مقالة الدكتور محمد شنيار

مقالة الدكتور محمد شنيار

وقاية العاملين في المؤسسات الحكومية من الفساد الإداري

Protecting  government employees against administrative corruption

كلية العلوم الاسلامية / جامعة الانبار / فسم الحديث وعلومه

باتت ظاهرة الفساد الاداري أشبه بالوباء الخطير الذي يهدد كل مؤسسة عامة كانت او خاصة وفي كل الدول اذ احتل الموضوع اهمية متزايدة خلال العقود الاخيرة من القرن العشرين وحتى الان وشهدت السنوات الاخيرة جهود مكثفة من قبل كثير من الحكومات في تشخيص هذه الظاهرة والتعرف على ابرز مظاهرها الرشوة ، والواسطة ، والابتزاز والحد من انتشارها . وعلى الرغم من الصعوبة والحساسية التي تكتنف الولوج الى مثل هذا الموضوع الا ان المتتبع للموضوع يلمس بوضوح مدى تزايد البحوث والدراسات العلمية التي جعلت من الفساد محورا لأهتمامها .

لكن القران الكريم كان السباق في خدمة الحياة الانسانية ومعالجة قضاياها ، فقد ذكرت ايات القران الكريم مجموعة من السبل يتم بناءا عليها الوقاية من هذا المرض ، نجد في مجالات عديدة ان هناك اجراء وقائيا ففي المجال الصحي نجد الطب الوقائي والعناية بالنظافة من أجل السلامة الصحية ، وفي المجال الصناعي نجد الامن الصناعي والوقاية من حوادث العمل ، وفي المرور نجد ايضا الوقاية المرورية والقيادة الآمنة من الحوادث ، كذلك في الدين نجد الحث على الوقاية من الذنوب والمعاصي واتقاء الشبهات قبل الوقوع بها ، وفي القرآن الكريم وردت كلمة الوقاية صريحة في قوله تعالى { ياأيها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا }التحريم (6) .

 

تتمثل السبل للوقاية من الفساد الاداري في :

غرس القيم الدينية التي تعد رادع داخلي عند الانسان ومن هذه القيم الامانة ، وقيم محاربة الاسلام للاحتكار والرشوة ، ومن السبل ايضا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وسبيل اختيار العاملين في المؤسسات الحكومية وفق شروط معينة والتعيين على اساس الكفاءة والجدارة لاعلى اساس المحسوبية والقرابة فيكون الموظف بعيد كل البعد عن مواصفات الموظف الذي تحتاج  اليه هذه الوظيفة فترتب على ذلك ضياع الامانة .

ومن السبل المراقبة والمحاسبة فان الكفاءة لمن يتولى الوظائف لاتكفي بل لابد من ايجاد منظمة رقابية تتولى الاشراف على الاعمال .

وسبيل العدل والمساواة من قبل المؤسسات واختيار القيادات ومايجب ان تتوافر في القيادة من شروط .

وسبيل ترسيخ اخلاقيات العمل من خلال تدعيم الترابط والتفاعل بين العاملين بشكل كبير مما يرفع كفاءة الاداء .

زيادة الانتاج والأرباح هذا نتيجة لالتزام كل موظف بأداء ماعليه من واجبات تجاه عمله وادارة الوقت بشكل صحيح وعدم استغلال وقت العمل في قضاء مصالح شخصية ،و قيام الفرد بتقييم ادائه بنفسه دون رقيب وهذا لانه يخشى الله سبحانه وتعالى ولذلك يسعى لاتقان عمله بتطبيق اساليب الرقابة الذاتية .

عدم التمييز بين العاملين فيجب ان يخضع الجميع للعقاب عند الخطأ وذلك حتى لايعتقد اصحاب المناصب في المؤسسة انهم فوق العقاب مما يدفعهم الى عدم الالتزام بلوائح العمل .

وهذا خطأ لانه في نهاية الامر سوف يؤدي الى تراكم الاخطاء التي تشكل فيما بعد ضررا على مصلحة المؤسسة .

تشجيع الموظفين على تطوير ادائهم وذلك عن طريق الربط بين الاداء الجيد والمكافآت والحوافز دائما العامل في المؤسسة بحاجة الى من يشجعه حتى يعطي افضل مالديه لمصلحة العمل .

نشر الوعي بين صفوف العاملين بأهمية العمل وضرورة المحافظة عليه واتقانه جيدا .

تعد الاسرة اللبنة الاولى في كيان المجتمع لان لها دور كبير في بناء شخصية الابناء ، فالاسرة التي لاتربي ابناءها على العقيدة الصحيحة والتعاليم والاداب الاسلامية يكون الابناء فيهل عرضة لتلقي الافكار والتعاليم المتطرفة لعدم وجود الحصانة الدينية والوعي الكافي فيكونون فريسة سهلة للوقوع في شبه المتطرفين فالواجب على الاسر التركيز على التمسك بتعاليم الدين دون غلو او تفريط والامانه والصدق في القول والعمل وتنشئتهم على حب الفضيلة واحترام الاخرين ، وان تغرس الاسرة في نفوس الابناء حب الخير للاخرين وحب الوطن والانتماء اليه ووجوب الحفاظ على ماتحقق من منجزات حضارية ، فالاسرة مطالبة ببناء سياج فكري آمن لابنائها حتى يكون درعا وحصنا واقيا لهم من اختطاف عقولهم .

فتهاون الاسرة في متابعة الابناء قد يؤدي الى كثير من السلوكيات والامراض داخل افراد هذه الاسرة ، فالمتتبع لسيرة الارهابيين يجد انهم كانوا في عزلة وانطواء عن المجتمع مما سهل للفكر المتطرف السيطرة على تصرفاتهم