تأثير المعادن الثقيلة على الأطفال

تأثير المعادن الثقيلة على الأطفال

 المعادن الثقيلة  في جسم الانسان ؟

المعادن الثقيلة : هي عناصر تمتلك خصائص فيزيائية مثل الفلزات وشبه الفلزات وغيرها، وتكون كثافتها عالية نسبياً أكثر من خمسة جرام لكل سم 3، وفى بعض الأحيان  يُطلق عليها المعادن السامة. من هذه العناصر  الزئبق Hg ، الخارصين Zn ، الرصاص Pb ، الكادميوم Cd ، الكروم Cr ......الخ. وهى عناصر تنتج عن بعض الأنشطة البشرية وتآكل التربة وتفتت الأملاح فى الماء والانفجارات والصخور البركانية والمخلفات الصناعية.

لقد تم توثيق سمية هذه العناصر الثقيلة على مر التاريخ ، فالأطباء الإغريق والرومان شخصوا اعراض التسمم الحاد بالرصاص قبل وقت طويل من الوقت الذي اصبح فيه علم السموم علما مستقرا. حيث تم الربط بين التعرض للمعادن الثقيلة وتخلف النمو، ومختلف انواع السرطانات ، وتلف الكلى ،وغيرها . كما تم الربط بين التعرض لمستويات مرتفعة من الزئبق والرصاص وبين نمو المناعة الذاتية إلى نمو امراض المفاصل والكلى ، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ، امراض الجهاز العصبي المركزي ، امراض الجهاز الدوري.

تُقسم العناصر الثقيلة من حيث خطورتها وسُميتها إلى ثلاث مجاميع

المجموعة الأولى ( عناصر ليست خطيرة ) .

المجموعة الثانية (عناصر سامة للغاية  ).

المجموعة الثالثة (عناصر سامة ولكن غير  ذائبة أو تكون  ذائبة بشكل قليل).

من أضرار المعادن الثقيلة على الإنسان ان المحاصيل الزراعية والفاكهة التى تروى بمياه  ملوثة بالمعادن الثقيلة متكون من خطر المصادر بسبب دخول هذه المعادن الثقيلة الخطيرة والسامة إلى جسم الإنسان. ان الأمر الذي قد يكون  السبب في  الحيرة والارتباك فى تعرف الإنسان عليها وتجنبها نظراً لجهله بمصدرها.

**ان التطور الواضح والسريع فى التكنولوجيا والتقدم في مجالات الصناعة، قد صاحبهُ العديد من المشكلات ولا سيما المشكلات التي تتعلق بالبيئة وصحة الإنسان، من ابرز هذه المشكلات الأثر البيئي الواضح السلبى لبعض العناصر  الثقيلة على الإنسان وخاصة الأطفال. حيث تزايدت فى الآونة الأخيرة الملوثات الصناعية  الكيميائية.

سُمية المعادن الثقيلة وأعراض زيادتها في الجسم

ان جسم الانسان يمكن ان يمتص المعدن الثقيل بعد تعرضه للهواء والتربة والماء، بحيث يؤثر على الجسم بشكل سلبي ويتطلب عنايه فورية . فيمكن ان تؤدي حالات التسمم بالمعادن الثقيلة غير المعالجة والمتقدمة إلى الوفاة، وهذا لا يعني ان العملية ليست تدريجية حيث يمكن التعرف عليها من خلال بعض الاعراض حيث تعتمد هذه الاعراض على نوع المعدن الذي تعرض له الطفل وكذلك المدة الزمنية والكمية ، من هذه الأعراض هي (( ارق ، اسهال وألم في البطن ،  إغماء ، التعب والغثيان والقيء ، مشاكل في التنفس ، اضطرابات المزاج ، صداع ، طفح جلدي ...... وغيرها )). رغم ان هناك دلائل كثيرة على تأثيرات العناصر الثقيلة على الصحة ، ولكن التعرض لها ما زال كما هو كما انه قد يزداد في غياب اجراءات متضافرة  تتعلق بالسياسة . ويعتبر الزرنيخ ومركبات الكروم والنحاس ، عنصرا شائعا في مواد حفظ الاخشاب ، كما ان الزئبق يستخدم استخداما واسعا في استخراج الذهب من مناجمه في كثير من انحاء امريكا. ولا شك ان الرصاص ما زال يستخدم في استخداما واسع النطاق كمادة مضافة إلى البنزين. اعتماداً على التسمم بهذه المعادن الثقيلة فإن هناك العديد من بدأ استعمال أدوية خاصة تقوم بالتخلص من هذه المعادن  وتسمى هذه العملية ب  DMSA ( العلاج بالاستخلاب ) أي ان هذه المادة عندما تدخل الجسم تلتصق بالمعادن وتخرجها عن طريق البول.

