مقال للدكتور احمد رشيد

مقال للدكتور احمد رشيد

البصمة الوراثية (الحمض النوويDNA)

Fingerprinting of DNA

بقلم

أ.م.د. احمد رشيد ثميل

 

   إن البصمة الوراثية اكتشفت اول مرة عام 1938م، وعرف من خلالها انها المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية وهي معلومات خالصة تتعلق بشخص ما والتي تمييزه عن غيره او وسيلة لتحديد شخصية كل إنسان والتي تتعين عن طريق التحليل الوراثي ، وتسمح بالتعرف على الأفراد بيقين شبه تام، وانها تساعد على التحقق من انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء ، لإثبات النسب من الأب الحقيقي ، وكذلك تستخدم في الكشف عن الجرائم بشكل دقيق وحتمي وقد اعتمدت في كثير من دوائر الأمن المختلفة في العالم ، ومن صفاتها أن الحمض النووي المعتمد يقاوم التعفن والتحلل لفترات من الزمن مما يجعلها الوسيلة الانفع في التعرف على الجناة ، وبعد النجاح الباهر الذي نتج عنها بدات بعض الدول بتنظيم سجل قومي للبصمة الوراثية للأفراد وللآثار المجهولة وحفظها بغية الاستفادة منها في التعرف على هوية من يحتاجون التعرف عليه بسهولة ،وذلك عن طريق أي مخلفات آدمية سائلة كالدم او اللعاب او المني وأنسجة اللحم او العظم او الجلد او الشعر، ومن فوائد البصمة الوراثية  إثبات النسب ودرجة القرابة في الأسرة ، والإثبات الجنائي ، وإن تحقيق أمن المجتمع واستقراره يحتم على المتهم التضحية من اجل مصلحة المجتمع وهي الاهم ، وهذا لاينافي قاعدة انتهاك خصوصية المتهم والتي هي ليست مطلقة بل مقيدة وعليه أن يقدم دليلا ضد نفسه لإظهار الحقيقة بثبوت التهمة ضده من عدمها ، وقد أباح القانون في العديد من الدول اتخاذ إجراءات اشد خطرا من مجرد إجراء الفحص الطبي او اخذ عينات من جسم المتهم متمثلة باالقبض او التوقيف او التفتيش أو اخذ بصمات الأصابع او آثار الأقدام او الشعر او الأسنان او قزحية العين وغيرها  فضلا ، وهذا لايعتبر انتهاكا لحقوق المتهم لان حقوق ومصلحة المجتمع مقدمة، إذ لا ينبغي أن يصل حق المتهم في الدفاع عن نفسه إلى الحد الذي يمنع العدالة من الوصول إلى حقيقة الجريمة ،لأن أمن واستقرار المجتمع هي الغاية المنشودة ،ثم ان الحصول على البصمة الوراثية من المتهم افضل واسهل من انتزاع الاعترافات منه بطريقة التعذيب النفسي أو الجسدي  قيمة دليل البصمة الوراثية في الإثبات الجنائي خاصة وان البصمة الوراثية تعد قرينة قاطعة على وجود الشخص في مسرح الجريمة من عدمه ، مع ان تطابق بصمة المتهم الوراثية مع العينات المأخوذة من مسرح الجريمة لا يعني قطعا ارتكابه للجريمة ، فقد تتعدد البصمات على الشيء الواحد او أن صاحب البصمة كان موجودا عرضا في مسرح الجريمة قبل او بعد ذلك ، وقد اخذ بها بعض الفقهاء في اثبات النسب وبعض الجرائم التي خلت من عقوبة الجلد والرجم ، خاصة وانها اسهل واسرع طريقة للوقوف على الحقيقة.