| تفاصيل الخبر |
المعالجة البيولوجية للمياه الملوثة
2024-01-20
الاستاذ المساعد الدكتور هاله ارشد علي
مركز تنمية حوض أعالي الفرات – جامعة الانبار
تكمن اهمية الماء كونه لا توجد مادة مناظره له من حيث الخصائص الفيزيائية والكيميائية، ولا يمكن تخليق اي بديل صناعي له او يحل محله، ويعتبر الماء من اهم المدخلات في انتاج الطاقة وفي مصادر الصناعة والزراعة والخدمات الطبية وان التوسع العمراني والزيادة في النمو السكاني وتطور الصناعة ادى الى المزيد من استهلاك المياه العذبة مما ادى الى زيادة طرح المياه الملوثة المنزلية والصناعية والصحية في المياه العذبة مما سبب الى ظهور وتفاقم مشكلة تلوث المياه إنَّ التغيرات التي حصلت بفعل الإضافات لجميع النشاطات البشرية إلى البيئة ومنها المخلفات السائلة يؤدي إلى تغيير كبير في مواصفات المياه العذبة التي هي المصدر الأكثر ملائمة لاحتياجات الإنسان، واشارت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من مليار شخص محرومون من المياه النظيفة بينما يموت (3.4) ملايين شخص كل عام بسبب أمراض يمكن تجنبها إذا توفرت إمدادات مياه صالحة للشرب وسبل للحفاظ على الصحة العامة، إذ ذكر بأن المياه مسؤولة عن (4.6%) من جميع الوفيات و(5.7%) من العدد الكلي للأمراض التي تحدث في العالم. وفي السنوات الاخيرة ازداد الاهتمام بدراسة الملوثات الناتجة من وحدات الصرف الصحي، التي تكون سبب رئيسي لتلوث المياه فضلاً عن مصادر أخرى (المصانع والمعامل والمستشفيات) وذلك لأنها تؤثر سلباً في خواص المياه الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية الامر الذي دفع البلدان المتقدمة صناعياً والنامية الى الاهتمام بمعالجة الكميات الهائلة من المخلفات السائلة المنزلية والصناعية والصحية قبل التخلص منها واعادة تدويرها واستعماله من خلال تطوير التقنيات المستخدمة والانتقال من الطرق التقليدية إلى طرق تعمل وفق أساليب معالجة متطورة وتعد المعالجة الحيوية (بالوجيه) احد الاساليب المتميزة للحد من الملوثات السائلة المطروحة وتتم باستخدام بعض انواع الفطريات وسلالات البكتريا والطحالب التي لها القدرة على تحلل المواد العضوية الموجودة في مياه الصرف الصحي وامتصاص المعادن الثقيلة وكذلك النتروجين والفسفور اللاعضوية بإضافة لاستخدام النباتات في المعالجة مثل بعض النباتات المائية مثل نبات سنابل الماء(hyacinth Water) ونبات عدس الماء والتي تقوم بتجميع وتراكم المواد السامه والمعادن الثقيلة بامتصاصها من خلال الجذور.
تعتمد آلية التحلل الحيوي على وجود الكائنات الحية (مثل الفطريات والبكتيريا والطحالب والابتدائيات) ذات القابلية للنمو والتكاثر في المناطق الملوثة إلى تحلل (استقلاب) الملوثات العضوية الموجودة في التربة أو المياه او المياه الجوفية إلى منتجات نهائية غير ضارة حيث تقوم الاحياء المجهرية بعملية الامتصاص العناصر المعدنية للتزود بما تحتاجه في عملياتها الفيزيولوجية بعملية المعدنة ويتحول العنصر الى صورة معدنية ميسرة وتتم العمليات اما بطريقة الامتصاص غير الحيوي حيث يتم التبادل في جدار الخلية ولا يحتاج الى طاقة، او بطريقة الانتشار حيث تمر من خلال الاختلاف بالتركيز والعامل الآخر المؤثر هو احتواء البكتريا على البلازميدات التي تحمل الجينات المسؤولة عن عملية التحلل الحيوي اذ تزداد قابلية البكتريا لتحليلها بازدياد أعداد البلازميدات ومن هذه الاحياء هي:
(pseudomonas ,Acinetobacter, Mycobacterium, Aspergillus ,Alternaria , Trichoderma, Fusarium)
وتحدث عملية التحلل الحيوي Bioremediation)) بثلاث عمليات أساسية تشمل:
1) حدوث تغير ضئيل وسهل في هذه المركبات العضوية.
2) تجزئة السلاسل الهيدروكربونية إلى أجزاء مع الاحتفاظ بالتركيب الكيميائي للمركب الأساسي قبل التجزئة.
3) معدنة الأجزاء العضوية وتغيير تركيبها من جزيئات عضوية إلى جزيئات لا عضوية.
وتتأثر عملية الأكسدة البيولوجية بعدة عوامل، من أهمها:
1) وفرة الكائنات الدقيقة التي يمكن أن تقوم بعملية التحلل البيولوجي في البيئة البحرية.
2) كمية الأوكسجين الذائب في الماء.
3) درجة الحرارة المياه، فكلما كانت المياه دافئة كان ذلك أفضل لإتمام عملية التأكسد الحيوي.
#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات
#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center