اثر الرصاص على صحة الأطفال

المصادر الرئيسية للرصاص التي يتعرض لها الانسان هي كالتالي: استخدام الطلاء ذي قاعدة من الرصاص ، استخدام البنزين الحاوي على الرصاص ، وكذلك مصادر صناعية مثل تعدين الرصاص وصهره وايضا اللحامات المعدنية في علب الأغذية المحفوظة وصقل السيراميك وصنع البطاريات ومواد التجميل.

هناك دراسات عديدة اظهرت ان التعرض للرصاص يمكن ان يخفض من حاصل الذكاء عند الاطفال بنسبة كبيرة ،

كما يعتبر الرصاص من اكثر العناصر الثقيلة تأثيراً على صحة الإنسان عموما وعلى صحة الاطفال خصوصاً .ان اقدم السموم المهنية الملوثة للجو من المحتمل ان يرجع عهدها إلى ما لا يقل عن 8000 عام حيث بدأ عمل أفران صهر الرصاص لأول مرة.

 ان أجسام الأطفال تمتص الرصاص بقوة كبيرة اكبر من جسم الشخص البالغ ومن أهم  أعراض زيادة نسبة الرصاص لدى الأطفال (( صعوبة التعلم ، المشاكل السلوكية والعدوانية  ، الإعاقة الذهنية،  تغير في الشخصية ، وبطء في سرعة التواصل العصبي)) .

مصدر من مصادر القلق على صحة الأطفال هو تعرض الأطفال للرصاص والملوثات العضوية . فعلى الرغم من تزايد الأدلة التي بينت ان الكثير من البلدان المتقدمة النمو قللت من تعرض البشر للمخاطر الصحية الناجمة عن الكيمياويات السامة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والمركبات ثنائية الفنيل متعددة الكلور ، لكن ما زالت هناك حاجة كبيرة للتصدي لهذه المشاكل في انحاء اخرى من العالم .

المعادن الثقيلة وعلاقتها بالتوحد  لدى الأطفال

ان موضوع المعادن الثقيلة يعد من الموضوعات التي قد  بدأ الحديث عنها كثيراً في مجالات مختلفة وخاصة مجال اضطراب طيف التوحد.

وبشأن هذا قامت دراسة (تم قياس نسبة العناصر الثقيلة في دم ثمانية عشر طفلا من الذين يعانون  اضطراب طيف التوحد حيث وجدوا أن هناك  ستة عشر من المجموع الكلي  لديهم معادن ثقيلة في الدم تزيد نسبتها إلى درجة قد لا يتحملها الشخص البالغ.

ان هذه الدراسة رجحت السبب في ذلك هو تلوث البيئة بهذه المعادن الثقيلة ودخولها  للجسم عن طريق الاستنشاق او عن طريق الفم او غيرها  وعدم مقدرة الطفل على التخلص منها بعد دخولها جسمه . بسبب ضعف عملية التخلص من السموم هذه وبالتالي فإنه سوف تتواجد بكميات كبيرة في الدم كما يمكن ان تدخل للمخ عن طريق الحجاب الحاجز الذي سيكون غير مكتمل النمو عند الاطفال . بالإضافة  لذلك فإن دخول هذه المعادن للمخ يؤدي إلى ضرر بخلايا المخ وإنزيماته والمستقبلات العصبية فيه التي قد تثير تفاعل مناعي ذاتي .

هناك طرق للعلاج من التسمم بالمعادن الثقيلة منها اعطاء سوائل وريديه او مكملات الجلوتاثيون او مضادات اكسدة او طريقة الاستخلاب ...الخ  ، ولكن على الرغم من  أهمية وفاعلية تلك الطريقة فى علاج التسمم بالمعادن الثقيلة لاسيما الرصاص والزئبق والزرنيخ ولكنها قد تسبب نقص لبعض العناصر الاساسية فى الجسم لدى الأطفال.

ولهذا فانه  لا يجب اللجوء لهذه الطريقة  إلا اذا كانت الحالات الشديدة وان تكون تحت اشراف طبيب متخصص.