المشروع الاول من نوعه في العراق/ قراءة لمشروع حصاد المياه في ابنية جامعة الانبار

تفاصيل الخبر

المشروع الاول من نوعه في العراق/ قراءة لمشروع حصاد المياه في ابنية جامعة الانبار

2023-01-03

شهدت جامعة الانبار خلال عام 2022 نقلة نوعية في مجال البيئة المستدامة الخضراء وفق خطة مرسومة موثقة ضمن الخطة الاستراتيجية للجامعة مبنية على رؤية واضحة تبنتها رئاسة الجامعة هي رؤية ( جامعة الانبار نحو التنمية المستدامة 2030) التي كان احد ابرز ادواتها المراكز البحثية في الجامعة. فقد اطلقت الجامعة مشروع جامعة الانبار واحة خضراء والذي بدأت ثماره بالنضوج والوضوح سريعاً من خلال زيادة المساحات الخضراء مقارنة بالسنوات السابقة وبموازاة ذلك كان العمل على نشر ثقافة استخدام الطاقات المتجددة والنظيفة والعمل على ان تكون مختبرات وعدد من تشكيلات الجامعة معتمدة على هذه الطاقات. ثم كانت الخطوة الاهم ونستطيع ان نصف جامعة الانبار بانها رائدة في هذا المجال هو مشروع حصاد المياه في ابنية الجامعة لتكون الجهة الرسمية الاولى على مستوى العراق التي تتبنى هذا المشروع من خلال الزام قسم الاعمار والمشاريع بوجوب ان تكون هنالك منظومة لحصاد المياه في ابنية الجامعة لتجميع مياه الامطار والاستفادة منها في ري الحدائق والمساحات الخضراء تحقيقا للاستدامة وترشيد استهلاك المياه. وباشر قسم الاعمار والمشاريع في تنفيذ هذه المنظومات في عدد من كليات وتشكيلات الجامعة. وحرصاً من مركز تنمية حوض اعالي الفرات لتقييم هذه التجربة وتوفير قاعدة بيانات يمكن من خلالها اجراء عملية التقوييم ومن ثم تحليل هذه البيانات لتطوير هذه المنظومات وزيادة كفائتها لغرض تحقيق الاهداف المرجوة منها، اجرى فريق من المركز بعد موجة الامطار الاخيرة عملية مسح لكميات الامطار المحصودة من خلال منظومة حصاد المياه لبناية عمادة كلية الآداب في الجامعة. تم قياس كمية الامطار في محطة المركز داخل حرم جامعة الانبار حيث بلغت على مدى يوميين (81.8 ملم) وبلغت مساحة سطح بناية عمادة كلية الاداب (600 متر مربع) ويقدر معامل السيح السطحي للمناطق الحضرية (ممكن تقديره عند 0.8) بالتالي يمكن تقدير حجم المياه المتاحة للحصاد عند (39 متر مكعب) تم حساب كميات الامطار المتجمعة في الخزانات الخاصة بمنظومة حصاد المياه حيث بلغت ((30 متر مكعب وهذا الفرق نتيجة وجود بعض التسرب حيث ان المنظومة مازالت في مراحل انتهاء الربط والانشاء للمحطة وهو مايعني نتائج مشجعة جدا لانجاز هذا المشروع الرائد والمهم والعمل على نشر هذه الثقافة في المجتمع والتي ممكن ان تساهم كثيرا في تحقيق اهداف التنمية المستدامة بتوفير مياه وزيادة المساحة الخضراء وصولاً الى تقليل تأثير الانبعاثات والاحتباس الحراري اضافة الى امكانية استخدام سقوف الخزانات في هذه المنظومات لنصب خلايا شمسية ممكن ان تساهم في تزويد منظومات الري بالطاقة الكهربائية.

شكل رقم (1) خزانات حصاد المياه في عمادة كلية الآداب

شكل (2) قياس منسوب الماء قي الخزان

وتكمن اهمية المشروع في انه بسلط الضوء على احد اهم الموارد المائية في ظل الحديث عن شحة المياه ونقصان الايرادات المائية القادمة للعراق نتيجة بناء السدود في دول الجوار وتاثير التغيرات المناخية التي يعد العراق من اكثر الدول تاثرا بها اضافة الى ماشهده العام الماضي من تكرار للعواصف الترابية وضرورة انشاء احزمة خضراء تحتاج الى مصادر مياه لادامتها واروائها. لذلك يحسب لجامعة الانبار ومراكزها البحثية ومنها مركز تنمية حوض اعالي الفرات التركيز على موضوع حصاد المياه على مستوى الابنية والمناطق الحضرية في المدن لتطوير منظومة ادارة الموارد المائية واستدامتها. تشير تقديرات عدد من باحثي المركز انه لمعدل امطار سنوي (115 ملم) على مجمل مساحة الصحراء الغربية العراقية يكون حجم المياه المتاح (اي الممكن توفره) من هذه الامطار بحدود (28) مليار متر مكعب نعم (28) مليار متر مكعب وبالرغم من ان قسم منه يذهب كضائعات تبخر وجزء منه يرتشح داخل التربة الا ان جزء كبير منه من الممكن حصاده من خلال حصاد المياه للسيح السطحي (السيول) او تجميعه من خلال منظومات مجاري مياه الامطار واعادته للنهر او لخزانات البحيرات او على مستوى الابنية والمنازل في خزانات موقعية لكل بناية او منزل. وحتى الذي يرتشح خلال التربة يذهب جزء كبير منه لتغذية المياه الجوفية وامكانية استخدامه لاحقا بمعنى اخر استتباع ومحاولة استثمار كل قطرة ماء يمكن ان تاتي للمنطقة. ان حجم المياه المتاح من الامطار يشجع كثيرا على اجراء البحوث والدراسات وتوفير قواعد بيانات مستمرة ودقيقة تساهم في تطوير منظومات ادارة الموارد المائية وزيادة كفائتها وللجامعة ومراكزها البحثية الدور الابرز في هذا الموضوع.

من هنا لم يكن من باب الصدفة ان تنال جامعة الانبار المركز الاول عراقيا و146 عالميا في تصنيف Green Matrix الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الادارة البيئية الخضراء والذي كان للمراكز البحثية في الجامعة ودعم رئاسة الجامعة لها وايضا تبني رئاسة الجامعة لرؤية 2030 بصمات واضحة في الوصول لهذه النتيجة.