| تفاصيل الخبر |
التذبذب المناخي وأثره على الأمن الغذائي في محافظة الانبار
2024-02-23
المدرس المساعد محمد رحيم محمد
مركز تنمية حوض أعالي الفرات – جامعة الانبار
يعد التذبذب والتغير المناخي واحد من أهم التحديات التي تواجه العالم ومن ضمنها العراق ومحافظة الانبار على وجه الخصوص، وإن أي تغيير يطرأ في المناخ ينعكس آثاره بأشكال متعددة على كافة جوانب الحياة ومن ضمنها على الأمن الغذائي، لذا لا بد من التخطيط على مستوى الدولة لمواجهة هذا الانعكاس الطارئ الذي بدوره ان أهمل قد يضعف من اقتصاد الدولة او يدهورها، إن ضعف تخطيط في مواجهة مشاكل المناخ وانعكاساته على الأمن الغذائي سيشكل حرب اقتصادية للبلد ومن ضمنه منطقة الدراسة خلال العقد القادم.
ويعرف التذبذب المناخي: - هو اختلاف في قيم عناصر المناخية السنوية والشهرية في مستوى معين للمعدل العام، أي اختلاف في ارتفاع درجات الحرارة بين سنة وأخرى، اذ يقال إن تذبذب المناخ في شهر معين في سنوات متعددة مثلاً كان التساقط المطري في شهر كانون الثاني في احدى السنوات فيه كمية الامطار وصلت إلى (158) ملم وفي السنة التالية وصلت إلى (55) ملم والسنة الثالثة وصلت إلى (88) ملم. تشير الدراسات المناخية أن درجات الحرارة مستمر نحو الارتفاع لا سيما العظمى منها وزيادة في التطرف الحراري ما بين فصول السنة أي ارتفاع في درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية، أثر بشكل كبير على اختلاف في قيم الضغط الجوي ومن خلاله انعكس على تذبذب في كميات سقوط الامطار واختلاف مواعيد سقوطها وتباينها من مكان لأخر، وهذا ينعكس تأثيره على الأمن الغذائي على المستوى العالمي، فكثير من المزارعين لا يعي أهمية المناخ وانعكاسات تغيره، فمثلاً بالنسبة لارتفاع الحرارة أثرت على إطالة فصل النمو للمحاصيل الشتوية، وتدهور الإنتاج للمحاصيل الصيفية، مما أدى الى زيادة الضائعات المائية بفعل عمليات التبخر وبالتالي إجهاد النبات. ومن باب آخر إن التغيرات في العنصر المطري وتذبذبه بين موسم وآخر في منطقة الدراسة انعكس أثره من خلال حدوث موجات الجفاف مما جعل أسعار المواشي ومنتجاتها، وأسعار اللحوم متدنية بين فترة وأخرى، ان التذبذب المطري في محطة الرمادي ما بين موسم (2020-2021) و(2021-2022) إذ بلغت كميات التساقط في تلك المحطة (117 و30) ملم خلال تلك الموسمين عكس على تدهور المراعي الطبيعية التي تقتات عليها المواشي، وارتفاع أسعار العلف أدى الى تعرض الحيوانات الماشية الى الذبح الجائر وقلة الاقبال على تربيتها مقابل في زيادة استهلاك لحومها، أما في موسم (2022-2023) فبلغت كميات الامطار (171 ملم) فيعد من المواسم المطيرة الذي انعكس على ارتفاع أسعار المواشي بشكل غير مسبوق في العراق عامة ومحافظة الانبار خاصة، وكان ارتفاع أسعار المواشي ومنتجاتها لكثرة المراعي مع تراجع اعدادها بشكل عام إذ شكل خطرا على توازن الأمن الغذائي في محافظة الانبار من خلال ارتفاع تكاليف الإنفاق على الثروة الحيوانية، أن التذبذب المناخي ساهم في ارتفاع أسعار المحاصيل الاستراتيجية من (القمح والشعير وذره الصفراء)، وايضا كان سبباً في ارتفاع أسعار المواد الغذائية من ( الطحين والرز)، وارتفاع أسعار اللحوم (الابقار والأغنام و الماعز و السمك و الدجاج)، وارتفاع في أسعار المواشي (ثنائي الغرض) بشكل كبير، وتراجع في الغطاء النباتي وزيادة احتمالية التصحر، وزيادة نسبة الأمراض والاوبئة.
#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات
#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center
