أهم أهداف واتجاهات المستشرقين

أهم أهداف واتجاهات المستشرقين

 أهم أهداف واتجاهات المستشرقين                                        

الأستاذ الدكتور: تكليف لطيف رزج

أغلب المفكرين المعاصرين الذين تناولوا الاستشراق في مؤلفاتهم، قد تطابقت أراءهم حول الأهداف الأساسية والكامنة خلف حركة المستشرقين والتي نتج عنها دراسة العلوم الإسلامية وهي لا تخرج عن كونها دينية وتجارية واجتماعية واستعمارية وعلمية ، والملاحظ على هذه الدوافع أنَّ بينها تلازماً ، الا إنَّ الدافع الديني هو المتصدر لقائمة الدوافع ثم تأتي البقية مكملة له .

فبعد أن انتهت الحروب الصليبية بهزيمة الصلبيين وهي في ظاهرها حروب دينية وفي حقيقتها حروب استعمارية ولأجل العودة من جديد اتجهوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها من عقيدة وعادات واخلاق وثروات ليتعرفوا الى مواطن القوة والضعف، ولما عادت السيطرة العسكرية والسياسية جاءت دوافع أخرى لإضعاف المقاومة الروحية والمعنوية في نفوس المسلمين عن طريق التشكيك ما عندهم من تراث وقيم أخلاقية وإنسانية 

  لقد تمحورت اتجاهاتهم في اتجاهين: أما الاتجاه الأول : فهو الاتجاه العلمي المعتدل وهو أقرب إلى الموضوعية؛ إذ نظر للإسلام بوصفه مهداً للعلوم الطبيعية مثل الطب والفلسفة وغيرهما،وقد ذكر بعضهم مجموعة من الإيجابيات لهذا الاتجاه منها العمل الجماعي مع اختلاف بلدانهم من خلال المؤتمرات والمجلات وتركيزهم على موضوع معين مع استفراغ الجهد البحثي فيه والمشحون بالصبر والمثابرة ومن امثلته دائرة المعارف الإسلامية الصادرة 1913م ومنها أيضًا جمع المخطوطات العربية والإسلامية وحفظها وصيانتها من خلال نقلها الى اوربا وفهرستها حيث تتهيا سبل الحفظ المتطورة([1]) ،وأما الاتجاه الثاني: هو الاتجاه العلمي المشبوه والذي يقوم على التشكيك بصحة رسالة النبي? ومصدرها الإلهي وصولاً إلى انكارهم كون الإسلام ديناً من عند الله تعالى وكان هذا الاتجاه اتجاهاً لاهوتياً متطرفاً في جدله العقيم ينظر للإسلام  بمنظار الخرافات والاساطير([2]) ، ويقوم هذا الاتجاه على نمط من التفكير المتطرف المبني على التفرقة بين الشرق والغرب، وإنَّهما لن يلتقيا وهذا الاتجاه بقي حبيساً في مناهجه وأساليبه لخلفية الجدل الالهوتي([3])، وهذا الاتجاه بقي حياً ولا يزال قائماً إلى وقتنا الحاضر في كتابات البعض منهم ، وفيه من الحقد والعداوة الشيء الكثير    وأصحاب هذا الاتجاه  يستخدمون المنهج التاريخي في تفسير مبادئ الإسلام ومعتقداته, ويحاولون إرجاع الدين الإسلامي إلى عناصر داخلية وأخرى خارجية بعيدة عن المحتوى الإسلامي, وفهم ذلك بطريقة التأثر والتأثير([4])، وهذا الاتجاه تزعمه مجموعة من المستشرقين الذين وصفهم السباعي بأنَّهم من أخطر المستشرقين المعاصرين وهما جب وجولد تسهير([5])  

 



 ([1])ينظر: الإسلام والاستشراق : زقزوق :14-18

 ([2])ينظر: الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم : السباعي: 25-27

([3])  ينظر:الإسلام والاستشراق محمود حمدي: زقزوق:  , 18-21   

[4])) ينظر: نقد الخطاب الاستشراقي: ساسي سالم الحاج: 1/ 164.

 ([5])ينظر: الاستشراق والمستشرقون مالهم وما عليهم: السباعي: 38-41 .