| تفاصيل الخبر |
دلائل الزراعة
2022-06-12
الأستاذ المساعد الدكتور نوفل عدنان صبري
مركز تنمية حوض أعالي الفرات – جامعة الانبار
هو التعرف على مقدرة الأرض على الإنتاج الزراعي من خلال الكساء النباتي لتلك الأرض المتكون نتيجة التداخل بين عوامل المناخ وظروف التربة، إذ تختلف النباتات في درجة تحملها للحرارة والملوحة والقلوية والتهوية وعمق الماء الأرضي وغير ذلك من العوامل المختلفة، وبذا فان النباتات التي تنمو في مثل هذه البيئات تعطي دلائل وضحة على قدرتها على النمو والتكاثر في تلك البيئات.
وهذا يؤدي الى حدوث تطور للكساء النباتي من خلال سلسلتي التعاقب المائي والجفافي، فنمو النباتات في سلسلة التعاقب المائي هو نمو النباتات المغمورة اولاً ثم الطافية ثم نباتات المستنقعات ثم المروج ثم الشجيرات فالأشجار، حيث تكون الغابات هي الذروة ((climox. ويؤدي نمو النباتات المغمورة إلى إعاقة حركة الماء وترسب المواد العالقة به حتى إذا ارتفع منسوب الأرض تحت تلك المياه أصبحت البيئة غير صالحة لنمو تلك النباتات فيموت قسم كبير منها وتنو نباتات أخرى مكانها، وهي النباتات الطافية، وغالبا ما تكون هذه المراحل تدريجية ومتداخلة اي أنه يمكن مشاهدة كلا المجموعتين من النباتات المغمورة وهي تنتهي والطافية وهي تبدا بالانتشار، أما في المرحلة الثالثة حيث يقل منسوب الماء فوق الأرض أكثر فتدخل مرحلة النباتات القصبية مثل البردي حيث إذا أصبحت الأرض شبه جافة جاءت مرحلة المروج، وأهم نباتاتها الاثل (Juncus) فإذا غاض الماء تحت الأرض تنمو الشجيرات مثل الطرفة والغرب والصفصاف ثم الأشجار مثل الاثل والقوغ والتوت وغيرها .
أما سلسة التعاقب الجفافي التي تحدث على اليابسة، فهي تشبه في أساسها التعاقب المائي إلا أن المراحل تكون مختلفة ،حيث تبدء السلسلة بالأشنات القشرية التي تتجمع على سطوح الصخور وتنو عليها بامتصاص ماء المطر فتمهد بذلك إلى الأشنات الورقية بالنمو والتكاثر، والتي تلعب دورا فعالاً في تفتيت الصخور، وقد تفتت وتزيد الشقوق في صخور أخرى، فتبدا النباتات العشبية بالظهور وتمهد هذه المرحلة الرابعة لظهور الشجيرات ثم الأشجار وبذا نجد أن القيمة واحدة وهي ظهور مجموعه (mesophytes ) التي هي النباتات الشائعة المزروعة والتي تقع بين النباتات المائية و النباتات الصحراوية.
ندرج في أدناه بعض دلائل الزراعة المهمة والمفيدة في استزراع الأراضي لان النباتات النامية تعطينا دلائل عن واقع التربة الكيميائي والفيزيائي وعن ماضي الأرض ومستقبلها وقدرتها الإنتاجية.
· نباتات الأرضي الصحراوية: تعيش هذه النباتات في البيئة الصحراوية وكذلك في البيئة الملحية مثل أحد أنواع الشعير والثيل والجت والبرسيم.
· نباتات مطرية: تعتمد هذه النباتات على الأمطار الساقطة في المناطق الصحراوية مثل الشيح، ووجودها يشير إلى أن عمق الماء الارضي في تلك المناطق أكثر من خمس أمتار .
· نباتات المياه الأرضية: تصل جذور هذه النباتات إلى الماء الأرضي ولها القدرة على امتصاص حاجتها من الماء منه ومن بين اجناسها Tamarix ,Salsala ,Medicago)).
· نباتات الماء الشعري: إن لهذه النباتات القدرة على الاستفادة من ماء الأرض لعمق 2متر حيث يستفيد النبات من مائها عن طريق الخاصية الشعرية وتشمل العديد من النباتات العصارية والملحية مثل Atriplex tatarica) ) والخريزة .
· النباتات المائية: تعيش هذه النباتات في مناطق المستنقعات والأراضي الاخرى المغمورة بالمياه وهي شديدة النتح فتسبب بذلك زيادة في ملوحة تلك المياه حيث توجد في الأهوار المؤقتة. ومن بين هذه النباتات القصب والبردي، فمن الممكن بعد استنفادها لماء تلك الأرض تتعاقب بعدها نباتات ملحية لأن الارض تصبح مالحة .
· نباتات الأراضي القلوية (alkali Soil Plants ): أهم نباتات هذه المناطق هي Achilla cristata ,Aster tripolium ومن اشدها على تحمل القلوية هو (Campharosm aovato) .
· نباتات الأراضي الملحية (Salin soil plants ): سوف أتطرق في مقال آخر عن هذه النباتات بالتفصيل.
أ- نباتات المناطق الرطبة (مثل مناخ البحر الأبيض): مثل الشنان والرغل والاثل وانواع البراسيم التابعة للجنس (Trifolium) وغيرها.
ب- نباتات المناطق القاحلة (orid zon plant): فيقصد بالأراضي القاحلة تلك الأراضي التي يكون المعدل السنوي لسقوط الأمطار فيها بين 200-300 ملم فتنتشر في مثل هذه المناطق نباتات من عدة اجناس معظمها سبق ذكره في مجاميع أخرى مثل الشيح (Anabasis ,Kochia ,(Artemisia ,Agropyron
ج- النباتات الصحراوية (Xerophytes ) يقصد بالأراضي الصحراوية تلك التي تعيش فيها أجناس مثل الحرمل التابع للجنس (Zygophyllum) وكذلك نباتات من الجنس (Suda, salsola ).
· نباتات الأراضي الملحية الرطبة: عندما تكون التربة ملحية وذات محتوى رطوبي جيد تنمو فيها نباتات من بعض أجناس النباتات المائية مثل جنس Juncus) ,(Scirpus, phragmitis, Carax, Typha, Cyperus.
إن الدراسة الدقيقة لأنواع النباتات التابعة لجنس معين توحي للباحث بصورة واضحة عن ماضي تلك الأرض ومستقبلها، فيما يتعلق بقدرتها الإنتاجية وملوحتها ورطوبتها، لذا أصبحت دراسة دلائل الزراعة في العالم في الآونة الأخيرة مهمة جداً لاستزراع الأراضي، لأنها تعطي صورة ميدانية عن إمكانية زراعة الأرض تحت تلك الظروف.
