ندوة علمية بعنوان: توظيف الأساليب الإدارية والتقنيات الحديثة في إدارة واستدامة مشاريع الموارد المائية في الانبار              مركز تنمية حوض أعالي الفرات يفتتح أولى الدورات للعام الدراسي 2023 -2024              السكان والغذاء..... وشبح المجاعة القادم              جامعة الانبار ضمن الفريق المكلف بدراسة وتحديد مسار الحزام الاخضر في المحافظة              دور وتأثير التشريعات القانونية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة

 تفاصيل الخبر

مواجهة اثار التغيرات المناخية على الزراعة

2022-07-29

مواجهة اثار التغيرات المناخية على الزراعة


للأستاذ الدكتور سيف الدين عبد الرزاق سالم

مركز دراسات الصحراء/ جامعة الانبار

يعتبر الوطن العربي من اكثر المناطق بالعالم تعرضا للتصحر والجفاف، حيث يخضع 98% من مساحة الوطن العربي للمناخ الجاف وشبه الجاف حيث تتلقى حوالي 66.5% من مساحته كميات امطار سنوية تقل عن 100 ملم، وخلال العامين الماضيين واجه كل من العراق وسوريا والاردن حالات شديدة من الجفاف لم يشهدها من عقود، وتشير بعض الاحصاءات ان حوالي 18% من المساحة الكلية للوطن العربي اصبحت واقعة تحت تأثير التصحر، وشهد العراق تملح وتصحر سنوي لأرضه بمعدل 1% من الاراضي المروية.

تعاني الزراعة في العراق من انخفاض الانتاجية في معظم المحاصيل والاشجار وفي انتاجية الثروة الحيوانية، ويعود السبب في ذلك الى مجموعة اسباب يتعلق قسم منها بضعف السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة ،والظروف الطبيعية التي يتميز بها العراق الذي يقع ضمن مجموعة المناطق الجافة وشبه الجافة والتي تتصف بمواصفات مشتركة مثل قلة تساقط الامطار وارتفاع نسبة التبخرنتح وانتشار ملوحة الترب وفقر المادة العضوية وارتفاع نسبة كربونات الكالسيوم والجبسوم. ويعد ايضا قدم وسائل الانتاج لدى الفلاح العراقي وقلة استخدامه للمكننة الحديثة وفقره المادي وتردده في ادخال الوسائل الحديثة للإنتاج هي من جملة الاسباب في تدهور الانتاج الزراعي العراقي.

ان ما ذكرناه اعلاه اضافة الى عوامل اخرى ساهمت ليس في انخفاض الانتاج الزراعي فقط وانما الى تدهور الاراضي التي يترك استغلالها وبالتالي يزداد تدهورها. وان ترك الاراضي يؤدي الى الهجرة للمدن ويخلق مشاكل اجتماعية واقتصادية وبيئية وثقافية اخرى تستدعي اعادة النظر في واقع الارياف من اجل وقف الهجرة الداخلية.

بعض الملاحظات والمقترحات:

1.    من ابرز الامثلة على انخفاض الانتاجية بسبب المشاكل البيئية والبشرية والتقنية والحداثة، هي إنتاجية الحنطة في العراق. لم تعد إنتاجية الحنطة في العراق تكفي حاجة السكان من مادة الخبز منذ نهاية خمسينيات القرن المنصرم وان تفتت الملكية  الزراعية وعدم مواكبة العلوم الحديثة في التخطيط الزراعي وحتى العمراني باتباع على سبيل المثال  نظم المعلومات الجغرافية أو النماذج الرياضية ولا آلية لتطبيقها ادى الى بروز العديد من المشاكل التي يتوجب حلها.

2.    جميع بذور وتقاوى محاصيل الخضر في العراق  مستوردة ولا تنتج في العراق مما يوصى بتمكين الجهات البحثية من انتاج هذه البذور رغم تراكم كثير من البحوث والدراسات العلمية التي إذا ما تم توفير الاعتماد المالي لها لأمكن انتاجها في العراق  مما يوفر علي الدولة مليارات الدنانير.

3.    التنسيق والعمل مع المؤسسات العراقية ذات العلاقة بالمناخ وايجاد الية للعمل والاستفادة من امكانياتها واتباع توصياتها للتغلب علي التأثيرات المناخية علي الزراعة العراقية والذي  يحتاج كثير من الشفافية لأنها غير واضحة علي التطبيقات الزراعية الحقلية الحالية.

