ندوة علمية بعنوان: توظيف الأساليب الإدارية والتقنيات الحديثة في إدارة واستدامة مشاريع الموارد المائية في الانبار              مركز تنمية حوض أعالي الفرات يفتتح أولى الدورات للعام الدراسي 2023 -2024              السكان والغذاء..... وشبح المجاعة القادم              جامعة الانبار ضمن الفريق المكلف بدراسة وتحديد مسار الحزام الاخضر في المحافظة              دور وتأثير التشريعات القانونية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة

 تفاصيل الخبر

مفاهيم في التنمية المستدامة (أثر التصاميم المعمارية المعاصرة على المنشآت المستدامة)

2022-11-01

مفاهيم في التنمية المستدامة (أثر التصاميم المعمارية المعاصرة على المنشآت المستدامة)


المدرس المساعد سيف سعد منصور

مركز تنمية حوض أعالي الفرات/ جامعة الانبار

ظهر مصطلح الاستدامة في السنوات الثلاثون الماضية كعلم ٍمهم لمواجهة التحديات التي تنشأ عن التعامل بين الطبيعة والبشر، وأصبحت لفظة الاستدامة متداولة في الكثير من المجالات ومقترنة بقرائن أخرى كالتنمية و البناء والطاقة وغيرها. تُعرفُ الاستدامة:  بأنّها الحفاظُ على نوعيةِ الحياة من خلال التأقلم مع البيئة عن طريق استغلال الموارد الطبيعيّة لأطول مدى زمنيٍّ ممكنٍ يؤدّي إلى المحافظة على استمرار الحياة، وتعرف أيضاً: بأنّها مجموعةٌ من العمليات الحيويّة التي توفرُ وسائل الحياة للكائنات الحية بمختلف أنواعها، ممّا يساعدها في المحافظة على تعاقب أجيالها وتطوير وسائل نموها مع مرور الوقت.

وقد سعى العالم بجدية نحو الحلول الحقيقية في الاستدامة حيث تضمن الفصل الأربعين من جدول أعمال القرن الـواحد والعشرون من مؤتمر الأمم المتحدة المهتمة بالبيئة والتنمية لسنة 1992 في ريو، إلى تحسين جودة وتوافر بيانات الاستدامة لاتخاذ القرارات وأطلقت الحاجة إلى بيانات ذات صلة و مصداقية لقياس الاستدامة بغية التقدم نحو الاستدامة. و شملت أهداف التنمية المستدامة المقترحة حديثاً في قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بنيويورك عام 2015 تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام بالإضافة إلى تحقيق الرفاهية للجميع. سيتولى مقالنا الاجابة عن التساؤلات التالية:-

كيف يكون التصميم المستدام؟

ما هو أسلوب العيش المستدام؟

ما معنى البصمة البيئية؟ وما الدلالة عليها؟

إن السعي للعيش بأسلوب حياة لائق ومريح  ومنظم في هذا العصر مطمح لكل فرد وبنفس الوقت يمثل مصدر قلق كبير، لأن كل جانب من جوانب التنمية البشرية يعتمد إلى حد كبير على التفاعل بين عناصر الاستدامة (الاجتماعية، الاقتصادية و البيئية) وكما موضحة بالشكل (1) وغالبًا ما تؤدي هذه التعاملات إلى تأثيرات ملحوظة على النظام البيئي تقود الى آثار سلبية نواجهها اليوم في مجال المياه والهواء والطاقة والأرض، والتي فرضت الضغوط الحقيقية لضرورة التوجه نحو الاستدامة، ومنها برز التوجه الحقيقي للبحث عن حلول في كافة المجالات بداية من التصميم مرورا بالتنفيذ ونهاية بالاستخدام والعيش الأمثل ومن المفاهيم المهمة:

شكل رقم (1) يبين عناصر الاستدامة والمساحات المتداخلة بينها

التصميم المستدام: أو (ما يعرف بالتصميم الواعي بيئيا) وهو طريقة لتصميم المباني والخدمات بما يتلاءم مع قواعد الاستدامة (الاقتصادية والبيئية والاجتماعية) والهدف من التصميم المستدام هو الحد أو القضاء بشكل كامل على التأثير البيئي السلبي من خلال التصميم الذكي والدقيق ولتحقيق هذا النوع من التصميم نحتاج الى موارد متجددة يكون تأثيرها على البيئة اقل ما يمكن وبنفس الوقت تربط الانسان بالبيئة الطبيعية وتلبي احتياجه وهنا يقع واجب كبير على المهندسين المصممين للتفكير بمبادئ التصميم المستدام لتوفير مباني بأقل الكلف ولها أقصى قدر من المتانة والجودة وتوفر الراحة والاستخدام الأمثل للأشخاص، وبذلك يكون المنشأ حقق توازن فعلي بين الاقتصاد والعمر الطويل ومتماشيًا مع المستلزمات البيئية والاجتماعية.

مبادئ التصميم المستدام: توجد العديد من القواعد و المعايير القياسية للتصميم المستدام بما يحقق البناء المستدام، وعلى كافة المجالات (التعليم والمؤسسات الحكومية, الصناعة والبيئة) سنوجز أهم ثلاثة منها :-

البناء المستدام: يشير البناء المستدام إلى عمليات التصميم والبناء التي تأخذ بعين الاعتبار الاثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. ويشمل عدة عناصر كالمواد، والمياه، والطاقة، والنقل، والبنية التحتية وإدارة النفايات. هناك الكثير من المواد يمكن استخدامها لبناء البنى التحتية وأكثرها انتشارًا حجارة البناء والخشب والأسفلت والإسمنت والحديد والمواد المركبة، وسنوضح ومثالاً على ذلك المواد المستخدمة.

