منهج المسلم المستمد من الشريعة الاسلامية في النصح والحكم على الاخرين

منهج المسلم المستمد من الشريعة الاسلامية في النصح والحكم على الاخرين

 منهج المسلم المستمد من الشريعة الاسلامية في النصح والحكم على الاخرين

أ.د عبد الرحمن حمدي شافي

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه . وبعد :

إن التمسك الحقيقي بالدين والعودة إلى معينه الصافي (الكتاب والسنة) يقتضي من المسلم

1-   الرأفة والرحمة بالناس والتعايش مع المخالف والرفق بالمعاند ونبذ التشدد والغلو مع الاخرين والتأكيد على ضمان الامن والاستقرار والسلام لعموم افراد المجتمع مهما كانت دياناتهم أو اختل التزامهم . ولذلك يقول غوستاف لوبون في حضارة العرب ص128 (ان المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة على دينهم وروح التسامح نحو اتباع الاديان الاخرى ) لهذا انتشر الاسلام بين الملايين ممن لم تصلهم سيوف المسلمين تأثرا بعدالته وسماحته فصاروا اهله ودعاته وأخلص ابنائه

2-   فإن المسلم الحق قد حمّل أمانة النصح لله ورسوله عليه الصلاة والسلام ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فإن كل مسلم حمل أمانة هذا الدين والدفاع عنه ونشره بأفضل صورة فأي خلل يحصل في تبليغه والدعوة اليه أو تطبيقه يعد خيانة لهذه الأمانة . يقول ابن القيم رحمه الله :( فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ، طالب للدليل ، محكم له، متبع للحق حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان، زالت الوحشة ، وحصلت الألفة ، ولو خالفك ، فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ، ويكفرك أو يبدعك بلا حجة)

3-   هو غيور على دينه يغضب إذا انتهكت محارمه لكن غضبه لا يخرجه عن حد الاعتدال لان دينه اوصاه ان لا يتمادى في الغضب فيتجاوز الحدود .

4-  وهو حليم ورفيق لين لإخوانه لأن دينه يأمر بالرفق وربه سبحانه يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.وييسر ولا يتشدد لان نبيه صلى الله عليه وسلم يقول  ( إن الله رضي لهذه الأمة اليسر و كره لها العسر {قالها ثلاث مرات}  ) .

5-   وهو سليم الصدر تجاه أهل ملته وإن خالفوه في الرأي لأن سلامة الصدر هي التي تنفعه يوم لقائه بربه وأهل الجنة لن يدخلوها إلا وقد نزع من صدورهم ذلك (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين)

6-   ولذلك هو حسن الظن بكل مسلم فلا يبدر منه تجاههم الا الخير والنفع والرحمة لأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده بل من سلم الناس من لسانه ويده .فتراه رفيقا رحيما باخوانه وبمن هم في ذمته من اهل الديانات الاخرى فقد امن جاره المسلم وغيره بوائقه وكيف لا والمسلم كله خير فمن خالف يكفيه قوله عليه الصلاة والسلام ( بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم , كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) .

7-   دعوة الاسلام دعوة عامة للسلام وترك الاحتراب والتنازع حتى أنه جعل فساد ذات البين من أهم أسباب هدم صرح الدين وزواله ففي الحديث (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة . لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) وقال r : ( دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفسي بيده ... لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم) وقوله أفشوا السلام بينكم أكبر وأشمل من معنى عبارة التحية المعروفة بين المسلمين  فقد قصد  السلام كله فعبارة التسليم عهد بين المسلمين بها يأمنوا بعضهم ولا يعتدي أحدهم على الآخر جعلها أول سبب يوصل إلى الجنة .

8-   طريقه في التبليغ والدعوة والنصح هو الحجة والإقناع بالدليل والبرهان ولذلك تميز الخطاب الإسلامي بصفة الحكمة وأن ذلك صفة ثابتة في خطاب الشارع حتى في الديانات السماوية السابقة قال سبحانه عن داوود عليه السلام ( وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب )  فقرن الخطاب الشرعي بالحكمة كما قال سبحانه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وأمر زوجات رسول الله r في تبليغهن ما علمن من الشرع بأن يتصفن بالحكمة فقال (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة). وعلى الرغم مما قيل في معنى الحكمة إنها السنة إلا أنني ألمح في اختيار الشارع لهذه اللفظة معنى أعمق من معناها الظاهر فكأنها توجيه لمن يتصدى للخطاب الديني ويقوم بأعبائه أن يتسم بالحكمة في طروحاته وأن يكون دقيقا في اختيار المقال للمقام المناسب فليس كل نص يقال يعمل به في كل حين فالدعوة إلى الله تعالى بحكمة وليست بالبطش والإكراه

9-   لا يكفر أحدا من اهل ملته وكيف يكفر من ثبت له اسم الاسلام بالصلاة والقبلة ففي صحيح مسلم  ( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته)  ولذلك يقول أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ( لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد دعاني فأتيته فقال اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل هذه القبلة لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد وإنما هذا كله اختلاف العبارات) ونسب إلى الامام مالك أنه قال: ( من صدر عنه ما يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها، ويحتمل الايمان من وجه، حمل أمره على الايمان ) .

