مقال للدكتور فاضل محمد

مقال للدكتور فاضل محمد

  

منهج القران الكريم في تربية الاجيال على الوسطية والاعتدال

The approach of the Noble Qur’an in raising generations on moderation

بقلم أ.م.د فاضل محمد كمبوع

     الحمد لله التواب الهادي الى الصواب غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب, والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله والأصحاب ، ومن اهتدى بهديه إلى يوم المآب, اما بعد:

فموضوع الاعتدال والتوسط يعد موضوع الساعة, وذات أثر كبير في الساحة بسبب ما تواجه الامة اليوم من تحديات بكثرة المناهج وتعددها, مما ادى الى الابتعاد عن المنهج الصافي الذي اختاره رب العزة لهذه الامة, وكلما ابتعد الناس عن هذا المنهج حصلت الفرقة والتشتت والتنافر الذي ادى الى ظهور الغلو الذي افتتن به كثير من الناس حتى من اهل العلم- الغير محصنين-, فكانت النتيجة الحتمية ان وقع الخلاف والتنافر مما اخرج لنا فرق متنازعة متخاصمة , راح بعض ممن ينتسبون اليها يصدرون احكاما لا تمت الى الدين بصلة فيكفرون الناس ويفعلون ما لا يرضى من القول ويعثون في الارض فسادا بالتفجير والتفخيخ ,فاصبح الغلو في الدين افراطا وتفريطا , فكثرت الفتن والآراء وكل ذلك مما يستدعي الخيرين للوقوف بوجه هذه الفتن ببيان الحق والعدل ومن ثم الاشارة الى الخلل ووضع العلاج والذي لا يكمن الا بالاعتدال والسير على صراط الله المستقيم وذلك بفهم العقيدة الصافية من مواردها الحقة-كتاب الله وسنة رسوله-النبع الصافي، فقد جاء القرآن بمنهجه المنير ليخرج الناس الناس من الظلمات الى النور ويهديهم صراطا مستقيما وقد جاءت آياته تدلل على اعتداله ووسطيته, ولم تكن في جزئية معينه, بل منهجا كاملا شاملا وسطا بين صراط المغضوب عليهم-اليهود-الذين غلو في الدين وصراط الضالين- النصارى-وهم من غالوا في التعبد فخرجوا عن الصراط المستقيم, قال تعالى" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا" ،ولذلك كله وددت ان يكون بحثي تحت عنوان -منهج القران الكريم في تربية الاجيال على الوسطية والاعتدال- .

واخيرا الله اسال السداد والرشاد، والثبات والإخلاص في السر والعلن ،وان يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى ،انه ولي ذلك والقادر على ذلك ،والحمد لله رب العالمين.