في الكثير من الندوات والمؤتمرات والمناسبات الخاصة بالموارد المائية نسمع مصطلح "حصاد مياه الامطار" بشكل متكرر ولكي نفهم هذا المفهوم ويتضح للقارئ بشكل مبسط لابد من تعريفه ومعرفة مزاياه والتحديات التي يمر بها واستدامته. أدناه نظرة عامة على العديد من تعريفات حصاد المياه، غالبية التعاريف متشابهة للغاية، والفرق الرئيسي هو نطاق التعريف: ما هو مدرج وما هو مستبعد. بمعنى آخر، يعتمد الفرق بين التعريفات على الموقع والبيئة التي يتواجد فيها الباحث.

• تجميع مياه الجريان السطحي واستخدامها في ري المحاصيل والمراعي والأشجار واستهلاك الماشية (Finkel and Finkel, 1986).

• حصاد مياه الأمطار هو جمع مياه الجريان السطحي من الأسطح المنزلية أو الأسطح الأرضية (Falkenmark et al., 2001, Worm and Van-Hattum, 2006).

• جمع وإدارة مياه الفيضانات أو جريان مياه الأمطار لزيادة توافر المياه للاستخدام المنزلي والزراعي بالإضافة إلى دعم النظام البيئي (Mekdaschi and Liniger, 2013).

• تجميع مياه الأمطار التي تتدفق في أودية الحوض، من خلال بناء السدود المناسبة، وإنشاء بحيرات خلف السد لاستغلال المياه في فترات الجفاف واستخدامها للأغراض المنزلية والزراعة وتربية الماشية وجعلها مناطق سياحية، فضلاً عن زيادة تغذية المياه الجوفية (Al-Kubaisi, 2023).

تعتبر مياه الأمطار من الموارد الطبيعية القيمة التي يُمكن الاستفادة منها بشكل فعّال ومستدام. إن حصاد مياه الأمطار هو عملية جمع وتخزين مياه الأمطار التي تتساقط على الأسطح المختلفة مثل الأسطح السطحية للمباني والمدارس والمستشفيات والمنازل والمزارع. تعد هذه العملية أحد أهم استراتيجيات الاستدامة المائية وتدابير التكيف مع تغيرات المناخ.

مزايا حصاد مياه الأمطار:

تعزيز واستدامة المياه: يعمل حصاد مياه الأمطار على تعزيز استدامة المياه من خلال تقليل الاعتماد على مصادر المياه التقليدية مثل البحيرات والأنهار. يساهم هذا في تقليل الضغط على هذه المصادر والحفاظ على توازن النظم البيئية المائية.

تحسين إمدادات المياه العذبة: تعمل مياه الأمطار التي يتم حصادها على توفير إمدادات إضافية من المياه العذبة، وهو أمر ضروري في مناطق تعاني من نقص في المياه.

التقليل من فيضانات السيول: يمكن أن تساهم عمليات حصاد مياه الأمطار في تقليل حدوث فيضانات السيول من خلال تجميع المياه وتوجيهها بشكل آمن نحو مستودعات التخزين.

دعم الزراعة والري: يمكن استخدام مياه الأمطار المحصودة في الري الزراعي، مما يساهم في تعزيز إنتاجية المزارع وتقليل الاعتماد على مياه الري التقليدية.

التحديات وسبل التغلب عليها:

تقنيات التجميع والتخزين: تحتاج عمليات حصاد مياه الأمطار إلى تقنيات فعّالة للتجميع والتخزين. يجب تصميم مسطحات التجميع والخزانات بشكل يضمن تجميع أكبر كمية ممكنة من المياه.

التصميم والهندسة: يتطلب حصاد مياه الأمطار نظامًا متقنًا للتصميم والبنية التحتية، بما في ذلك جمع المياه وتوجيهها وتخزينها. قد تواجه التقنيات الهندسية تحديات في التكلفة والكفاءة

التوعية والتدريب: يجب زيادة الوعي بأهمية حصاد مياه الأمطار بين الجمهور وتوفير التدريب والإرشاد للمجتمعات حول كيفية تنفيذ هذه العملية بشكل صحيح. التدريب والتثقيف للمزارعين والمجتمعات الريفية يلعبان دورًا مهمًا في نجاح هذه الاستراتيجية

اللوائح والسياسات: يجب وضع لوائح وسياسات داعمة لحصاد مياه الأمطار على المستوى الحكومي، بما في ذلك تشجيع البنية التحتية الملائمة وتقديم حوافز للأفراد والمؤسسات لتنفيذها.

جودة المياه: يجب مراقبة جودة المياه المجمعة بعناية، حيث قد تتأثر بجودة السطوح التي تمر بها المياه أثناء التجميع. من المهم ضمان أن المياه المخزنة آمنة للشرب والاستخدام البشري.

خطوات لتعزيز حصاد مياه الأمطار:

التخطيط المسبق: يجب التخطيط لتنفيذ مشاريع حصاد مياه الأمطار بناءً على احتياجات المجتمع وخصائص المنطقة.

استخدام التكنولوجيا: يمكن استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل أنظمة جمع المياه وتخزينها لضمان فعالية العملية.

التوعية والتعليم: تعزيز وعي الجمهور بأهمية حصاد مياه الأمطار من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية.

التعاون والشراكات: التعاون بين الحكومات والمؤسسات والمجتمع المحلي لتنفيذ مشاريع حصاد مياه الأمطار.