10-                  منهج المسلم التيسير والتخفيف وقد جاء في الحديث (الدين يسر ولن يغالب الدين احد الا غلبه سددوا وقاربوا. وعند البخاري سددوا وقاربوا وأبشروا فانه لا يُدخل أحدا الجنة عملُهُ

ومن هنا قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. وقال البخاري وكان صلى الله عليه وسلم  يحب التخفيف واليسر على الناس .

هكذا يدعوك دينك ان تترفق بنفسك ومن حولك فان في الامر متسعا حتى للعصاة واريد ان اقولها بصراحة لا داعي لكل هذا التشديد فان رحمة الله تعالى اعظم من ذنوبنا واخطائنا فكل اهل لا اله الا الله ناجون كما ثبت في الاحاديث الكثيرة الصحيحة وان من رجحت سيئاته على حسناته ودخل النار فسيدخلها ميتا لا يشعر بعذابها رحمة به لانه من اهل لا اله الا الله ففي صحيح مسلم ذلك .

ولم اجد النار في كتاب الله تعالى قد اعدت لمسلم من اهل التوحيد بل كل ما وجدته انها اعدت للكافرين كما في قوله تعالى(فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين) (واتقوا النار التي اعدت للكافرين ) (لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى) والموحد لم يكذب (ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار)  (والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت ... أولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)(ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون) 

ولذلك لما قرا ابن عباس (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)   فقال الأعرابي فوالله ما انقذكم منها وهو يريد أن يوقعكم فيها فقال ابن عباس خذوها من غير فقيه . وقال الصنابحى دخلت على عبادة بن الصامت وهو فى مرض الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكى ... سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله النار عليه ) فلن يخلد في النار الا كافر منكر ومن دخلها من اهل التوحيد مات فيها فلا يحس بحرها كما في صحيح مسلم . فرفقا بانفسنا واخواننا فالامر ايسر مما نتصور

وهناك بشرى اخرى ان من نجا من عذاب القبر نجا مما بعده واهل التوحيد لاشك ناجون برحمة الله تعالى ففي الحديث (ان القبر اول منازل الاخرة فان نجا منه فما بعده ايسر منه وان لم ينج منه فما بعده اشد منه ) فان الانسان يسأل في قبره عن امرين لا ثالث لهما وهما حاضران في قلب المسلم وعقله

روى مسلم في قوله تعالى (يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت قال نزلت في عذاب القبر فيقال له من ربك فيقول ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فذلك قوله عزوجل يثبت الله ... الاية .

فان النار تتقى بشق تمرة ويباعدك الله تعالى عنها بكل يوم تصومه في سبيل الله سبعين خريفا كما في الصحيحين وفي رواية الترمذي بكل يوم تصومه لله عزوجل يجعل الله تعالى بينك وبين النار خندقا كما بين السماء والارض .

ولا اريد ان اقلل من شأن المعاصي والمخالفات ولكن من باب احسان الظن بالله تبارك وتعالى وهو القائل انا عند ظن عبدي بي ان ظن خيرا فله وان ظن شرا فله

وفي الصحيحين ايضا إن عبدا أصاب ذنبا فقال رب أذنبت فاغفر لي فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟  غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا   فقال رب أذنبت   فاغفره فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا    قال رب   أذنبت آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء .

وكثير غير هذا يطول المقام بشرحه لكني ذكرته كتمهيد للدخول الى موضوعنا فان المسلم الناصح لاخوانه الامر بالمعروف الناهي عن المنكر ان علم ذلك وامن به خفف على نفسه وعلى اخوانه ولم ينجر الى التضليل والتكفير والهجوم والحاق الاذى بالاخرين لاي ذنب اقترفوه او اي خطأ ارتكبوه فقد سمعنا وراينا سهولة التضليل والتكفير على السنة اناس ما فهموا شرع الله تعالى وما قدروه حق قدره فرحمة الله تعالى اوسع من ان نحيط بها علما وسعتها اوسع من كل شيء من خلقه

حتى ذكر ان ابليس ليتطاول في الشفاعة لما رأى من انتفاع  حتى الكفر ايضا منها والله تعالى اعلم

11. منهج المسلم ان يتبع ما قاله فحول اهل العلم ورحم الله الامام الشافعي حين قال (من تفقه من بطون الكتب ضيع الاحكام) وقال ابن جماعة ومن اعظم البلية تشيخ الصحيفة يقصد من اخذ علمه من الصحف وليس عن العلماء  وقد قال ابن مسعود (لا يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم وعن امنائهم وعلمائهم فاذا اخذوه عن صغارهم وشرارهم هلكوا) وفي الحديث ان العلماء هم ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر )

