علم الله ومشيئته وارادته وقدرته

علم الله ومشيئته وارادته وقدرته

 

علم الله ومشيئته وارادته وقدرته

        الدكتور زبن عجيمي ابراهيم عبدالله الدليمي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحبة أجمعين .

وبعد:

فإن التقسيم العقلي للأشياء إما أن تكون من الممكنات الجائزات أو من المستحيلات أو واجب الوجود، ولا رابع لها.

فالممكن الجائز هذا العالم الكون وما فيه من الذرة الى المجرة – والمستحيلات:  هي التي لا تقبل الوجود على الاطلاق،  كتقدم الولد على والديه،  وواجب الوجود هو الله سبحان وتعالى الذي لا يقبل العدم ولم يكن معدوما ثم وجد، ومن هذه المقدمة التمهيدية نقول :علم الله تعالى متعلق بهذه الاصناف الثلاثة, بالممكن الجائز والمستحيل وواجب الوجود اي : ان الله تعالى يعلم ذاته الأقدس ويعلم المستحيل والممكن الجائز،  ومشيئته لا تتعلق الا بالممكنات الجائزات , والغالب ان المشيئة تتقدم على الإرادة كما ذهب الى ذلك قسم كبير من العلماء ، وان الارادة تتعلق كذلك بالممكن الجائز فقط وتأتي القدرة الربانية دائما عقب الإرادة، فالله تعالى لما يريد شيئاً حصل المراد لوجود القدرة التي لا تتعلق الا بالممكن الجائز اذ لاً تعلق لها بالمستحيل ولا بواجب الوجود, فلو قال قائل أيقدر ربك ان يجعل اله كمثله, قلنا ذلك مستحيل والقدرة تحتاج الي قادر وهو الله تعالى وفي الوقت نفسه تحتاج الى الشيء الذي  يكون امام القدرة ان يكون قابلاً للإيجاد،  وذلك غير قابل للإيجاد،  والدليل:  هو ان من صفات اًلإله هو ان لا يكون مسبوقا بالعدم،  ومن هنا اتفق علماء الكلاًم على ان الله تعالى وجوده بذاته ثم يسكتون اي: لا وجوده من نفسه ولا من غيره،  اذا لو كان وجوده من نفسه لكان معدوماَ ثم اوجد نفسه وهذا دور اي: أن الشي يتوقف على نفسه وهذا باطل لان فاقد الشي لا يعطيه،.

وكذلك لا يجوز ان يكون وجوده سبحان متوقفاً على غيره لأنه يكون حادثا والحدوث من صفات الممكنات الجائزات،  وغيره الذي أوجد من الذي أوجده ويتوقف على القول بالتسلسل فهذا باطل لأنه لا يتوقف ويستمر الى ما لا نهاية.

اذن: من صفات إلالة ان يكون وجوده بذاته وبناء على ما تقدم ان علم الله تعالى محيط بذاته اذ كيف لا يعلم ذاته؟  وكذلك يعلم المستحيلات ويعلم الممكنات الجائزات. اما المشيئة والارادة والقدرة لا تعلق لها الا بالممكن الجائز، ولما قلنا ان القدرة لا تعلق لها الا بالممكن الجائز إذكان معدوما ثم صار موجودا والله تعالى قادر على ان يفنيه لان الممكن الجائز هو الذي يقبل الايجاد والعدم في آن واحد،  واما المستحيل،  فهو كما قلنا لا يقبل الوجود لأنه غير موجود الا اللهم في التصورات العقلية التي تشبه الخواطر واما واجب الوجود فهو الله تعالى الذي لا يقبل العدم ووجوده لم يكن مسبوقا بالعدم.

وختاما فهذا جهد المقل وزاد المنقطع ابغي به وجه الله فأن اصبت فهذا مرادي وإن كانت الأخرى فحسبي انني بذلك جهداً لوجه الله تعالى راجيا منه القبول واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم