسطح الارض نتيجة تصادم وانزلاق بين الكتل الصخرية. تكثر الزلازل في القشرة الارضية التي يتواجد بها صدوع جيولوجية التي يكون فيها تحرك للصخور نسبة الى مجموعة اخرى من الصخور. هذه المناطق في القشرة الارضية تكثر عند الحدود الفاصلة بين الصفائح التكتونية. وكذلك حدوث موجات عالية تحت سطح البحر (تسونامي) ، بالإضافة إلى آثارها المدمرة على الأبنية ، النقل والمرافق وتتواجد مناطق الصدوع الجيولوجية على الحدود الفاصلة بين الصفائح التكتونية التي تُكوّن القشرة

شكل (1) بداية انفجار البركان.

الزلازل والبراكين ظاهرتين طبيعتين مرتبطتان بالكوارث الطبيعية. ولما ينتج عنها من دمار للمرافق المدنية  وما تسببه من خوف وذعر للناس. بدأت سورة الزلزلة بهذه الظاهرة لتبرز ملاحظتين علميتين مهمتين من خلال اول ايتين. بالنسبة للإشارة الأولى  في السنوات الحديثة انتشرت شبكات الرصد الزلزالي في كل بقاع العالم ومن خلال قراءة عدد من المراصد الزلزالية والتي قد تبعد آلاف الأميال بعضها عن بعض، والتي من خلالها يتم تحديد بؤرة الزلزال وشدته بدقة كبيرة وكذلك رصد الثورة بركانية في منطقة ما من الكرة الأرضية و حيث يعمل العديد من علماء الزلازل في جمع بيانات مكثفة من المحطات الزلزالية المنتشرة في كافة بقاع العالم. من خلال معالجة ودراسة هذه البيانات يتم تحديد البؤر الزلزالية في خرائط خاصة. حيث تبين ان هذه البؤر مركزة في مناطق محددة من العالم على احزمة تمتد بين القارات وتسمى بالأحزمة الزلزالية. كما ان البراكين توجد في مناطق محددة من الكرة الارضية وعلى شكل احزمة والتي تسمى بالأحزمة النارية.

استخدم العلماء اجهزة متطورة جدا في جمع هذه البيانات مع برمجيات حديثة في تحليل ومعالجة هذه البيانات, مما يؤكد وجود علاقة وثيقة لا يشوبها أي شك بين الزلزلة والثورات البركانية. هذه الامكانيات لم تكن موجودة في زمن سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فالاعجاز العلمي للقران سبق العلماء بمآت السنين. .

 والسؤال هو: لو لم يكن هذا القرآن هو تنزيل من الخالق العظيم الحكيم جل جلاله, من اوحى لمحمد (صلى الله عليه وسلم) أن هاتين الظاهرتين مترابطتين كي يصور من خلالهما صورة من احداث يوم القيامة، والاهم انه لم يربط الزلازل مثلاً بالبرق أو الأعاصير أو يربط الصواعق والرعد بالبراكين. وكيف أمكن لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) دون أي قياسات أو اتصالات أو رصد وقبل أن تكتشف مناطق كثيرة من العالم أن يربط بين الظاهرتين بهذا الربط الجازم الواضح المبسط

 

 (نْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم/ 4(

شكل 2  اهم مناطق الزلزال والبراكين في العالم 

هذه الإشارة العلمية وما بها من إعجاز علمي واضح للقران الكريم الذي أنزل على النبي محمد

 ( صلى الله عليه وسلم )يزيد كل مؤمن بها إيماناً وتصديقاً. أما بالنسبة للإشارة العلمية الثانية والتي وردت في الآية الثانية من سورة الزلزلة (وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا) (الزلزلة/ 2)، فهي تفيد أنّ مكونات الأرض في جوفها أثقل من مكوناتها عند سطحها. حيث أمكن تحديد كثافة تلك المكونات… يبلغ متوسط كثافة الأرض حوالي 5.52 جرام لكل سنتيمتر مكعب (جم/سم) تختلف كثافة الأرض عبر طبقاتها المختلفة، حيث يكون القلب هو الأكثر كثافة والقشرة هي الأقل كثافة ويأخذ متوسط كثافة الأرض في الاعتبار كثافة جميع طبقاتها، مرجحة حسب أحجامه وتبلغ كثافة اللب الداخلي للأرض، الذي يتكون في معظمه من الحديد، حوالي 13 جم/سم مكعب. يتكون اللب الخارجي أيضًا في الغالب من الحديد ولكن مع بعض النيكل وعناصر أخرى، وتقدر كثافته بحوالي 10 جم/سم مكعب. وتبلغ كثافة الوشاح، الذي يتكون في الغالب من صخور السيليكات، حوالي 4.5 جم / سم مكعبا                 

وأخيرًا، تبلغ كثافة قشرة الأرض، التي تتكون في الغالب من صخور أقل كثافة مثل الجرانيت والبازلت، حوالي 2.7 جم / سم مكعبا.                                                                 

تم تحديد كثافة الأرض من خلال طرق مختلفة، بما في ذلك علم الزلازل وقياسات الجاذبية والنمذجة بناءً على كتلة الأرض وحجمها. يعتمد التقدير الحالي لمتوسط كثافة الأرض على مزيج من هذه الطرق.                                                                                         

 

من خلال الاختلاف الواضح في كثافة صخور الكرة الارضية والتي تكون زيادة كثافتها مع زيادة العمق. بمعنى اخر اعمق الصخور هو اكثرها من حيث الوزن النوعي أي اثقلها وهذ ما اشارت الآية عند وقوع الزلزلة العظمى ستخرج الارض بأثقالها مما هو فياعماقها. كيف  كان لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ان يعلم بهذا التدرج في قيم الكثافة. امنت بالله ربا وبمحمد نبيا والاسلام دينا.   

 

مجلة الإعجاز/ العدد 2 لسنة 1996م: . أحمد حسنين حشاد

Barbara B. Decker, Robert W. Decker (1-11-2019),
"www.britannica.com"، www.britannica.com , Retrieved 9-12 2019. Edited

Bruce A. Bolt, "Earthquake"، www.britannica.com, Retrieved

4-7-2020. Edited.