طرق وتقنيات حصاد مياه الأمطار

تم تصنيف أنظمة حصاد مياه الأمطار وفقًا لنوع مستجمع المياه، والمقياس المكاني لجمع الجريان السطحي، والتضاريس، واستراتيجيات وأنظمة التخزين، ومصدر المياه المجمعة، والمنطقة الجغرافية، والغرض من المياه أو استخدامها، والأصل، ولكن يعتمد نظام التصنيف الأكثر استخدامًا على حجم مستجمعات المياه ونوعها وطريقة تخزين المياه، وبالتالي هنالك أربع أنظمة حصاد مياه الأمطار (Mekdaschi and Liniger, 2013). وتعتبر المنطقة المناخية الزراعية الجافة وشبه الرطبة والقاحلة وشبه القاحلة مناسبة لجميع هذه الفئات.

الفئة الأولى هي حصاد مياه الفيضانات (Flood WH)، وتتمثل استراتيجية هذه الفئة في جمع المياه الزائدة من الحقول أو المزارع الخارجية ونشر مياه الفيضانات في الداخل. يتم التخزين على شكل إعادة تغذية المياه الجوفية أو رطوبة التربة في منطقة الجذر. يتم استخدام

المياه الناتجة عن هذا النوع من نظام تجميع مياه الأمطار لإنتاج المحاصيل، وتغذية المياه الجوفية بشكل كبير، وتحسين رطوبة التربة، والري (الشكل 1).

الشكل 1: حصاد مياه الفيضانات؛ أ) نظام تحويل مياه الفيضانات؛ ب) تجميع مياه الفيضانات داخل مجرى النهر (Mekdaschi and Liniger, 2013)

وتتكون الفئة الثانية من أنظمة مستجمعات المياه الماكرو (Macro WH)، وتتمثل استراتيجية هذه الفئة في احتجاز الجريان السطحي من الحقول أو المزارع الخارجية. يعتبر مستجمع المياه من هذه الفئة أيضًا خارجيًا. يتم التخزين على شكل إعادة تغذية المياه الجوفية، أو رطوبة التربة في منطقة الجذر، أو الخزانات مثل السدود والبرك، أو الخزانات مثل الخزانات تحت السطحية والسطحية. يتم استخدام مياه هذا النوع من نظام حصاد مياه الأمطار لاستخدامات متعددة مثل المياه المنزلية وإنتاج المحاصيل وتربية الماشية وإعادة تغذية المياه الجوفية وتحسين رطوبة التربة (الشكل 2).

الشكل2:مقطععرضي لأنظمة مستجمعات المياه الماكرو (Mekdaschi and Liniger, 2013)

الفئة الثالثة تسمى نظام مستجمعات المياه الصغيرة (Micro WH)، وتتمثل استراتيجية هذه الفئة في محاصرة الجريان السطحي الموضعي داخل الحقل. يتم التخزين على شكل خنادق وسدود للزراعة وحفر ورطوبة التربة في منطقة الجذر. يتم استخدام مياه هذا النوع من نظام حصاد مياه الأمطار للمحصول، وتحسن رطوبة التربة والعلف وإنتاج الأشجار، وبشكل محدود من تغذية المياه الجوفية (الشكل 3).

الشكل 3: نظام مستجمعات المياه الصغيرة أ) حفر الزراعة؛ ب) الحواجز الكنتورية مع الخنادق؛ و ج) الحواجز النباتية (Mekdaschi and Liniger, 2013)

تتكون الفئة الرابعة من حصاد المياه على السطح/الفناء (Rooftop-Courtyard WH)، وتتمثل استراتيجية هذه الفئة في احتجاز الجريان السطحي من المستوطنات. التخزين يكون على شكل صهاريج (تحت سطحية وسطحية). تستخدم مياه هذا النوع من نظام حصاد مياه الأمطار لاستخدامات متعددة (المنزلية، والمياه لإنتاج الأشجار البستانية، والماشية، والمحاصيل الصغيرة، وتخزين المياه لري الحدائق، والمعالجة الزراعية دون إعادة تغذية المياه الجوفية (الشكل 4).

الشكل 4: حصاد المياه على السطح/الفناء؛ أ) المياه المحصودة من الأسطح؛ ب) تجميع المياه على الأسطح وفي الفناء (Mekdaschi and Liniger, 2013)

استدامة مستقبلية:

في ظل تزايد الضغوط على موارد المياه وتأثيرات تغير المناخ، يجب أن نستثمر في استغلال مياه الأمطار بشكل أكبر. حصاد مياه الأمطار ليس مجرد تقنية، بل هو نهج مستدام يساهم في تلبية احتياجات الجماعات والبيئة على حد سواء، مما يضمن مستقبلًا أكثر استدامة واستدامة للمياه.

المصادر References:  

Al-Kubaisi, M.H.D. 2023. Rainwater Harvesting of Wadi Al-Mohammadi, Western Iraq. PhD, University of Baghdad.

Falkenmark, M., Fox, P., Persson, G. and Rockström, J. 2001. Water harvesting for upgrading of rainfed agriculture. Problem Analysis and Research Needs. Stockholm International Water Institute (SIWI).

Finkel, H.J. and Finkel, M. 1986. Engineering Measures: Water Harvesting. In Finkel, H.J., Finkel, M. and Z. Naveh (eds). Semi-Arid Soil and Water Conservation. CRC Press, Inc., Boca Raton, Florida, USA.

Mekdaschi, R. and Liniger, H. 2013. Water harvesting: guidelines to good practice, Centre for Development and Environment.

Worm, J. and Van-Hattum, T. 2006. Rainwater harvesting for domestic use. AGROMISA and CTA / RAIN (Rainwater Harvesting Implementation Network). Wageningen, The Netherlands.