4.    العمل على نشر ثقافة ونهج الزراعة الذكية مناخيا في العراق، وكذلك العمل على الحد من الأثار السلبية المحتملة للتغيرات المناخية في المجال الزراعي، واستخدام التقنيات والتكنولوجيات الحديثة  كالزراعة الدقيقة واستنباط أصناف نباتية مقاومة أو متحملة لدرجات الحرارة العالية وكذلك استنباط أصناف متحملة للجفاف والملوحة.

5.    ضرورة التركيز على عوامل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل أو بأخر على مصادر المياه والزراعة ومراقبة هذه التغيرات، ووضع الخطط والسياسات المتعلقة بالتغيرات المناخية في مراحل التخطيط، بناءً على التوقعات والتنبؤات المناخية والتوسع في استخدام تكنولوجيا الري الحديثة "الري الذكي"  التي توفر في كميات الري في الأراضي الصحراوية و المستصلحة حديثا، و أيضا في أراضي الوسط والجنوب واستخدام أنماط الزراعات التي تعظم العائد الإنتاجي مقابل وحدة المياه المستخدمة، والعمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة و الاستشعار عن بعد في مجال المناخ و البيئة الزراعية.

6.    تشكيل  لجان  عليا و فنية من الجامعات و الدوائر ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني للتنسيق مع وزارة الزراعة، لتقوم بدورها في مواجهة الاثار المحتملة علي قطاع الزراعة و تنشيط المؤسسات والمختبرات  التابعة للجامعات ووزارة الزراعة و وزارة الموارد المائية لأداء دورها الهام والرائد في توفير المعلومات واجراء الابحاث الخاصة بمواجهة اثار التغيرات المناخية علي الزراعة.

التوصيات:   

1.    استنباط اصناف جديده محليه تكون لها القدرة على تحمل التغيرات المناخية وان يكون موسم نموها قصير.

2.    الربط بين النواحي الفنية للتغيرات المناخية والاقتصادية عند اجراء الابحاث.

3.    توعية المزارعين بكيفية التكيف مع التغيرات المناخية بتعديل وتغير كل من مواعيد زراعه المحاصيل الزراعية والعمليات الزراعية الخاصة بها لموائمة تلك التغيرات؛ عن طريق قيام دور جهاز الارشاد بدوره في ذلك.

4.    وضع استراتيجية زراعية جديده تتواكب مع التغيرات المناخية المتلاحقة.

5.    التوجه للزراعة في المناطق الاقل عرضه للتغيرات المناخية وان  كانت شمال وشمال غرب العراق اما المناطق الاكثر تأثرا بالتغيرات المناخية فيتم زراعه الاصناف الاكثر مقاومة و تحملا  للتغيرات المناخية.

6.    تطوير نظم الري لتحقيق اقصى استفادة من المياه لمواجهة النقص المتوقع وتقليل مساحة المحاصيل المستهلكة للمياه كالرز على سبيل المثال.

7.    انشاء مراكز لرصد التغيرات المناخية كإنذار مبكر للكوارث المناخية.

8.    تنفيذ مجموعه من البرامج لتقليل انبعاث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي كتدوير المخلفات.

9.    التوجه نحو استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة لتقليل الانبعاثات الكربونية ودعم مشاريع الشباب في هذا المجال من خلال الحاضنات التكنولوجيا وتخصيص الدعم المالي لهم. 

#جامعة_الأنبار

#university_of_anbar

 تعليقات الفيسبوك

 المزيد من الاخبار

 التغيرات المناخية وانعكاسها على النشاط الزراعي

 جودة التربة (Soil Quality)

 مواد الإلكترونيات الضوئية

 دور نظم المعلومات الجغرافية في مراقبة الاهوار في جنوب العراق (الاهوار العراقية ما بين الخسارة والضرر)

 الضروريات الخمس في الإسلام وأثرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

 الزراعة الرقمية تقود مستقبل الإنتاج الغذائي في العالم

 تطبيقات تكنولوجيا النانو في مجال تنقية المياه

 التذبذب المناخي وأثره على الأمن الغذائي في محافظة الانبار

التصويت

ماهو رائيك بمستوى التصميم والخدمات التي يقدمها موقع جامعتنا؟

 ضعيف
 جيد
 جيد جدا

مجموع التصويتات 227

الاساتذة والاداريين


المركز
اللقب
الاسم


خريجي الكلية

المركز
الشهادة
السنة
النوع
الجنس
الاسم

طلبة الكلية

المركز
المرحلة
الشهادة
النوع
الجنس
الاسم