تنبيه الألباب لإعجاز حديث الذباب ودحض شبهات كل مفترٍ وكذَّاب

تنبيه الألباب لإعجاز حديث الذباب ودحض شبهات كل مفترٍ وكذَّاب

 تنبيه الألباب لإعجاز حديث الذباب ودحض شبهات كل مفترٍ وكذَّاب

 

إعداد أ.م. د. مازن مزهر إبراهيم ألحديثي

تدريسي في قسم الحديث - كلية العلوم الإسلامية - جامعة الأنبار

 

مما لا شك فيه عند كل مسلم مؤمن بالله تعالى ونبوة محمد r أن كل حديث من أحاديثه r فيه العبر والحكم والإعجاز الكثير الكثير, ولا يستطيع الناس أن يقفوا على حصره ومعرفته على وجه الدقة في زمان ومكان واحد, ولكن الله I ييسر هذا الأمر لعباده تدريجياً وفي مختلف العصور والأماكن؛ ليكون دليلا على صدق نبوته r فيكتشف الناس في هذه الأحاديث أشياء عظيمة وذات فائدة كبيرة للبشرية جمعاء. وحديث الذبابة لا يقل شأناً عن بقية أحاديث النبي r. ففيه اعجاز حيَّر عقول فطاحل العلماء. وهو من الأحاديث الصحيحة, وأخرجه عامة أصحاب الكتب الحديثية ومنها الصحيحين وغيرهما, وورد من طرق عدة, فقد رواه أربعة من أصحاب النبي r وهم: أ- أبو هريرة t ب- أبو سعيد الخدري t ج- أنس بن مالك t د- علي بن أبي طالب t, ورواه عنهم جمع غفير من التابعين وتابعيهم إلى أن وصل إلينا. واعتمده الفقهاء لبناء أحكامهم. وأثبت حقائق علمية وتكوينية كثيرة عن الذباب, وهي معجزة تضاف الى معجزات النبي r, التي تؤيد صدق نبوته r, فهي وحي من الله I, وبقيت هذه الحقائق خافية على البشرية في زمانه r ولم تكتشف الا قريباً جداً بعد التطور العلمي والتكنلوجي الحديث, وهذه المعجزات هي: وجود داء في أحد جناحي الذباب, أي بكتريا وجراثيم مسببة للأمراض, وهو الجناح الأيسر؛ لأنه يقع عليه دائماً, وفي الآخر دواء لهذا الداء, أي المضادات الحيوية للشفاء منه, وأن الدواء لا يخرج إلا بغمسه؛ فهو يقع تحت جلدها عكس الداء الذي يكون فوق جلدها, وانه يسقط دائماً على الجناح الذي فيه الداء, فإذا سقط في إناء الطعام أو الشراب فيصيبه ما يحمله من جراثيم وبكتيريا مسببة للأمراض, وللقضاء على هذا الداء يلزم غمس الذبابة كلها في الإناء حتى يخرج الدواء من جسد الذبابة فيقضي عليه, فلا ينجس الطعام بسقوطه فيه. وهذا ما اثبتته الدراسات والتجارب العلمية والطبية الحديثة الكثيرة التي أجريت على الذباب, والتي أقرت بصحة وصدق هذا الحديث, وأن جسم الذبابة يحتوي على أفضل وأقوى المضادات الحيوية للقضاء على عامة البكتريا والجراثيم, وهذا ما يعمل عليه اليوم مختلف العلماء والأطباء. وقد اثيرت شبهات ومطاعن كثيرة حول هذا الحديث, قديماً وحاضراً, سواء من المستشرقين أو من ضعاف الإيمان ممن يحسب على المسلمين, وكلها شبهات واهية مردودة, لم تصمد أمام ما أقرته الدراسات الحديثية والعلمية والطبية التي اثبتت صحة وصدق هذا الحديث, والتي قام بها علماء مسلمين وغير مسلمين ومن مختلف القارات والاعراق والاديان, فشهد له الأعداء قبل الأصدقاء. فقد علمه شديد القوى فهو لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي من الله. وهذا الحديث لا يُلزم أحداً بتناول الطعام أو الشراب إذا سقط فيه الذباب, وإنما هو على سبيل الاخبار والتعليم وتقديم الحل والعلاج لمن يسقط الذباب في إنائه, فيريد أن يتناول ما فيه من غير أن يضره ما يحمله الذباب من داء, وخاصة عندما يشح الطعام أو الشراب, فالحديث ليس فيه ما ينفر الطباع أو ما يخالف النظافة والذوق السليم.