المواد المستخدمة: يتم اختيار المواد المنتجة بطريقة مستدامة أو المعاد تدويرها والتي تتطلب القليل من الطاقة أثناء المعالجة وتكون مواد غير سامة، ومهم جداً معرفة خواص المواد ومكوناتها واكتشاف جوانبها البيئية لتوظيفها بشكل صحيح.

المباني المستدامة: هي وحدات مبنية باستخدام الأساليب والمواد المستدامة وتسهل الممارسات الخضراء لأسلوب حياة أكثر استدامة. فبنائها وصيانتها له آثارٌ طبيعية على الأرض، وعادةً تكون قريبة من الخدمات الأساسية كالمدارس والمساجد والمحلات الغذائية ومراكز الرعاية اليومية والعمل ووسائط النقل العام مما يجعل خيارات الحياة المستدامة ممكنة ولتوضيح المباني المستدامة نأخذ مثالاً عليها المنازل:

المنازل المستدامة:  وعادة ما تكون مصممة للتقليل من التأثير السلبي على النظام البيئي من خلال عدة أمور منها التوجه لأشعة الشمس لتوفير أفضل مناخ ممكن (عادةً يجب أن يوجه الضلع الاطول من البيت أو البناية بين الشرق والغرب)، وتوفير حواجز الريح وعملية التظليل الطبيعي. كما يتيح تصميم المأوى المستدام خيارات منها (استخدام الإضاءة الشمسية والتدفئة، ومراعاة العزل الحراري والصوتي وكل ما يساعد على خلق مناخات ملائمة. وتشتمل المنازل المستدامة على إدارة صديقة للبيئة من مواد البناء الفائضة بإعادة التدوير واستخدام المواد غير السامة والمتجددة والمعاد تدويرها والمستصلحة والسماد ومواد الإنتاج ذات التأثير القليل (كاستخدام الزخارف العضوية أو المعتمدة على الماء، وتدوير النفايات) ان استخدم المواد والأدوات المحلية المتاحة قدر الإمكان هدفه التقليل من استهلاك الموارد.

العيش المستدام وهو اسلوب حياة يسعى لتقليل استخدام الفرد والمجتمع لمصادر الارض الطبيعية حيث يساهم ممارسو المعيشة المستدامة لتقليل الانبعاثات الكربونية عن طريق تغيير أساليب استهلاك الطاقة والنقل والحمية الغذائية، وتعتبر هذه الممارسة والفلسفة للحياة البيئية النظيفة مترابطة للغاية مع جميع مبادئ التنمية المستدامة.

يقول العالم البيئي ومؤسس معهد ورلد واتش ومعهد سياسة الأرض لستر براون، يصف المعيشة المستدامة في القرن الحادي والعشرون بأنها "التحول إلى الطاقة المتجددة وإعادة استخدام أو إعادة تدوير الاقتصاد مع نظم نقل متنوع".

البصمة البيئية: هي مؤشر لقياس تأثير استهلاك فئة معينة على الأرض للموارد الطبيعية مع قدرة الأرض على تجديد هذه الموارد. يوضح لنا مؤشر البصمة البيئية مستوى استدامة نمط عيش سكان الدولة المحددة ومدى تأثيرهم وضررهم على كوكب الأرض. يمكن استخدام البصمة البيئية لحساب نمط الاستهلاك الخاص ببلد معين أو مدينة أو مجتمع أو فرد. ولحساب البصمة البيئية نحتاج مقارنة معدل الطلب على الموارد الطبيعية، وهو (البصمة البيئية)، بمخزون الموارد الطبيعية، وهو(القدرة البيولوجية).

مثال:- يقوم الصندوق العالمي لصون الطبيعة كل عامين بنشر تقرير الكوكب الحي. وأوضح تقرير عام 2008 أن بصمة الإمارات تبلغ 9.5 هكتار عالمي للفرد، ما يشير إلى أن سكان الإمارات يستهلكون الطعام، والألياف، والطاقة، والبضائع والخدمات المختلفة بنسبة تفوق مقدرة الكوكب على توفير تلك الموارد بشكل طبيعي. وبمقارنة البصمة البيئية للدولة والتي تبلغ 9.5 هكتار عالمي بالسعة البيولوجية العالمية والتي تبلغ 2.1 هكتار عالمي نستنج أننا سنحتاج إلى أربعة كواكب ونصف الكوكب لتوفير الطلب على الموارد.

#جامعة_الأنبار

#university_of_anbar

#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات

#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center

 تعليقات الفيسبوك

 المزيد من الاخبار

 التغيرات المناخية وانعكاسها على النشاط الزراعي

 جودة التربة (Soil Quality)

 مواد الإلكترونيات الضوئية

 دور نظم المعلومات الجغرافية في مراقبة الاهوار في جنوب العراق (الاهوار العراقية ما بين الخسارة والضرر)

 الضروريات الخمس في الإسلام وأثرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

 الزراعة الرقمية تقود مستقبل الإنتاج الغذائي في العالم

 تطبيقات تكنولوجيا النانو في مجال تنقية المياه

 التذبذب المناخي وأثره على الأمن الغذائي في محافظة الانبار

التصويت

ماهو رائيك بمستوى التصميم والخدمات التي يقدمها موقع جامعتنا؟

 ضعيف
 جيد
 جيد جدا

مجموع التصويتات 227

الاساتذة والاداريين


المركز
اللقب
الاسم


خريجي الكلية

المركز
الشهادة
السنة
النوع
الجنس
الاسم

طلبة الكلية

المركز
المرحلة
الشهادة
النوع
الجنس
الاسم