فان من اسباب الخطأ في الحكم مقولة شاعت بين هؤلاء الشباب تنص على ان الحكم يؤخذ من الكتاب والسنة وان ينبذ كل قول اخر وهي مقولة  ظاهرها فيه الرحمة وباطنها تضييع للصواب من المعاني . قال القاضي ابن العربي المالكي : (القياس أصل من أصول الشريعة ودليل من دلائل الملة انقرض عصر الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم وهو الأعيان والجلة على صحة القول به حتى حدثت فرقة فأنكروه لأغراض لهم ثم نبغت نابغة شق عليهم بُعد شُقة النظر وعسرت عليهم مسافة الاجتهاد فقالوا الحكم لله ولرسوله لا فتوى إلا بما قال الله فكانت فتنة للرعاع وكلمة حق أريد به باطل كما قال علي رضي الله عنه للخوارج حين قالوا لا حكم إلا الله وضللوا عليا رضوان الله عليه في التحكيم فقال لهم علي رضوان الله عليه إن الله قد حكم في الشقاق وجزاء الصيد فكيف في حق دماء الأمة ) 

ولذلك قال الخطيب البغدادي : (ولا بد للمتفقه من أستاذ يدرس عليه ويرجع في تفسير ما اشكل إليه ويتعرف منه طرق الإجتهاد وما يفرق به بين الصحة والفساد) وقيل للإمام أبي حنيفة رحمه الله في المسجد حلقة ينظرون في الفقه فقال لهم رأس؟  قالوا : لا . قال لا يفقه هؤلاء ابدا )

واما الخطأ المتوقع او الواقع من اخذ الحكم من الاية او الحديث دون الرجوع الى اقوال اهل العلم فاضرب له مثالا :  عن ابن أبي دخيلة عن أبيه قال: كنت عند ابن عمر فقال:"نهى رسول الله صّلى الله عليه وآله وسلم عن الزبيب والتمر يعني أن يخلطا".فقال لي رجل من خلفي:ماقال؟ فقلت: (حرّم رسول الله صّلى الله عليه وآله وسلم التمر والزبيب) فقال عبدالله بن عمر : (كذبت)! فقلت: (ألم تقل نهى  رسول الله صّلى الله عليه وآله وسلم عنه ؟ فهو حرام) فقال: (أنت تشهد بذلك ؟ ).

قلت:انظر إلى ابن عمر وهو من فقهاء الصحابة –كذب الذي فسّر( نهى ) بمعنى (حرّم) وإن كان النهي يفيد التحريم لكن ليس صريحًا فيه بل يفيد الكراهة أيضًا ومعنى كلام ابن عمر :أن المسلم لا يجوز له أن يتجرأ على الحكم بالتحريم إلا بدليل صريح من الكتاب أو السنّة،وعلى هذا درج الصحابة والتابعون والأئمّة.

12. ومن منهج المسلم الحق ان النصح لهذا الدين يقتضي من القائم بالنصح والدعوة سعة الاطلاع على اقوال اهل العلم فكلما اتسع الاطلاع قل الاعتراض وساغ تقبل المخالف ولم يستنكر موقفه فلا إنكار مادامت المسألة خلافية قال ابن تيمية : (وأما من بلغ به الحال إلى الاختلاف والتفرق حتى يوالى ويعادى ويقاتل على مثل هذا ونحوه مما سوغه الله تعالى كما يفعله بعض أهل المشرق فهؤلاء من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا)

13. القبول براي الاخر وعدم استنكاره مادام الامر فيه فسحة : قال يحيى بن سعيد : ما برح أولو الفتوى يفتون فيحل هذا ويحرم هذا فلا يرى المحرم أن المحل هلك لتحليله ولا يرى المحل أن المحرم هلك لتحريمه  وقال سفيان الثوري : (إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه ) وقال ابن قدامة المقدسي : (لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه فإنه لا إنكار على المجتهدات) وقال أبو إسحاق الشيرازي : (الصحابة رضي الله عنهم أجمعت على تسويغ الحكم بكل واحد من الأقاويل المختلف فيها وإقرار المخالفين على ما ذهبوا إليه من الأقاويل)

14. المسلم لاينكر منكرا يؤدي انكاره الى ما هو انكر منه قال ابن القيم ك سمعت  ابن تيمية ... يقول مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال فدعهم)

15. المسلم الحق ينصف المخالف : قال الذهبي عن ابن حزم (ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبته في الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل، والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة، ولكن لا أكفّره ولا أضلّله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين ، وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه) وقال الذهبي -في ترجمة ابن خزيمة-: (ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه لقل من يسلم من الأئمة معنا رحم الله الجميع بمنه وكرمه)

 ولذلك قال عبد الله بن عون وذكر أبا حنيفة : ( ذاك صاحب ليل وعبادة . قال : فقال بعض جلسائه : إنه يقول اليوم قولاً ثم يرجع غداً . فقال ابن عون : فهذا دليل على الورع ، لا يرجع من قول إلى قول إلا صاحب دين ، ولولا ذلك لنصر خطأه ودافع عنه) 

ومن بديع احترام رأي الآخرين رفض الإمام مالك  فرض موطئه على العالم الإسلامي لما طلب منه ذلك الخليفة المنصور فقال له : دع الناس وما هم عليه وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم

والله تعالى اعلم 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين